أنعم الله على نبيه سليمان بمزيد من النعم، وأعطاه نعما لم يعطه لأحد من البشر، وعلى رأسها تسخير الجن له ومعرفة لفة الطير والحيوانات.

حكايات عجيبة:

1-روى الحسن البصري: إن نبي الله سليمان بن داود عليه السلام أتي الخاتم، فلما أراد أن يدخل الحمام وضع خاتمه، ثم دخل، فرآه الشيطان، فانطلق فأخذ الخاتم، فانطلق إلى نهر كثير الماء، فرمى به.
 فخرج نبي الله من الحمام؛ فلقد ذكروا أنه لم يعرف أربعين ليلة، وإنه كان يأوي إلى امرأة مسكينة. فانطلق ذات يوم، فبينما هو قائم على شط النهر، إذ وجد سمكة، فأتى بها المرأة لتصنعها له، فشقتها، فإذا هي بالحلقة في جوفها فأخذه، فجعله في يده، فعند ذلك سأل ربه: " وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب".
2- عن عكرمة، قال: «أخذ سليمان ثياب ملكه حيث هرب، فجعلها في جراب، ثم تأبطها فخرج هاربا» تأبطها: جعلها تحت إبطه.
وقال السدي: " كان يكمن النهار، ويظهر الليل، وابتلي بالجوع، فكان يأتي الدار فيقول: أطعموا السائل، وكان مما ابتلي به أن تقول المرأة: إن الجارية لم تخبز اليوم، فإذا بلغ منه الجهد قال: أطعموني فإنني سليمان بن داود، فتخرج بالبول فتصبه عليه وتقول: سليمان في ملكه وأنت تقول: أنا سليمان وفي حديث آخر قال: بلغ من شؤم الخطيئة أن تفل في وجه سليمان بن داود عليه السلام.
3- عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: " بينما سليمان عليه السلام جالس على شاطئ البحر وهو يعبث بخاتمه، إذ انفلت من يده فوقع في البحر، وكان ملكه في خاتمه، فانطلق فأتى عجوزا، فأوى إليها وخلفه شيطان في مكانه.
 فقالت له العجوز: إما تكفيني عمل البيت فأذهب وأطلب، وإما أكفيك عمل البيت فتذهب وتطلب.
 فقال: اكفيني عمل البيت، فذهب، فانتهوا إلى صيادين فنبذوا إليه سمكات، فأتى بهن العجوز، فشقت بطن سمكة، فإذا الخاتم في بطنها. فأخذه فلبسه، فأقبلت إليه الجن والإنس والشياطين والوحش.
 وفر الشيطان حتى أتى جزيرة في البحر، فقال سليمان للشياطين: ائتوني به.
 قالوا: لا نقدر عليه، إلا أن يسكر، إلا أنه يرد عينا في جزيرة في البحر كل سبعة أيام. فصبوا له فيها خمرا، فلما شرب سكر، فارقه الخاتم، قال: سمعا وطاعة. فأتوا به سليمان، فأوثقه وأمر به إلى جبل الدخان.
قال ابن عباس: «كان بلاء سليمان عليه السلام أربعين يوما وأربعين ليلة».
مواعظ من نبي الله سليمان:
1-قال سليمان بن داود صلى الله عليه وسلم: أوتينا ما أوتي الناس وما لم يؤتوا، وعلمنا ما علم الناس وما لم يعلموا، فلم نجد شيئا أفضل من خشية الله تعالى في الغيب والشهادة، والقصد في الفقر والغنى، وكلمة الحق في الرضا والغضب.
2- و قال أيضا: كل العيش قد جربناه، لينّه وشديده، فوجدناه يكفي منه أدناه ".

اقرأ أيضا:

هل يؤاخذنا الله بما استقر في النفوس؟ ولم نترجمه إلى أفعال؟ (الشعراوي يجيب)