توصلت دراسة حديثة إلى أن الأشخاص الذين يقلعون عن التدخين قبل بلوغ 45عامًا يمكن أن يتجنبوا خطر الوفاة بسرطان الرئة أو غيرها من أنواع السرطان.

إذ أنه بعد الإقلاع عن التدخين، تنخفض مخاطر الإصابة بالسرطان المرتبط بالتبغ بشكل كبير بمرور الوقت. وقال الباحثون إن النتائج الجديدة تؤكد على قوة الإقلاع عن التدخين في أقرب وقت ممكن.

ومن بين أكثر من 400 ألف أمريكي، راقبهم الباحثون، مات المدخنون بسبب السرطان بمعدل ثلاثة أضعاف غير المدخنين. في حين أن المدخنين الذين تمكنوا من الإقلاع عن التدخين بحلول سن 45 قللوا من هذا الخطر الزائد بنسبة 87 في المائة.

وقال بليك طومسون، الباحث في جمعية السرطان الأمريكية الذي قاد الدراسة، إنهم إذا تغلبوا على هذه العادة في سن 35، فإن خطر تعرضهم الزائد للوفاة بالسرطان قد تم محوه.

وشدد على أنه لم يفت الأوان أبدًا على الإقلاع عن التدخين. كما أن المدخنين الذين أقلعوا عن التدخين في الخمسينيات إلى أوائل الستينيات قللوا بشكل كبير من خطر الوفاة بالسرطان.

لكن النتائج التي توصل إليها الباحثون تؤكد على ضرورة الإقلاع عن التدخين في أقرب وقت ممكن. وقال طومسون: "إذا كنت مدخنًا في الثلاثينيات من العمر، نأمل أن تتحدث إليك هذه النتائج".

وتابعت الدراسة التي نشرت هذا الشهر في مجلة (جاما اونكولوجي) في بيانات أكثر من 410 آلاف أمريكي دخلوا في مسح صحي فيدرالي مستمر بين عامي 1997 و2014.

توفي حوالي 10 آلاف مشارك بسبب السرطان خلال فترة الدراسة. وفي المتوسط، كان المدخنون أكثر عرضة للوفاة بالسرطان بثلاث مرات - غالبًا سرطان الرئة - مقارنة بالأشخاص الذين لم يدخنوا مطلقًا.

اظهار أخبار متعلقة

التدخين مبكرًا يؤدي إلى الوفاة

ومع ذلك، فإن هناك علاقة بين العمر الذي يبدأ فيه المدخنون ويقلعون عن تلك العادة. إذ كلما بدأ الشباب بالتدخين، زادت مخاطر وفاتهم بالسرطان في نهاية المطاف، وفقًا لوكالة "يو بي آي".

وارتفع خطر الوفاة بالسرطان ثلاثة أضعاف على الأقل بين أولئك الذين بدأوا قبل سن 18. في المقابل، تضاعف خطر الوفاة بالسرطان أربع مرات لمن بدأوا التدخين قبل سن العاشرة، مقارنة بغير المدخنين مدى الحياة.

وأشار طومسون إلى أن الأمر قد يبدو مفاجئًا، لكن هناك مدخنين يتورطون في ذلك في وقت مبكر من الحياة، لافتًا إلى أنه بالنسبة للأشخاص الذين يدخنون في سن صغيرة، "من الضروري أن يقلعوا عنه في أسرع وقت ممكن".

ويقدر الباحثون، أن المدخنين الذين أقلعوا عن التدخين قبل سن 35 قضوا على خطر الوفاة من السرطان. وفي الوقت نفسه، فإن الذين أقلعوا عن التدخين قبل سن 45 قللوا من مخاطرهم الزائدة بنسبة 87 في المائة.

كانت النظرة المستقبلية جيدة أيضًا للمدخنين الذين أقلعوا عن التدخين لاحقًا، بذلك بين سن 45 و 54، فإنهم يقللون الخطر بنسبة 78 في المائة، وبنسبة 56 في المائة إذا أقلعوا عن التدخين بين سن 55 و 64.

أقلع عن التدخين في أقرب وقت 

قال الدكتور ديفيد توم كوك، المتحدث باسم جمعية الرئة الأمريكية: "الرسالة التي نأخذها إلى المنزل هي أنه ليس من السابق لأوانه أبدًا ولم يفت الأوان أبدًا الإقلاع"، موضحًا أن الأطباء يجب أن يساعدوا المرضى على التخلص من هذه العادة في أقرب وقت ممكن، ولكن أيضا "لا تيأس أبدًا" من محاولة الإقلاع عن التدخين.

وأضاف كوك، وهو أيضًا أستاذ جراحة الصدر العامة في جامعة كاليفورنيا: "في بعض الأحيان يضطر الفرد إلى الإقلاع عن التدخين عدة مرات للابتعاد عن منتجات التبغ بشكل دائم".

وأشار طومسون إلى أن التدخين يزيد من مخاطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان، من بينها سرطان القولون والكلى والمثانة والمعدة والبنكرياس. لكن سرطان الرئة هو القاتل الأول للسرطان بين المدخنين.

لا يزال بعض المدخنين السابقين الذين أقلعوا عن التدخين خلال الـ 15 عامًا الماضية مؤهلين لإجراء فحوصات الأشعة المقطعية السنوية للكشف عن سرطان الرئة، اعتمادًا على أعمارهم ومدى انتشار التدخين في الماضي.

قال كوك: "أود أن أشجع أي مدخن حالي أو سابق على التحدث إلى مقدم الرعاية الأولية الخاص به ومعرفة ما إذا كان مؤهلاً لفحص سرطان الرئة".