حذرت دراسة حديثة من أن الشعور بالتوتر يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم بمرور الوقت، مع تزايد الاحتمالات للتعرض لمشاكل أخرى في القلب.

ووجد الباحثون أن البالغين الذين يعانون من ضغط دم طبيعي، لكن كانت لديهم مستويات مرتفعة من هرمونات التوتر كانوا أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم في غضون ست إلى سبع سنوات من أولئك الذين يعانون من انخفاض مستويات هرمون التوتر.

العلاقة بين هرمون التوتر والإجهاد

قال الدكتور كوسوكي إينو ، الأستاذ المساعد في علم الأوبئة الاجتماعية بجامعة كيوتو باليابان، ومؤلف الدراسة: "إن هرمونات التوتر والنوربينفرين والإبينفرين والدوبامين والكورتيزول يمكن أن تزداد مع الإجهاد الناتج عن أحداث الحياة والعمل والعلاقات والأمور المالية وغير ذلك. وقد أكدنا أن الإجهاد هو عامل رئيسي يساهم في مخاطر ارتفاع ضغط الدم وأحداث القلب والأوعية الدموية".

شملت الدراسة، التي نُشرت في مجلة ارتفاع ضغط الدم، أكثر من 400 شخص تتراوح أعمارهم بين 48 و 87 عامًا، شاركوا في دراسة أكبر عن تصلب الشرايين - التي يمكن أن تؤدي إلى أمراض القلب – تضمنت ستة مجتمعات أمريكية.

شاركوا في اختبار البول لمدة 12 ساعة بين عشية وضحاها بين يوليو 2004 وأكتوبر 2006. وقام الباحثون بتحليل مستوياتهم من النوربينفرين والإبينفرين والدوبامين والكورتيزول. الثلاثة الأولى تتعلق بالجهاز العصبي اللاإرادي، الذي ينظم معدل ضربات القلب وضغط الدم والتنفس، أما الكورتيزول فهو هرمون الستيرويد الذي يتم إطلاقه أثناء الإجهاد.

وقال إينو وهو أيضًا منتسب إلى كلية فيلدنج للصحة العامة بجامعة كاليفورنيا في بيان صحفي: "على الرغم من أن كل هذه الهرمونات تنتج في الغدة الكظرية، إلا أن لها أدوارًا وآليات مختلفة للتأثير على نظام القلب والأوعية الدموية، لذلك من المهم دراسة علاقتها بارتفاع ضغط الدم وأحداث القلب والأوعية الدموية بشكل فردي".

اظهار أخبار متعلقة

وتمت متابعة المشاركين حتى يونيو 2018 لمعرفة ما إذا كانوا قد أصيبوا بارتفاع ضغط الدم، أو ارتفاع ضغط الدم، وأحداث قلبية وعائية مثل ألم الصدر ، أو الحاجة إلى إجراء فتح الشريان، أو نوبة قلبية أو سكتة دماغية.

وتشير مجموعة متزايدة من الأبحاث إلى العلاقة بين العقل والقلب والجسم، مما يشير إلى أن عقل الشخص يمكن أن يؤثر إيجابًا أو سلبًا على خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية، وفقًا لوكالة "يو بي آي".

وقال إينو: "ركزت الأبحاث السابقة على العلاقة بين مستويات هرمون التوتر وارتفاع ضغط الدم أو الأحداث القلبية الوعائية لدى المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم الحالي. ومع ذلك، فإن الدراسات التي تبحث في البالغين غير المصابين بارتفاع ضغط الدم غير متوفرة".

خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم

ووجد الباحثون، أنه على مدار فترة متابعة تبلغ 6.5 سنوات تقريبًا، ارتبطت كل مضاعفة من مستويات هرمون التوتر الأربعة بزيادة تراوحت ما بين 21 في المائة إلى 31 في المائة في خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم.

وعلى مدى 11 عامًا في المتوسط، ارتبط كل ضعف في مستويات الكورتيزول بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية بنسبة 90 في المائة.

وأضاف إينوي: "من المهم فحص تأثير الإجهاد على البالغين في عموم السكان لأنه يوفر معلومات جديدة حول ما إذا كان القياس الروتيني لهرمونات التوتر يحتاج إلى النظر فيه للوقاية من ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية".

وأقر الباحثون ببعض القيود على الدراسة، فهي لم تشمل الأشخاص الذين يعانون بالفعل من ارتفاع ضغط الدم، ولم يستخدموا اختبارات أخرى لقياس هرمونات التوتر.