عانى أكثر من 1.5 مليون طفل في جميع أنحاء العالم من اليتم جراء وفاة أحد الوالدين أو أحد الأقارب الذين يتولى رعايتهم بسبب كوفيد -19 منذ انتشار الوباء في مطلع العام الماضي.

ووفقًا لدراسة نشرتها دورية "لانسيت"، فإنه من بين أكثر من مليون طفل توفي أحد الوالدين أو كليهما خلال الأشهر الـ 14 الأولى من الوباء، وتعرض 500 ألف آخر لوفاة أحد الأجداد الذين يرعونهم في منازلهم.

وقالت سوزان هيليس، مؤلفة الدراسة المشاركة في بيان صحفي: "بحلول 30 أبريل 2021، أصبح هؤلاء 1.5 مليون طفل النتيجة المأساوية التي تم التغاضي عنها لوفاة 3 ملايين كوفيد -19 في جميع أنحاء العالم، وسيزداد هذا العدد مع تقدم الوباء".

أضافت هيليس، عالمة الأوبئة في مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها بمدينة أتلانتا الأمريكية: "تسلط النتائج التي توصلنا إليها الضوء على الحاجة الملحة لإعطاء الأولوية لهؤلاء الأطفال والاستثمار في البرامج والخدمات القائمة على الأدلة لحمايتهم ودعمهم في الوقت الحالي ومواصلة دعمهم لسنوات عديدة في المستقبل".

قبل تفشي الوباء في مارس 2020، كان هناك ما يقدر بنحو 140 مليون طفل يتيم في جميع أنحاء العالم، وفقًا لتقديرات منظمة "عالم بلا أيتام".

هؤلاء الأطفال معرضون بشكل متزايد لخطر الإصابة بمشاكل الصحة العقلية، والفقر الأسري والعنف الجسدي والعاطفي والجنسي، كما أنهم أكثر عرضة للوفاة عن طريق الانتحار أو الإصابة بمرض مزمن، بما فيها أمراض القلب والسكري، وفقًا للمنظمة.

اقرأ أيضا:

تقدم مذهل.. العلماء يبتكرون طريقة علاج جديدة لسرطان الدم

وقال الباحثون إنهم استندوا في تقديراتهم المتعلقة بأيتام كوفيد -19 إلى بيانات الوفيات في 21 دولة تمثل مجتمعة 77 في المائة من وفيات كوفيد -19 العالمية.

اشتمل التحليل على وفيات كوفيد – 19 المبلغ عنها بين 1 مارس 2020 و 30 أبريل 2021 وعدد الوفيات الزائدة خلال نفس الفترة.

تم ربط معدلات وفيات كوفيد -19 ببيانات الخصوبة للذكور والإناث من 21 دولة لتقدير عدد الأطفال الذين فقدوا أحد الوالدين بسبب الفيروس، وتم حساب وفاة كلا الوالدين بحيث لم يتم حساب الأطفال مرتين.

شمل التحليل أيضًا وفاة الأجداد أو غيرهم من كبار السن الذين تتراوح أعمارهم بين 60 و 84 عامًا والذين كانوا يعيشون في نفس المنزل مع الأطفال لحساب الأجداد الحاضنين الذين يتحملون المسؤولية الأساسية عن رعاية أحفادهم.

وأظهرت البيانات أن 1.134 مليون طفل على الأقل تعرضوا لوفاة والدتهم أو والدهم أو أجدادهم الحاضنين بسبب كوفيد -19. ومن بين هؤلاء، فقد ما يقدر بـ 1.042 مليون أمهم أو والدهم أو كليهما.

قالوا إن أكثر من 1.5 مليون طفل قد تعرضوا لوفاة أحد الوالدين على الأقل أو الوصاية أو الأجداد المشتركة أو غيرهم من الأقارب الأكبر سنًا، على حد قولهم.

كانت الولايات المتحدة من بين البلدان التي لديها أكبر عدد من الأطفال الأيتام- ما يقرب من 114 ألفًا، وفقًا لوكالة "يو بي آي"،

وقال الباحثون إن الأرقام من المحتمل أن تكون أقل من الواقع، لأن الأرقام الخاصة بعدد من البلدان المشمولة في الدراسة استندت إلى معدل وفيات كوفيد – 19 فقط ولم تكن بيانات الوفيات الزائدة متاحة.

في كل بلد تقريبًا، كانت الوفيات بين الرجال أكبر من النساء، لا سيما في الأعمار المتوسطة والكبيرة، وما يصل إلى خمسة أضعاف فقد الأطفال آباءهم مقارنة بأمهاتهم.

وقالت المؤلفة المشاركة في الدراسة الدكتورة جولييت أونوين في بيان صحفي: "تحدد دراستنا الحد الأدنى من التقديرات - الحدود الدنيا - لعدد الأطفال الذين فقدوا والديهم أو أجدادهم".

أضافت أونوين، زميلة باحثة في الطب في "إمبريال كوليدج لندن" في لندن: "في الأشهر المقبلة، تهدد المتغيرات والوتيرة البطيئة للتطعيم على مستوى العالم بتسريع الوباء، حتى في البلدان المتضررة بشكل لا يصدق بالفعل، مما يؤدي إلى تعرض ملايين الأطفال لليتم".