أخبار

ما الحكمة من موت الفجأة لبعض الناس دون أية مقدمات؟ (الشعراوي يجيب)

ليس كل الكذب مرفوضًا.. تعرف على الكذب المحمود

من هم أهل الحوض الذين سيشربون من يد النبي الشريفة يوم القياية؟ وماذا كانوا يفعلون؟

كيف تعرف خروج الكلام من القلب دون غيره؟

"لا يكلف نفسًا إلا وسعها".. تقصير الأبناء متى لا يكون عقوقًا للوالدين؟

أترضاه لأمك؟.. ماذا نفعل مع شواذ الأخلاق وخوارج الفطرة؟

تعرضت للتحرش 4 مرات في طفولتي ومراهقتي وأكره نفسي وأفكر في الانتحار وقتل رضيعتي.. أرشدوني

العفو من شيم الصالحين.. كيف أتخلق به؟

أتذكر المعصية بعدما تبت منها.. كيف أحفظ خواطري؟

تعرف على منزلة النية وأثرها في قبول الأعمال

هل ابتلعك الحوت؟!.. 3مشاهد مؤثرة من قصة يونس عليه السلام

بقلم | محمد الخضيري | الاحد 19 سبتمبر 2021 - 10:08 ص

مشاهد عظيمة ومؤثرة ورسائل عميقة في قصة نبي الله يونس عليه السلام، والتي وردت في أربعة مواضع في القرآن الكريم، تحمل معاني رمزية لقوانين الله في الأرض وعبقرية القدر الإلهي، وفيها شرح موجز للناموس الكوني وما تحمله الأقدار لتربية الإنسان وتهذيب سلوكه، والتي ربما يرى ظاهرها قسوة وسوء حظ ولكنها تحمل في باطنها التنقية والتأهيل والنتيجة السعيدة.

ثلاث مشاهد في القصة كانت كفيلة بأن تغير أفكارنا تجاه الأشياء التي تحدث حولنا والمواقف والأحداث التي تصيبنا بالإحباط:_

1- مشهد الإحباط والغضب والذي جعل يونس عليه السلام يتخذ قرارًا بالابتعاد عن قومه بشكل فردي دون وجود عوامل أو إجبار أو ضغط لترك مدينة نينوى في العراق، بسبب عدم الاستجابة لنداء الإيمان ودعوته لقومه للإبتعاد عن عبادة الأصنام، "وذا النون ذ ذهب مغاضبًا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين".

2- مشهد سوء الحظ عندما صعد على مركب، ووقع عليه الاختيار في كل مرة في "قرعة الاختيار"، وذلك حين اختار مرافقوه شخصًا لإلقائه في البحر لتخفيف حمل المركب، فتم إلقاؤه في البحر وهم نادمون على ذلك، فالجميع يعلم قصته، فالتقمه الحوت ومكث ما شاء الله أن يمكث وكان وحيدًا في ظلمة شديدة يطوف البحار في بطن هذا الكائن الضخم والذي وكله الله بحفظ نبيه وألا يمضغه أو يهضمه، وما كان ليونس عليه السلام إلا أن قال بضع كلمات رددها بثقة من قلبه كنداء لله رب العالمين "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"، فقذفه الحوت على الشاطىء وهو ضعيف - هزيل لا يقدر على الحركة.

3- لحظة الأمل والسعادة في ظل عدم قدرته وعجزه، حيث أنبت الله عليه "شجرة من يقطين"، تحمل كل عوامل الحماية من إشعة الشمس، وقدر هائل من السوائل المشبعة بالفيتامينات والألياف، فأكل من ورقها حتى نضجت، واستطاع أن يستعيد عافيته وصحته وعاد إلى قومه بأمر من الله، فوجد ترتيبات لم يكن يتخيلها أو يتصورها، وقد اهتدى قومه وكانوا ينتظرون عودته ليوجههم ويعلمهم دينهم.

اقرأ أيضا:

ما الحكمة من موت الفجأة لبعض الناس دون أية مقدمات؟ (الشعراوي يجيب)

ما جذب انتباهي تكرار القصة في "القرآن" والتلميح إلى أن الإنسان لا يخلو من عيوب ولو كان نبيًا من الأنبياء، مسألة اتخاذ القرارات في الأوقات الحرجة فيها أضرار كثيرة ربما ليست آنية وحاضرة ولكنها ستحدث، وللغضب نتائج ثابتة ولا تتغير، فيجد الإنسان اليائس المضطرب ظروفًا لم يتوقعها وليست في صالحه تتناغم مع حالته النفسية المنهكة، ثم يفاجىء بظلمة وشعور بالوحدة، وكأنه بالفعل استدعى لنفسه "بطن الحوت المظلمة" لتكون له موئلاً.

 ولكن في قصة يونس عليه السلام يبدو أن النتائج تتغير في حال تعديل البوصلة وتغيير التفكير والبدء في توصيل الأثير الأرضي بموجات السماء التي تستقبل كل نداء ودعوة واستغفار وطلب للعودة وهو باب لا يغلق أبدًا إلى يوم القيامة.

إن سوء الحظ الذي يقابلنا في كثير من الأحيان ربما لا يكون نتاج "حسد" أو "مؤامرة" بقدر ما هو دليل على فقدان الإنسان للوجهة الصحيحة، وضرورة النظر في ردود أفعالنا، والتي تحتاج دائمًا إلى تهذيب وتشذيب لتخرج في شكل "قول بليغ" أو "درس تربوي" أو "رد مناسب للموقف".

إنني أرى (فترة بطن الحوت) وكأنها "حزمة ظروف" يستدعيها الإنسان لنفسه أو يجلبها بحزن وألم على جهوده المعطلة أو أهدافه المؤجلة أو التسرع في طلب النتائج، أو أن (بطن الحوت) هي الأحداث التي تتشكل طبقًا لحالة الفرد المزاجية السيئة والانفعالية لترضي ذاته وكبرياءه فيظن أنه قادر على كل شىء، الجميع قد مر "بمرحلة الحوت" في حياته وابتلعته الظلمات لفترة شعر فيها بأنه لا ملجأ ولا منجى من الله إلا إليه، والناجي من أيقن بأنه لا ينبغي اختبار قدرة الله وهو القدير بيده مفاتيح الأبواب المغلقة وهو المتحكم في الأرض وما تحتها وما فوقها.

مسألة اليقين تأتي للمؤمنين الذين يدركون مغزى "فترة الحوت" التي تمر بنا جميعاً، والتي يشعر فيها الإنسان بقلة حيلته وضعفه أمام الأقدار الإلهية وعجزه أمام الترتيبات الربانية والتي فيها من الفيزيائية ما يعجب له البشر والحجر، فلا يظن الإنسان أن نهايته قد حانت بسوء حظ أو تجاهل أو قلة تقدير من أحد، ولا يعتقد أن عقله وذكاؤه سينقذه أو أن قوته ونفوذه سيحول بينه وبين المعادلة التي لا تستثني أحدًا.

الكلمات المفتاحية

قصة يونس عليه السلام تسبيح يونس ابتلاع الحوت ليونس

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled مشاهد عظيمة ومؤثرة ورسائل عميقة في قصة نبي الله يونس عليه السلام، والتي وردت في أربعة مواضع في القرآن الكريم، تحمل معاني رمزية لقوانين الله في الأرض و