عمري 28 عامًا، متزوجة منذ 6 أعوام، ولدي طفلين، وكنت أغضب كل شهر بسبب ضرب زوجي لي،  وأذهب إلى بيت والدي، ثم يأتي لمصالحتي وأسامحه، وفي آخر مرة حدث فيها الشجار وضربني وذهبت إلى بيت أهلي، فوجئت أنه طلقني غيايبًا، وتزوج من أخرى في شقتي.

أنا لا أعمل، ولا أملك قوت أولادي ، هل أعطيهم له؟

الرد:

مرحبًا بك يا عزيزتي..

قلبي معك.

هناك اتجاهات متعددة للحصول على حقك المادي كمطلقة، وديًا بتدخل كبير عائلتك، أو قانونيًا، بتوكيل محامي ورفع قضية نفقة .

أعرف أن الوضع صعب، والأمر قاسي، ولا أعرف هل أنت مستاءة من الطلاق، أم أن المشكلة اقتصادية فحسب!

عزيزتي، حياتك مع والد أطفالك لم تكن عشرة طيبة، وعلاقة حسنة، يرجى من ورائها خير للجميع، بل هي علاقة مؤذية، وسامة، والجميع في ظل وجودها "ضحايا" وعرضة للاضطرابات النفسية الجسيمة وأولهم أطفالك، فمرحبًا بطلاق يخلصك وأطفالك من هذا السوء.

دائمًا نقول "لعله خير"، عندما تقع أقدار نحسبها تضرنا، أو تصدمنا، ولكن الحقيقة هي أن الله يعلم وأنتم لا تعلمون، وأتفهم أن الطلاق الغيابي صدمك، ومغادرتك بيتك هو الآخر "حدث صادم"، أتفهم هذا كله وأقدر مشاعرك، وأنت محقة،  ولابد أن تستوعبي الأمر، فقد وقع بالفعل، ولابد أنك تمرين بمراحل الصدمة، أحسب أنك في مرحلة "الانكار"، لذا فأي سلوك في هذه المرحلة سيكون خاطيء وربما تندمين عليه في وقت لا ينفع فيه الندم.

فكري في نفسك وأطفالك يا عزيزتي، لا تفكري في زواجه وحياته إلخ، بل ركزي على نفسك وما يمكنك فعله لنفسك حتى تتعافي من الصدمات، هذا مهم للغاية وليس رفاهية، فكما ستكونين سيكون أطفالك، إن كنت أمًا قوية، ناضجة، ومتعافية سيكونون هكذا والعكس صحيح.

ساعدي نفسك حتى تنهض من عثرتها، ووعكتها النفسية الحالية، واعط الأمر حظه من الوقت، ليشفى، وبالطبع ستحتاجين لطلب المساعدة المتخصصة من معالجة نفسية لعلاج الصدمات.

أنت الآن بصدد فتح صفحة جديدة في حياتك، هذا ما يجب أن تفكري فيه بتوكل ويقين أن الله سيدعمك ويحفظك، ويقويك، ويرزقك، فلا تتركي أطفالك، وتساهمي في تعاستهم واضطرابهم النفسي مع أب وزوجته وأنت على قيد الحياة، فلا شيء ولا أحد يعوض الأم يا عزيزتي، وتذكري قول النبي "صلى الله عليه وسلم": لا تجني أم على ولد، فما ذنب أطفالك الآن في هذا الطلاق والعراك والظلم؟،  فرجاء لا تتخلي عنهم، واصبري، ومع التعافي ستنفتح لك الحياة من أوسع الأبواب.

أرجو أن تنجحي في هذا الإختبار الدنيوي يا عزيزتي، وتتجاوزي هذا الابتلاء، وبالطبع لن يحدث هذا بين يوم وليلة، ابحثي عن مصادر تدعمك للحصول على حقك وحق أطفالك من والدهم، واعتن بنفسك وأطفالك، وقوي نفسك، واصمدي، وحاولي أن تكوني بالقرب من وسط داعم، يقويك ولا يضعفك، سواء كانوا أهل أو أصدقاء أو داعم نفسي متخصص ويفضل أن تكون امرأة.

ابتلاؤك ليس نهاية العالم، ولا نهاية حياتك، فأنت صغيرة، وستفتح لك الدنيا أبوابها الرحبة، فقط، تعلمي من الخطأ واهتمي بأن تتعافي وتتأهلي نفسيًا لخوض مرحلة جديدة من حياتك.

ودمت بكل خير ووعي وسكينة.

اظهار أخبار متعلقة

اظهار أخبار متعلقة