توصلت دراسة حديثة إلى أن الأشخاص المتعافين من كوفيد -19 يواصلون إنتاج أجسام مضادة ضد الفيروس حتى ما بعد تسعة أشهر من إصابتهم، سواء عانوا من الأعراض أم لا .

ووفقًا لنتائج الدراسة، فإن أقل بقليل من 99 في المائة من سكان بلدة "فو" بإيطاليا - التي شهدت عددًا كبيرًا من الحالات في المراحل المبكرة من انتشار الوباء – ممن أصيبوا في فبراير أو مارس من العام الماضي واصلوا إنتاج أجسام مضادة للفيروس حتى نوفمبر.

وانخفضت مستويات الأجسام المضادة، وهي خلايا ينتجها الجهاز المناعي لمحاربة الفيروسات، على مدار الأشهر التسعة، لكنها لم تختلف بين الأشخاص الذين ظهرت عليهم أعراض كوفيد -19 وأولئك الذين لم تظهر عليهم أعراض.

وبحسب النتائج التي نشرت في دورية "جورنال نيتشر كومينكيشنز"، فإن "الغالبية العظمى من الإصابات بكورونا بغض النظر عن ظهور الأعراض من عدمه، تكون مصحوبة بتكوين أجسام مضادة".

وقال الباحثون إنهم رصدوا حتى حالات لزيادة مستويات الأجسام المضادة مما يشير إلى "إعادة إصابة محتملة بالعدوى وإمكانية تعزيز الجهاز المناعي".

وقالت المؤلفة المشاركة في الدراسة، إيلاريا دوريجاتي من مركز( MRC ) لتحليل الأمراض المعدية العالمية في "إمبريال كوليدج لندن" في بيان صحفي، إنهم لم يرصدوا اختلافًا كبيًرا في مستويات الأجسام المضادة بين الالتهابات المصحوبة بأعراض وتلك التي لم تصحبها أعراض.

وأضافت إن هذا يشير إلى أن "قوة الاستجابة المناعية لا تعتمد على الأعراض وشدة العدوى".

واستندت النتائج إلى عينات الدم التي تم جمعها من 85 في المائة من حوالي 3000 من سكان بلدة "فو".

اظهار أخبار متعلقة

قياس مستويات الأجسام المضادة

وقال الباحثون إن جميع الأشخاص الذين شملتهم الدراسة تم اختبارهم بحثًا عن أجسام مضادة للفيروس في فبراير ومارس 2020، عندما كانت إيطاليا واحدة من بؤر الوباء، ثم مرة أخرى في مايو ونوفمبر من العام الماضي.

وأظهرت نتائج الاختبار في مايو أن حوالي 4 في المائة من سكان القرية تعرضوا للفيروس، على الرغم من أن العديد منهم لم تظهر عليهم أعراض، كما أظهرت النتائج.

تم تتبع مستويات الأجسام المضادة باستخدام ثلاثة فحوصات، وهي اختبارات تكشف عن أنواع مختلفة من الأجسام المضادة التي تستجيب لأجزاء مختلفة من الفيروس.

وعلى الرغم من أن أنواع الأجسام المضادة أظهرت بعض الانخفاض بين مايو ونوفمبر، إلا أن معدل الانحلال كان مختلفًا اعتمادًا على الاختبار المستخدم.

اقرأ أيضا:

ملعقة من بذور الكتان تحميك من خطر الإصابة بأمراض القلب

ازدياد مستويات الأجسام المضادة

بالإضافة إلى ذلك، في بعض المشاركين في الدراسة، زادت مستويات الأجسام المضادة بمرور الوقت، مما يشير إلى احتمالية إعادة العدوى بالفيروس، مما يعزز جهاز المناعة، كما قال الباحثون.

يذكر أن معظم الدراسات كانت تشير في السابقة إلى أن المناعة القائمة على الفيروسات تستمر لمدة ثلاثة أشهر على الأقل .

على العكس من ذلك، تشير الأبحاث إلى أن المناعة التي يوفرها لقاحا "فايزر /بيونتك" و"مودرنا" قد تستمر لسنوات .

قالت دوريجاتي: "تظهر دراستنا أن مستويات الأجسام المضادة تختلف، بشكل ملحوظ في بعض الأحيان، اعتمادًا على الاختبار المستخدم".

وأضافت: "من الواضح أن الوباء لم ينته، لا في إيطاليا ولا في الخارج، (لذلك) للمضي قدمًا، أعتقد أنه من الأهمية بمكان الاستمرار في إعطاء جرعات اللقاح الأولى والثانية بالإضافة إلى تعزيز المراقبة بما في ذلك تتبع المخالطين".