يعتبر موسم الإنفلونزا حاليًا من أشد المواسم التي شهدناها، وفي حين أن هناك الكثير من الاهتمام بضرورة تلقي التطعيم في الوقت المناسب، يمكن أن تشكل الأنفلونزا تهديدًا خطيرًا لشخص يعاني بالفعل من أمراض مزمنة، مثل مرض السكري.
مرض السكري، وهو حالة تتميز بارتفاع مستويات السكر في الدم؛ يمكن أن يسبب الالتهاب ويضعف الدفاع المناعي، وهذا يعني أنه إذا كان لديك مستويات مرتفعة من الجلوكوز في الدم، فأنت لست فقط أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، ولكن التعافي يمكن أن يكون بطيئًا أيضًا، كما هو الحال مع عدوي كورونا.
وبالإضافة إلى ذلك، عندما تصاب بنوبة من العدوى مثل هذه، فإن الحفاظ على توازن مستويات السكر في الدم يمكن أن يكون مشكلة أيضًا، ومن ثم، وفي حين أنه من المهم للغاية القضاء على العدوى في مهدها، فمن المهم أيضًا معرفة كيفية السيطرة علي العدوى، ومنعها من التحول لعدوي شديدة أو التسبب في أية مضاعفات أيضًا، وإذا كنت مصابًا بداء السكري، فإليك كيفية التحكم في الحالة بشكل أفضل، بحسب ما نشره موقع "هيلث".

مخاطر مرض السكري خلال موسم الأنفلونزا الحالي

في حين أن أمراض الإنفلونزا والفيروسات يمكن أن تكون مرهقة، عندما يعاني الفرد من مرض السكري، فهناك خطر كبير يظهر، لأنه حالة مزمنة تهدد أداء الجهاز المناعي المستقر، وتسهل دخول مسببات الأمراض.
وعندما تصاب بالفيروس، ينتج الجسم جلوكوزًا إضافيًا لتنشيط الجسم، كما يمكن لفيروس الأنفلونزا أن يطلق الكورتيزول، مما قد يقلل من فعالية الأنسولين ويؤثر علي قياسات السكر، ويمكن أن تؤدي هذه العوامل أيضًا إلى تحفيز خطر عدم استقرار قراءات جلوكوز الدم، وزيادة خطر حدوث مضاعفات.
ووفقاً للدراسات، مرضى السكري لديهم مخاطر أعلى للإصابة بالأنفلونزا، وهم أكثر عرضة بنسبة 30 ٪ للدخول إلى المستشفى من غير المصابين بالسكري والأنفلونزا.

اقرأ أيضا:

ملعقة من بذور الكتان تحميك من خطر الإصابة بأمراض القلب

ماذا تفعل إذا مرضت؟

قد تكون الإصابة بحمى فيروسية أو مرض شبيه بالإنفلونزا عند الإصابة بمرض السكري أمرًا مقلقًا، ولكنها تتطلب رعاية وإدارة مناسبين، وتذكر؛ نظرًا لأن مرض السكري هو مرض مزمن، فأنت بحاجة إلى أن تكون حريصًا جدًا بشأن ممارسات الرعاية الذاتية واتخاذ خطوات إضافية لإبقاء أعراض الإنفلونزا ومستويات السكر في الدم تحت المراقبة.
خاصة أن الإصابة بفيروس الأنفلونزا يمكن أن يؤدي إلى الضغط على الجسم، مما يجعل تناول الطعام مرهقًا، وهو ما يؤدي بدوره إلى الإرهاق والشعور بالخمول، كما يؤدي أيضًا إلى الجفاف - وكل ذلك يمكن أن يؤثر مستويات الجلوكوز.
ومن ثم، فإن أحد الأشياء المهمة جدًا عند الإصابة بالأنفلونزا، إذا كنت مصابًا بالسكري، هو الاستمرار في قياس مستويات السكر في الدم كل أربع ساعات، والحفاظ على عادات الأكل السليمة، حتى عندما لا تشعر بالجوع، وشرب الكثير من السوائل (يفضل تلك التي لا ترفع مستويات الجلوكوز)، لأن ارتفاع السكر يمكن أن يسبب كثرة التبول، مما يؤدي إلى الجفافـ ولا ينصح بتخطي أو مضاعفة جرعات الدواء.
ويجب أن نتذكر أيضًا أنه مع مرض السكري، ونظرًا لأن الجسم يواجه صعوبة في مقاومة الفيروسات والالتهابات، فقد تستغرق الأعراض وقتًا أطول لتختفي، وقد يكون المرض طويلاً، ويجعل جسدك ضعيفًا جدًا ومرهقًا.

هل هناك أعراض تتطلب عناية شديدة؟

يمكن أن يشكل الحماض الكيتوني السكري، وهو من المضاعفات النادرة التي قد تجعل الجسم يستهلك الكيتونات ويرفع مستويات الجلوكوز، تهديدًا خطيرًا، لذا؛ تذكر أن الإنفلونزا شديدة الخطورة مثل عدوي كورونا، ومن المهم جدًا تتبع الأعراض والاستعداد للحصول على المساعدة الطبية إذا تم رصد العلامات أو الأعرتض التي قد تكون مقلقة، وعندما تصاب بالأنفلونزا، احذر من علامات التدهور مثل:
- كثرة التبول
- جفاف الفم وفقدان الشهية
- تشوش ، دوار
- آلام في البطن ، غثيان
- خسارة الوزن (5 كيلوجرامات أو أكثر يمكن أن تكون مقلقة)
- فقدان للوعي وارتفاع في درجة الحرارة يستمر لأكثر من أسبوع
- مستويات السكر في الدم أعلى من 240 (أو ترتفع باستمرار)

هل هناك أدوية يجب تجنبها؟

في حين أن معظم الأدوية (جنبًا إلى جنب مع الأدوية المعتادة لتثبيت نسبة الجلوكوز في الدم) يجب أن تؤخذ فقط بعد الاستشارة المناسبة والنصيحة من الأطباء، يُقال إن بعض الأدوية الشائعة التي تصرف بدون وصفة طبية، بما في ذلك مضادات الاحتقان وشراب السعال أو القطرات يمكن أن تؤثر على مستويات السكر في الدم بشكل مؤقت.
وبالتالي، بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري غير المستقر بشكل خطير، أو غيرها من الشروط المسبقة، قد يحتاجون إلى تعديل دواء السكري أو الأنسولين، لذا ابق طبيبك على اطلاع لمعرفة ما هو الأفضل بالنسبة لك وتحديد عوامل الخطر الأخرى التي قد تحتاج إلى عناية.

كيف يمكنك حماية نفسك؟

يعد الحفاظ على نظافة الجهاز التنفسي المناسبة، وعدم الخروج في الأماكن المزدحمة وحماية صحتك جيدًا لتقليل خطر الإصابة بالعدوي من أفضل طرق الوقاية، ويُنصح أيضًا أن يحصل الأفراد المصابون بمرض السكري (النوع 1 والنوع 2) على لقاحات محدثة ضد الإنفلونزا كل ستة أشهر للحصول على حماية مناعية كافية.
ويمكن أن يؤدي الحصول على جرعات اللقاح في الوقت المناسب، بشكل آمن وفعال، إلى تقليل مخاطر العلاج بالمستشفى والأعراض الخطيرة بشكل كبير.

اقرأ أيضا:

ما الذي يسبب حصوات الكلى وهل تحتاج لعملية جراحية؟

اقرأ أيضا:

انتبه.. هذه العلامات على اللسان مؤشر خطر