عزيزي المسلم، خذ هذه الحكمة واعمل بها ولا تتردد: (إذا رأيت من تحب فابتسم سيشعر بحبك.. وإذا رأيت عدوك فابتسم سيشعر بقوتك.. وإذا رأيت من تركك فابتسم سيشعر بالندم.. وإذا رأيت من لا تعرفه فابتسم وستأخذ أجرك)، فالابتسامة حياة لاشك، تمنح الحب والمودة للجميع بمجرد فعلها، رغم بساطتها وعدم تكلفها، فأنت لم تنفق أي مليم، ولم تتحايل أو تكذب، أو تضطر لفعل شيء غير محبب، وإنما فقط ابتسمت، وحينها ستكون النتيجة صدقًا فوق كل توقعاتك، وتخيل أن هذه الابتسامة قد تحسب لك صلة أرحام، فتجازى عليها خير الجزاء.

 قال تعالى: «وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا » (الأحزاب: 6).

مكانة كبيرة

الإسلام منح الابتسامة -هذا الفعل البسيط جدا- مكانة عظيمة، بل أنه من أهميتها قد تكون سببًا لدخول الجنة، وشرطًا أيضًا للإيمان بالله عز وجل.

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا تدخلوا الجنَّة حتَّى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتَّى تحابُّوا، أفلا أدُلُّكم على شيء إذا فعلتموه تَحابَبْتم، أفشوا السَّلام بينكم»، فسلم مبتسمًا تكن بسنة نبيك ملتزمًا، وتحصل على حسنات لا عدد لها، بل ستحصل على رضا من الله عز وجل لا مثيل له، فالابتسامة إنما يه وقود الحياة ونورها، وهذا خير من مشى على هذا الكوكب، كان أكثر الناس تبسمًا.

وقال عنه من رآه: «ما رأيت أحدًا أكثر تبسمًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم»، فقال جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه : "ما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تبسم في وجهي"، وقالت زوجه عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: «كان ألين الناس وأكرم الناس، وكان رجلاً من رجالكم إلاَّ أنه كان ضحاكًا بسامًا».

اقرأ أيضا:

من هم أهل الحوض الذين سيشربون من يد النبي الشريفة يوم القياية؟ وماذا كانوا يفعلون؟

صدقة مجانية

بمجرد الابتسامة، ستحصل على صدقات لا حصر لها، فقد قال النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: «تبسُّمك في وجه أخيك صَدَقة»، فبادر بهذه الصدقة التي لا تكلفك شيئًا، وإلا فلا بخل أشد من بخلك، فإذ بك تبخل من أن تشد عضلة وجهك إرضاءً لربك، وتطبيقًا لسنة نبيك، فمتى تتصدق وتكن من الكرماء الذين يحبهم الله ورسوله.

 لذلك اعلم يقينًا أن الابتسامة إنما هي شعار من شعائر الأنبياء، وسنة من سنن المرسلين، وصفة من صفات المؤمنين، وسمة نبيلة من سمات النبلاء، فمتى تحب أن تكون أيًا من هؤلاء فقط عليك أن تبتسم.