أخبار

بالفيديو.. عمرو خالد: طريقة ربانية تغيرك من داخلك وتصلح عيوبك في العشرة الأواخر (الفهم عن الله - 2)

حكايات مؤثرة.. كيف تعامل الملوك مع من أظهروا الوفاء لخصومهم؟

سيدنا يحي بن زكريا ..لماذا كان معصوما من الذنوب ؟ولهذا اختلف الفقهاء في سبب تسميته

ما هو حكم إجراء الصائم الحقنة الشرجية أثناء الصيام؟.. "الإفتاء" تجيب

عمرو خالد يكشف: حكم رائعة وفوائد عظيمة لسورة "الكهف" يوم الجمعة

يوم الجمعة هدية ربانية.. احرص فيه على هذه الأمور

يوم الجمعة يوم النفحات والفيوضات الربانية .. تعرف على خصائصه وفضائله

الصلاة على النبي يوم الجمعة.. فضلها وعددها وصيغها ووقتها.. اغتنمها

فيه ساعة إجابة: أفضل أدعية يوم الجمعة المستحبة والمستجابة.. اغتنمها

هل الحجامة الجافة مفطرة للصائم؟

كيف ضبط الإسلام التعاملات المالية.. ولماذا؟

بقلم | محمد جمال حليم | الاربعاء 28 يوليو 2021 - 06:40 م
يعد المال في الإسلام وسيلة وليست غاية وسيلة للتعايش والتبادل والرقي وللرفاهية أيضا.
ولما كانت للمال دور مهم في حياة الناس وتعاملاتهم ضبط الله تعالى التعامل فيه وبين حلاله وحرمه وأظهر مقاصده فأحل البيع والإجارة والرهن والكسب الحلال وحرم الربا بكل صوره وأنواعه.
ولقد كانت تعاملات الناس قبل الإسلام لا تخل من معاملات ربوية فجة ومن ثم كثرت الخلافات ونشبت الحروب  لجهالة وعدم معرفة الأمور .. ومن هنا جاءت رسالة الإسلام الخاتمة  هادية واضعة الأمور في نصابها الصحيح وبهذا ارتفعت الخلافات وعم الهدوء والأمان.
كيف ينظر الإسلام للمال؟
المال في المنهج الإسلامي هو ما  يعبر عن كل ما ينتفع به على وجه من وجوه النفع, كما يعد كل ما يُقَوَّم بثمن مالًا أيًّا كان نوعه أو قيمته, سواء أكان هذا المال عينًا أم منفعة إلا أن الإسلام يرى المال بأنه كل ما له منفعة مباحة شرعًا، وبهذا المعنى يتبين أن الله تعالى هو المالك الحقيقي, وملكية الإنسان  له ملكية تكريم و تصرف: حيث قال تعالى: {وأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ}(الحديد: 7) أي:" وأنفقوا في سبيل الله من المال الذى جعلكم الله خُلفاء في التصرف فيه"، وطالما أن الإنسان مستخلف في مال الله فعليه أن يحسن التعامل معه بالمحافظة عليه والعمل على تنميته.
ومعلم أن الإسلام ليس ضد الغنى ولا يعادى الأغنياء: ففي الحديث "يَا عَمْرُو: نِعْمَ الْمَالُ الصَّالِحُ لِلرَّجُلِ الصَّالِحِ", وفي هذا مدح عظيم للمال الصالح, والصلاح ضد الفساد، وقد قسم الأموال إلى  القسم الأول: الأموال الحلال؛ أي: أموال طيبة نافعة أحلها الشرع، والأصل في الأشياء الحل ما لم يرد نص بالحرمة. والقسم الثاني: الأموال الحرام، وهي أموال خبيثة ضارة حرمها الشرع، قال تعالى: {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ}(الأعراف: 157).
تملك المال في الإسلام:
الإسلام ليس ضد تملك المال والعمل على نمائه وزيادته لكنه ضبط الدوافع والوسائل؛ فدوافع تملك المال: يجب أن تكون دوافع مشروعة، فالأمور بمقاصدها: وتنقسم هذه الدوافع إلى دوافع خاصة أي تعود بمنفعتها على شخص المالك سواء لأمور دينه أو دنياه, ومنها: قيام الحياة والمشروعات:, قال تعالى: {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِيَامًا}(النساء: 5)، والحرص على طاعة الله تعالى وصلة الرحم: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: «يَا حَبَّذَا الْمَالُ, أَصِلُ مِنْهُ رَحِمِي, وَأَتَقَرَّبُ إِلَى رَبِّي عزو جل»،  ومنها: الاستغناء عن الناس: ففي الحديث: «عَلَيْكَ بِالْإِيَاسِ مِمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ، ..»، وهناك الدوافع العامة: وهي التي تعود بمنافعها لخير المجتمع عامة, ومن ذلك  الإسهام في المشروعات  الخيرية الاجتماعية والتنموية والطبية التي يعود نفعها على أهل الحاجة.
مقصد الإسلام في الأموال:
وللشارع الحكيم عدة مقاصد من تملك الأموال منها  مراعاة قيمة المال وحرمته؛ ففي الحديث: «كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ» ومن القواعد الفقهية التي تراعي حرمة المال:  حرمة المال كحرمة النفس، وحرمة الملك باعتبار حرمة المالك؛ ولذلك فإن المالك المسلم أو غير المسلم  كالذمي حرم على غيره دمه وماله وعرضه. إلا بحقه، أيضا إيجاد المال وكسبه من طرقه المشروعة، وبهذا حرم الكسب الخبيث، أيضا بيّن الشارع أن اكتساب المال من الحرام لا تطهره الصدقة وأوجب  تنمية المال بالطرق المشروعة، وحرم ما يضر من معاملات.
ومن مقاصد الشرع الحيكم في المال أيضا الرواج للأموال وعدم اكتنازها:  قال تعالى: {كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ }(الحشر: 7)؛ ولذلك شُرعت عقود المعاملات لنقل الحقوق المالية بمعاوضة أو بتبرع، ومن أهم ما ضبط به العلاقة بين المتعاملين بالمال الوضوح والتوثيق أو إثبات الأموال؛ ولذلك جاء تنظيم المعاملات في أطول آية في القرآن الكريم، عناية بها، وحرصًا على المصالح، ومنع المنازعات والخصومات بسبب المال، قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ.. }(البقرة: 282)، وقد رغب الله فى حفظ المال فى آية المداينة حيث أمر بالكتابة والإشهاد والرهن...
كما عنى الإسلام بحفظ المال, وعدم إتلافه أو إضاعته: حيث  قال النبي صلى الله عليه وسلم  في خطبة حجة الوداع: «إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا»، ومن أهم الأمور المشروعة في المنهج الإسلامي فعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَكَلَ طَعَامًا لَعِقَ أَصَابِعَهُ الثَّلَاثَ، قَالَ: وَقَالَ: «إِذَا سَقَطَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ فَلْيُمِطْ عَنْهَا الْأَذَى وَلْيَأْكُلْهَا، وَلَا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ»، وفي الحديث: "وكره لكم قيل وقال، وكثرة السّؤال، وإضاعة المال"، ومن أشكال إضاعة المال: الإسراف في إنفاقه فيما يغضب الله من المحرمات، وعلى الجملة إنفاقه في غير وجهه المأذون فيه شرعًا، وحرم السرقة: "وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ "،وحذر من عاقبة الكسب الحرام: ففي الحديث: «فَمَنْ يَأْخُذْ مَالًا بِحَقِّهِ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ، وَمَنْ يَأْخُذْ مَالًا بِغَيْرِ حَقِّهِ فَمَثَلُهُ، كَمَثَلِ الَّذِي يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ»، كما  نهى عن أكل أموال الناس بالباطل: قال تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}(البقرة: 188)، "بِالْبَاطِلِ"، بالغصب والظلم، أو القمار والملاهي. "وَتُدْلُواْ" تصيروا، أدليت الدلو أرسلته. "أَمْوَالَكُم": أموال اليتامى، أو الأمانات وحقوق الناس.


الكلمات المفتاحية

مقصد الإسلام في الأموال: كيف ينظر الإسلام للمال؟ تملك المال في الإسلام البيع الربا

موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled يعد المال في الإسلام وسيلة وليست غاية وسيلة للتعايش والتبادل والرقي وللرفاهية أيضا.