مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك، فما تشعرين به تجاه صديقتك هو نوع من التعلق وليس علاقة صحية، فقط ربطت فرحك وحزنك وحياتك كلها واستقرار حالتك النفسية بالتواصل معها ومن ثم انقطاعها لسبب أو لآخر أصبح يهدد حياتك واستقرارك النفسي، وليس هكذا العلاقات الصحية يا عزيزتي.
لا ألومك ولا أعترض على مشاعرك تجاه صديقتك، فأنت معذورة، إذ أن هذه الصديقة باتت مصدر الاهتمام الخارجي الوحيد تقريبًا، والقبول والتقدير لك، وهذه احتياجات نفسية انسانية مشروعة تمامًا.
نحن ياعزيزتي مخلوقات عشائرية كما يقولون، وفي المثل الشعبي :" الجنة من غير ناس ما تنداس"، فنحن مخلوقات اجتماعية كما ذكرت لك، ونحتاج إلى بعضنا البعض لنبقى على قيد الحياة، وليس في هذا عيب ولا خطر، إنما يأتي الخطر عندما نستند إلى "جدار" واحد، أو "جدار" محدد، وبدونه نسقط، أو لو سقط الجدار نسقط معه، وهذا ما هو حاصل معك.
هناك فارق يا عزيزتي بين العلاقة الصحية المشبعة التبادلية، والعلاقة الاعتمادية.
وفي مشكلتك ، غلّق أهلك عليك الأبواب في التعاملات مع الناس، ولكن صدقيني هو وضع مؤقت لن يستمر طول العمر، فلا شيء يدوم، وعليك البحث عن مصادر دعم متاحة وممكنة وغير بشرية قدر المستطاع حتى لا تبقي هكا أسيرة علاقتك بصديقتك.
ابحثي عما يمكنك فعله، داخل البيت، ويسعدك، ويشعرك بالدعم، والاضافة، والونس، وستجدين هذا من خلال هواياتك، وشغفك، ومهاراتك، إلخ.
أيضًا، غيري نظرتك لأهلك، لا تنظري إليهم على أنهم السجّان وأنت السجين، وجددي علاقتك بهم، وبمن هو قريب ومتاح كجيرانك مثلًا، أقاربك، حتى يمكنك الافلات رويدًا رويدًا من بين هذه الأبواب المؤصدة.
لا تظلمي نفسك يا عزيزتي، فأهلك كما تقولين يحبسونك في البيت بسبب أفكارهم المحافظة، وأنت تزيدين الطين بلة بحبس نفسك في أفكار سلبية تحبطك وتحزنك؟!!
اصنعي حياتك مهما تكن الظروف من حولك، واصنعي اهتماماتك، وانشغالاتك، وستجدين هذا كله حتمًا.
وصدقي أنك لو فعلت هذا كله، فستتغير حالتك النفسية، وحياتك، وعلاقتك بالجميع بما فيهم صديقتك، وستصبح علاقتكم صحية لا إعتمادية.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.