تعد سورة الطارق من السور المكية وترتيبها في القرآن الكريم ال 86 وكذلك عدد الآيات فيها 17 آية، ويتمثل المعنى العام لهذه السورة بأنه عبارة عن صيحات وطرقات عنيفة وقوية ومرتفعة وتوجد هذه الصيحات بإيقاع واحد مثل تفكروا وتدبروا و انظروا وغيرها.

 وتحتوي هذه السورة أيضا على أن هناك ابتلاء وثواب وعقاب للمؤمن والكافر والتأكيد أيضا على إعجاز القرآن الكريم وأنه يوجد يوم الحساب الجامع بين الناس .

وتكشف سورة الطارق مصيرك في الأخرة من خلال أحوالك في الدنيا، مثل :" إن كل نفس لما عليها حافظ" ومعناها الرقابة على النفس ومراجعة كل ما تفعله ومحاسبة النفس والرجوع الى الله دائما .

يقول تعالى: "فما له من قوة ولا ناصر"، هنا تنفي سورة الطارق وجود القوة والنصر يوم القيامة لهذا الإنسان الذي ضل سعيه في الحياة الدنيا .

فضائل سورة الطارق

نصح الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه بقراءة سورة الطارق لأنها تخفف العبء على المصلين.

 وحينما ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم لدعوة قبيلة الطائف ليدخلوا في دين الله تعالى قرأ عليهم سورة الطارق .

 كذلك من افضل قراءة سورة الطارق أنها تجعل لصاحبها مكانة عظيمة عند الله عز وجل يوم القيامة وأصبح من أصحاب المؤمنين في الجنة .

 سبب تسمية سورة الطارق بهذا الاسم :

 يرجع سبب تسمية سورة الطارق بهذا الاسم الى وجود لفظ الطارق في بداية السورة .

والطارق هو النجم الذي يطرق ويأتي في الليل .

 أقسم الله سبحانه بالسماء والنجم الذي يطرق ليلا وما أدراك ما عِظَمُ هذا النجم؟ هو النجم المضيء المتوهِّج. ما كل نفس إلا أوكل بها مَلَك رقيب يحفظ عليها أعمالها لتحاسب عليها يوم القيامة.

فَلْيَنْظُرِ الإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ ( 5 ) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ ( 6 ) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ ( 7 ) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ ( 8 )

فلينظر الإنسان المنكر للبعث مِمَّ خُلِقَ؟ ليعلم أن إعادة خلق الإنسان ليست أصعب من خلقه أوّلا خلق من منيٍّ منصبٍّ بسرعة في الرحم, يخرج من بين صلب الرجل وصدر المرأة. إن الذي خلق الإنسان من هذا الماء لَقادر على رجعه إلى الحياة بعد الموت.

يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ ( 9 ) فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا نَاصِرٍ ( 10 )

يوم تُخْتَبر السرائر فيما أخفته, ويُمَيَّز الصالح منها من الفاسد, فما للإنسان من قوة يدفع بها عن نفسه, وما له من ناصر يدفع عنه عذاب الله.

وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ ( 11 ) وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ ( 12 ) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ ( 13 ) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ ( 14 )

والسماء ذات المطر المتكرر, والأرض ذات التشقق بما يتخللها من نبات, إن القرآن لقول فصل بَيْنَ الحق والباطل, وما هو بالهزل. ولا يجوز للمخلوق أن يقسم بغير الله, وإلا فقد أشرك.

إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا ( 15 ) وَأَكِيدُ كَيْدًا ( 16 ) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا ( 17 )

إن المكذبين للرسول صلى الله عليه وسلم, وللقرآن, يكيدون ويدبرون؛ ليدفعوا بكيدهم الحق ويؤيدوا الباطل, وأكيد كيدًا لإظهار الحق, ولو كره الكافرون, فلا تستعجل لهم – أيها الرسول- بطلب إنزال العقاب بهم, بل أمهلهم وأنظرهم قليلا ولا تستعجل لهم, وسترى ما يحلُّ بهم من العذاب والنكال والعقوبة والهلاك.

مضامين سورة الطارق

تضمنتْ السورة الكريمة موضوعا رئيسا وهو قدرة الله تعالى على البعث بعد الموت واخراج الناس من لدن آدم -عليه السلام- حتى قيام الساعة وان من ابدع وخلق الانسان من العدم اول مرةٍ هو من باب اولى اقدر على اعادة الخلق ثانية وذلك بتحكيم العقل الراجح كما تضمنت السورة ما ياتي:

التأكيد على حقيقة إحصاء اعمال العباد والجزاء عليها يوم القيامة.

الإشارة إلى وجود حفظة من الملائكة على كل إنسانٍ؛ لحفظه وتسجيل أعماله وأقواله في كتابه.

الحديث عن يوم القيامة وكشف السرائر والأسرار كافة التي اخفاها الناس عن بعضهم البعض.

التأكيد على غعجاز القرآن وصِدق ما جاء فيه.

الوعيد الشديد بالعذاب لكل كافرٍ ومشركٍ ومخالفٍ لله ورسوله.