توصلت دراسة حديثة إلى أن أكثر من واحد من كل أربعة أشخاص مصابين بسرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة يعيش لمدة خمس سنوات على الأقل بعد تشخيصهم.

ووفقًا للباحثين، فإن معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات أعلى بنسبة 10 في المائة تقريبًا من التقديرات السابقة الصادرة عن المعهد الوطني للسرطان والتي نُشرت في عامي 2014 و 2015.

وفي الوقت نفسه، رصد الباحثون، انتشار حالات سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة بنسبة 13 في المائة، خلال الفترة بين عامي 2010 و2016 - وهي الفترة الأخيرة التي تتوفر عنها الأرقام- ويرجع ذلك على الأرجح إلى زيادة فحص المرض، على حد قولهم.

وأدى الارتفاع في فحوصات الكشف عن سرطان الرئة إلى التشخيص المبكر، مما يعني تحديد الأشخاص المصابين بالمرض في المرحلة الأولى، والتي يبلغ معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات 68 في المائة، وفقًا لما توصل إليه الباحثون في الدراسة التي نشرتها دورية "جاما إنكولوجي".

اظهار أخبار متعلقة

علاج سرطان الرئة

قال المؤلف المشارك في الدراسة، الدكتور أبار كيشور جانتي لوكالة "يو بي آي" في رسالة بالبريد الإلكتروني: "هناك أمل متجدد مع كل التطورات الحديثة في علاج سرطان الرئة وفحص سرطان الرئة".

وأضاف جانتي، أستاذ الأورام وأمراض الدم في المركز الطبي بجامعة نبراسكا: "تظهر النتائج التي توصلنا إليها أنه مع زيادة تشخيص سرطان الرئة في مرحلة مبكرة، تتحسن النتائج الإجمالية".

ويتم تشخيص حوالي 220 ألف شخص في الولايات المتحدة سنويًا بسرطان الرئة، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، 85 في المائة لديهم شكل الخلايا غير الصغيرة للمرض، وفقًا لتقديرات جمعية السرطان الأمريكية.

يقول مركز السيطرة على الأمراض إن المدخنين معرضون لخطر متزايد للإصابة بالمرض، لا سيما نوع الخلايا الصغيرة.

تشير مراحل السرطان إلى مدى نمو الورم وما إذا كان قد انتشر. مع نمو الأورام، فإنها تنتقل إلى مرحلة أعلى، من الأول إلى الثالث، وإذا انتشر السرطان، أو امتد إلى أعضاء أخرى، فإنها تعتبر المرحلة الرابعة.

وكلما تم تشخيص السرطان مبكرًا - عندما لا يزال في المرحلة الأولى أو الثانية، على سبيل المثال - كان التشخيص أفضل.

تشخيص السرطان في المرحلة الأولى 

في الدراسة، حلل الباحثون، بيانات حول ما يقرب من 1.28 مليون حالة سرطان الرئة ذات الخلايا غير الصغيرة في الولايات المتحدة التي تم تشخيصها بين عامي 2010 و 2017.

وأظهرت النتائج أنه على مدار فترة الدراسة، ارتفع عدد السرطانات التي تم تشخيصها في المرحلة الأولى إلى ما يقرب من 30 في المائة في عام 2017 من حوالي 24 في المائة في عام 2010.

خلال نفس الفترة، انخفض عدد السرطانات التي تم تشخيصها في المرحلة الرابعة، أو بعد انتشار المرض، من 48 في المائة إلى 44 في المائة.

كانت معدلات البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات أعلى بالنسبة للنساء، عند 31 في المائة، مقارنة بالرجال، بنسبة 21 في المائة، وللأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أقل، بنسبة 28 في المائة، مقارنة بأولئك الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا فأكثر، بنسبة 26 في المائة.

وأظهرت البيانات أن من تم تشخيص إصابتهم بالسرطان في المرحلة الرابعة كان معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات 6 في المائة.

وقال جانتي: "يجب أن تنهي النتائج التي توصلنا إليها أي جدل محتمل قد يكون موجودًا بشأن فعالية فحص سرطان الرئة".

وأضاف: "نعلم أن غالبية المرضى الذين تم تشخيصهم أثناء عملية الفحص في مرحلة مبكرة، وبالتالي، إذا تم إجراء الفحص على نطاق واسع، فيمكننا تقليل الوفيات الناجمة عن سرطان الرئة".