أخبار

لهذا السبب.. أدمغة البشر أصبحت أكبر من السابق

مفاجأة حول الاستحمام يوميًا.. ليس له أي فائدة صحية حقيقية!

مظلوم في البيت والعمل ومع الناس؟.. روشتة نبوية تدخلك الجنة

الزم المروءة لنجاتك في الدنيا والتقوى للنجاة في الآخرة

هل يؤاخذنا الله بما استقر في النفوس؟ ولم نترجمه إلى أفعال؟ (الشعراوي يجيب)

3حقوق لو فعلتها لوجدت الله عندك يفتح لك أبواب كل شيء

ما هي حقوق الزوج بعد اكتشافه مرض زوجته؟

مسح الرسول على وجهه.. فكان يضيء في البيت المظلم

حسن الظن بالله سفينة النجاة في بحر الظلمات.. تعرف على صوره

هل الإنسان ظلم نفسه بتحمل الأمانة من الله؟.. تعرف على المفهوم الصحيح للآية

متدين ووالدي مستهتر.. كيف أتصرف معه؟

بقلم | ناهد إمام | الاحد 29 اغسطس 2021 - 06:20 م

أنا شاب عمري 16 سنة، و من طباعي أنني إذا غضبت أحبس مشاعري في قلبي، كما أنني متدين ووالدي يهمل الدين و شرائعه، ويهتم بالدنيا وأمورها، وهذا يضايقني بشدة.

فوالدي من الممكن أن يترك صلاة الجمعة بحجة العمل، أو كورونا، ويشاهد التلفاز والإعلانات والأعمال الدرامية التي يكون فيها فتيات يظهرن مفاتنهن،  كما أنه اعتزل الصلاة في المسجد بحجة كورونا، على الرغم من نظافة المسجد واتخاذ القائمين عليه كل الاجراءات الاحترازية، وهو يماطل في دفع زكاة ماله (مع أن وضعنا المالي جيد ) حتى أنه كلما سألته هل دفعتها فيقول لي نعم فأرد إحلف فيقول والله لقد دفعتها العام الماضي بطريقة تخفي كلمة "العام الماضي"، لكنه دفعها في النهاية بعد إصرار شديد،  و لا أعلم إن كان قد دفعها كاملة صحيحة أم أنقص منها،  و كلما فعل مثل هذه الأمور أغضب غضبًا شديدًا.

ما يزيد الطين بله في علاقتي بوالدي،  أنه عندما كنت طفلًا،  و حتى عمر متأخر كان يصرخ في وجهي،  ويشتمني أمام أقاربي، وأخواتي حتى أن عماتي يتدخلن أحيانًا لتهدئته،  مما دفعني إلى الكذب خوفًا من عقابه،  إلا أنني لازلت لا أنسى له موقف حدث منذ 8 سنوات أمام أصحابي في الشارع الذي نسكن فيه، وأصبحت أتعرض بسببه  للمعايرة والتنمر، ومن وقتها وأنا أشعر بالحزن والغضب كلما تذكرت هذا الموقف.

أتجهت في عمر الـ14 وحتى الـ15 لألعاب الفيديو لألهي نفسي عن والدي ومعاملته السيئة، وكتمي لمشاعر الغضب، ثم سرت في طريق التدين، وأطلقت لحيتي، فعارضني وطلب مني حلقها فرفضت،  وكان يقول لي أنني أصبحت من المتشددين، والدواعش.

وهو الآن أصبح صامتًا تجاهي ولا يعلق على تديني، وعندما أذهب إلى المسجد يطلب مني أن أدعو له، وأنا لم أعد اخاف منه كما السابق عندما كنت طفلًا، لكنني أشعر بالحقد تجاهه ولا أريد سماع كلامه ولا تلبية أوامره وطلباته، واستثقلها على نفسي.

هو الآن يسألني عن شأني الخاص ولم يكن يهتم بها وأنا طفل، فلا أرد عليه.

أشعر بعدم الارتياح في علاقتي بوالدي ، ماذا أفعل؟




الرد:



مرحبًا بك يا عزيزي..

لاشك أن التقرب إلى الله والحرص على عبادته والمواظبة على أداء الصلوات، وقراءة القرآن، وصوم النافلة، والذكر، والدعاء، والقيام بالفرائض، مما يحمد لأي مسلم.

وهنا فيما يتعلق برسالتك يا عزيزي هناك شقان، أحدهما متعلق بوالدك، والآخر متعلق بك.

أما ما يخص والدك، فليس من حقك يا عزيزي متابعته في طاعته لله، وأدائه الفرائض والنوافل، ولا إلزامه ولا زجره ولا توبيخه، ولا إشعاره بالتقصير ولا الإنتقاص، ولا محاسبته، أو مراقبته، ليس من حقك أن تقتطع لنفسك هذا الحق الذي هو لله وحده معه.

أحسب أنك بفعلك هذا تنفره من الدين بدلًا من أن تحببه إليه يا عزيزي.

أنت "ابن" وهو "أب"، والتزامن القيام بـ "حدود" الـ "دور" مهم، وضروري، أما أنت تتحول إلى أب لوالدك تسأله عن القيام بفرائض الدين، وتحاسبه، وتشعره بأنك أفضل منه بشكل ضمني أو علانية فهو مرفوض تمامًا، وليس من الدين في شيء، ولا مطلوب منك اجتماعيًا بحسب دورك كإبن.

إلتزام الأدوار في الحياة مهم يا عزيزي حتى لا تفسد العلاقات، وتتشوه الشخصيات، ويحل الخراب على الحياة.

لقد وقفت طويلًا أمام عبارة " كما أنني متدين ووالدي يهمل الدين و شرائعه، ويهتم بالدنيا وأمورها، وهذا يضايقني بشدة"، فما معنى "أمور الدنيا" لديك، ومن قال أن الاهتمام بترتيب شئوننا الدنيوية ليس من الدين؟، بل كيف يمكننا أن نحسن العبادة بدون إصلاح دنيانا واعتبار هذا الاصلاح من العبادة؟!

الدنيا يا عزيزي، والشئون الدنيوية ليست مذمومة لذاتها، وإنما لو ألهت عن عبادته سبحانه فقط، وفيما عدا هذا فمحمود الانشغال بإصلاحها، وترتيبها، وعمرانها.

الدين والدنيا يا عزيزي ليسا ضدان، ولعل هذا من الأفكار الدينية الخاطئة التي شاعت في السنوات الأخيرة، وأضر كثيرًا بالمسلمين، وحياتهم، وما هي من الدين في شيء.

أما ما يخص تدينك يا عزيزي فلاشك أنني أحييك لتوجهك إلى ربك، وأحمد الله أن أبعدك عن طرق الفساد الاخلاقي، والعوار النفسي، التي غالبًا ما تكون الملجأ للشباب والشابات من مثل عمرك خاصة لو كانت علاقتهم بوالديهم أو أحدهم مضطربة هكذا.

ما حدث لك من إساءات جسدية ونفسية من والدك يا عزيزي في طفولتك أنت لست مسئولًا عنه، وبالطبع قلبي معك، فما فعله والدك قاس، ومسيء، ومؤذي نفسيًا بالفعل، لذا لابد من أن تتعافى منه.

أنت لم تكن مسئولصا عما حدث لك من إساءات، ولكنك الآن مسئول عن التعافي منها.

هذه يا عزيزي هي خطوتك الأولى قبل التدين!

نعم، فتدينك وأنت متعاف ومتزن نفسيًا مختلف تمامًا عن تدينك وأنت غير ذلك.

سيصحح التعافي علاقتك مع ذاتك، ويمحو التشوهات التي سببتها الإساءات، وستصبح نسخة أفضل من نفسك، ومن ثم أفضل في الوعي، والنضج، والقرب من الذات، والقرب من الله أيضًا وستنعدل علاقتك بوالدك.

ستستقبل الطاعة يا عزيزي بعد التعافي النفسي بشكل مختلف، أفضل، كما أرادها الله وترضيه، وهكذا كل شيء في الحياة، حتى نظرتك للناس، والدنيا، وحياتك، وأهلك، ومستقبلك، ولن يبقى تدينك مشكلة لوالدك ولا أي أحد، ولا عدم تدين والدك – من وجهة نظرك الحالية- مشكلة لك.

سيعلمك التعافي يا عزيزي كيف تتعامل مع مشاعرك بشكل صحي فلا تكتمها ولا تنكرها، وسيعلمك التفهم، والقبول للذات والآخرين.

سارع يا عزيزي في إلتماس التعافي من الإساءات بطلب المساعدة من معالج أو مرشد نفسي، فهذا حق نفسك عليك، وستسأل عنه أمام الله.

ودمت بكل خير ووعي وسكينة.

اقرأ أيضا:

جامعية وأشعرأنني عاجزة وفاشلة ومستقبلي مظلم .. ماذا أفعل؟

اقرأ أيضا:

تعرضت للتحرش 4 مرات في طفولتي ومراهقتي وأكره نفسي وأفكر في الانتحار وقتل رضيعتي.. أرشدوني



الكلمات المفتاحية

شاب متدين عمرو خالد اساءات نفسية في الطفولة معالج نفسي تشوهات الشخصية محاسبة الأب مستهتر

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled أنا شاب عمري 16 سنة، و من طباعي أنني إذا غضبت أحبس مشاعري في قلبي، كما أنني متدين ووالدي يهمل الدين و شرائعه، ويهتم بالدنيا وأمورها، وهذا يضايقني بشدة