اعلم يقينًا أن نيتك الصالحة هي من تجلب لك الخير والسعادة ، فعلى قدر النوايا تكون العطايا .. لذا ضع نية الخير في قلبك ، وسيتولى الله أمرك، وعلى نياتكم ترزقون.. فلو اجتمع العالم أجمع على أن يضروك بـ شيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبَه الله عليْك فثق بما دبره وتقرب إليه لعله عنك يرضى.
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال: كنت خلف النبي صلي الله عـليه وسلم يوما، فـقـل: ( يا غلام! إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام، وجفت الصحف».
فضل النية الصالحة
الإنسان لاشك ينال من الأجر والثواب على قدر نياته، لقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه»، حتى وإن لم يتمكن من تنفيذ بعض هذه النوايا، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : «(من هم بحسنة فلم يعملها، كتبها الله عنده حسنة كاملة».
ومن هذا المنطلق ينبغي أن نستحضر النوايا الصالحة في كل أعمالنا، مهما كانت، كأن تتخذ من العلم وسيلة لتعليم الناس الخير، فتنال بذلك ثناء الله واستغفار الملائكة، وكذلك استغفار الكائنات.
فقد روى الترمذي وحسنه عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: ذكر لرسول صلى الله عليه وسلم رجلان: أحدهما عابد، والآخر عالم؛ فقال صلى الله عليه وسلم: «فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم»، ثم قال: «إن الله وملائكته، وأهل السموات والأرَضين حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت- لَيصلُّون على معلم الناس الخير».
اقرأ أيضا:
"نذر الطاعة".. سيف على رقبة صاحبه فلا تتلاعب بهأهمية الكلمة
للكلمة خطورتها، فحاول أن تكون كل كلمة أو كل حرف، أو كل تصرف، تصاحبه نية صادقة وصالحة، كي تحسب لك لا عليك، قال تعالى: « وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ » (آل عمران: 104).
تخيل أن كل كلمة تحسب كأنها دعوة إلى الله فتكون النتيجة مؤكد فضل عظيم لا مثيل له من الله عز وجل، فعن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثلُ أجور مَن تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا».