سورة قريش هي سورة مكية، من المفصل، آياتها 4، وترتيبها في المصحف 106، في الجزء الثلاثين، وقد ارتبطت هذه السورة بسور الفيل ونزول افيال أبرهة الأشرم لهدم الكعبة الشريفة خصوصا  أن كلا منهما تضمن ذكر نعمة من نعم الله على أهل مكة فالأولى تضمنت إهلاك عدوهم الذي جاء ليهدم بيتهم وهو أساس مجدهم وعزهم والثانية ذكرت نعمة أخرى هي اجتماع أمرهم، والتئام شملهم، ليتمكنوا من الارتحال صيفا وشتاء في تجارتهم، وجلب الميرة لهم.

وبسبب الصلة الوثيقة  بين السورتين كان أبي بن كعب يعتبرهما سورة واحدة، حتى روي عنه أنه لم يفصل بينهما ببسملة. فهذه السورة تبدو امتداد لسورة الفيل قبلها من ناحية موضوعها وجوها. وإن كانت سورة مستقلة مبدوءة بالبسملة، والروايات تذكر أنه يفصل بين نزول سورة الفيل وسورة قريش تسع سور. ولكن ترتيبهما في المصحف متواليتين يتفق مع موضوعهما القريب.

سبب نزول سورةقريش

تسمية السورة باسم قريش جاء باعتبارها من  أشهر قبائل الجزيرة العربية والتي كان ينتمي إليها النبي محمد، لم يُذكر في السورة لفظ الجلالة، ونزلت بعد سورة التين.

وكانت الأية الأولي  من سورة قريش  التي تناقش مشكلة حياتية

وهي " إلف النعمة " يقول الله لنا لإيلاف قريش واعتيادهم على إستقامة مصالحهم ورحلتيهم بالشتاء والصيف دون النظر لواهب هذه النعم ومديمها كان أهل قريش معتادين على الفقر والجوع والحياة البدائية البسيطة لدرجة عندما يصل أحدهم لشدة الفقر كان ياخد أهل بيته لمكان يسمى بالخباء يمكثوا فيه حتى يموتوا من الجوع كلهم.

اظهار أخبار متعلقة

ومن الثابت أن العادة هذه في الجاهلية كان اسمها الاعتفار ...وكان هناك عائلة كبيرة اسمها بني مخزوم كانوا كلهم سيموتون من الجوع الشديد عندما وصل خبرهم لهاشم بن عبد مناف أحد كبار التجار .. استاء من وجود هذا الجهل والفقر في أهل البيت الحرام.

وبشكل مفاجئ جاء   هاشم بن عبد مناف وغير هذه العادة وقال لهم : أنتم أحدثتم عادة تُذَلون بها  بين العرب وأنتم أهل بيت الله والناس لكم تبع فقسم القبيلة لعشائر وأمر كل غني منهم بتقسيم ماله مع الفقراء من عشيرته حتى أصبح الفقير مثل الغني وعلمهم أصول التجارة ونظم لهم رحلتين في العام رحلة للشام ورحلة لليمن

هاشم بن عبد مناف ونهاية الاعتفار  

في الشام علمهم تجارة الفواكه في الصيف وفي اليمن علمهم تجارة المحصولات الزراعية في الشتاء ، حتى جاء خير الشام وخير اليمن لمكة وأصبح سكان مكة في حال أفضل وانتهت ظاهرة الاعتفار ..

في هذا السياق بدأ  أهل قريش يكفرون بالنعمة بعدم شكر الله عليها كفران النعم هو أن تألفها فلا تراها نعمة فلما ألفت قريش النعم التي أنزلها الله عليهم أنزل الله فيهم الأمر الإلهي بأن يعبدوا رب هذا البيت فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف.

اقرأ أيضا:

ومن المهم الإشارة هنا إلي أن نعم الله على الناس عموماً لا تحصى ، فإن لم يعبدوه لسائر نعمه فليعبدوه لهذه النعمة الواحدة التي هي نعمة ظاهرة وهي دوام النعمة وهي إطعامهم بعد الجوع ... وتأمينهم بعد اعتيادهم العيش في رعب وخوف من الموت أطعمهم من جوع  وآمنهم من خوف" لا تألف فتجحد ، لكن اشكر الله تألفك نِعمته " 

ومن ثم عليك أيها العبد المؤمن أن تغرح بنعمة الله عليك وتشكرها حتى لو تكررت ألف مرة لأن مجرد دوام النعمة نعمة ، وإلف النعمة وعدم شكرها جحود وظلم وتزول بزوال شكرها ولتبقى كلمة الحمدلله على لسانك في كل وقت قلها بقلبك عن رضا واقتناع ... لنا فيها من اجر عظيم