حسن الخلق يعرف بأنه كظم الغيظ لله , وإظهار الطلاقة والبشر إلا لمبتدع أو للفاجر , والعفو عن المخطئين إلا تأديبا انتصارا لحقوق الله وكف الأذى عن كل مؤمن إلا تغير منكر و أخذ بمظلمة لمظلوم من غير تعد
الإمام علي رضي الله عنه تطرق لحسن الخلق فقال : حسن الخلق في ثلاث خصال : "اجتناب المحارم وطلب الحلال والتوسعة على العيال" وكذلك قال ابن المبارك : هو بسط الوجه وبذل المعروف وكف الأذى.
وولم يختلف الأمر عند تعريف الإمام أحمد رحمه الله تعالى لحسن الخلق عندما قال : حسن الخلق ألا تغضب ولا تحقد وكذلك قال ابن القيّم -رحمه الله-: إن حسن الخلق يقوم على أربعة أمور أساسية، وهي: الصّبر، والعفّة، والشّجاعة، والعدل. قال الماوردي -رحمه الله- في تعريف حسن الخلق ووصف صاحبه: "أن يكون سهل العريكة، ليّن الجانب، طليق الوجه، قليل النّفور، طيّب الكلمة".
الشيخ الدكتور حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ ، إمام وخطيب المسجد النبوي، تطرق الي حسن الخلق قائلا إن حُسن الخلق من أفضل الأعمال وأزكى القربات إلى الله سبحانه وتعالى بل أنه سبب من أسباب دخول الجنان .
دلل آل شيخ علي عظمة هذا الخلق خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، بما قال الله جل وعلا في وصف نبيه محمد صلى الله عليه وسلم : ««وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ » الآية 4 من سورة القلم، وقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف " إن من خياركم أحسنكم أخلاقا "، وسئل صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم فقال "البر حُسن الخلق والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلّع عليه الناس".
ولفت إلي أن حُسن الخلق سبب من أسباب دخول الجنان ورضى الرحمن لقول رسول الله –صلى الله عليه وسلم- :"ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق"، وسئل صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال: «تقوى الله وحسن الخلق».
ومضي للقول : من تمام حسن الخلق أن يفرح المسلم بلقاء إخوانه متبسماً طلق الوجه بشوشاً مستبشراً مسروراً ، فقال الله تعالى : « لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ» الآية 88 من سورة الحجر، منوهًا بأن طلاقة الوجه والبشاشة عند اللقاء سجية صاحب الخلق العظيم عليه أفضل الصلاة والسلام.
ودلل بما جاء عن جرير بن عبدالله رضي الله عنه قال: «ما حجبني النبي صلى الله عليه وسلم منذ أسلمتُ ولا رآني إلا تبسم في وجهي» ، موصيًا: كونوا أهل بشاشة في اللقاء وهشاشة وسماحة وطلاقة في العشرة لقوله صلى الله عليه وسلم "تبسمك في وجه أخيك لك صدقه" .
وشدد خطيب المسجد النبوي شدد علي ضرورة اغتنام حسن الخلق موصيا بالحرص على توطن النفس بإلزامها بهذا الخلق الكريم لتعظم أجوركم وأن تفشوا المودة بينكم وتسود المحبة ويعم الإخاء بالمجتمع بهذا الخلق وتطمئن القلوب وتسعد النفوس وتنشرح الصدور ، وأن تأكيد خلق البشاشة يعظم الأجر وينبل أثره خاصة مع صاحب الحاجة
بل انه أسند تأكيده بهذا الخلق بقول أحد الحكماء بلقاء صاحب الحاجة بالبشر تشكر أو تعذر قال الله تعالى: « «وَقُولُوا لِلنـَّاسِ حُسْنًا» الآية 83 من سورة البقرة، ولقوله عز شأنه « وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلًا مَّيْسُورًا» الآية 28 من سورة الإسراء ، وقال تعالى « وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ » الآية 10 من سورة الضحى
اقرأ أيضا:
4 أشياء تمنعك شفاعة النبي يوم القيامة .. تعرف عليهالحسن الخلق كما يؤكد خطيب المسجد النبوي العديد من الفوائد فهو افضل ما يقرب العبد إلى الله تعالى وإذا أحسن العبد خلقه مع الناس أحبه الله وأحبه الناس كما أن حسن الخلق يألف الناس ويألفه الناس.وكذلك لا يكرم العبد نفسه بمثل حسن الخلق ولا يهينها بمثل سوئه.بل أن حسن الخلق سبب في رفع الدرجات وعلو الهمم. ناهيك عن ان حسن الخلق سبب في حب رسول الله صلى الله عليه وسلم والقرب منه يوم القيامة