أخبار

ما الحكمة من موت الفجأة لبعض الناس دون أية مقدمات؟ (الشعراوي يجيب)

ليس كل الكذب مرفوضًا.. تعرف على الكذب المحمود

من هم أهل الحوض الذين سيشربون من يد النبي الشريفة يوم القياية؟ وماذا كانوا يفعلون؟

كيف تعرف خروج الكلام من القلب دون غيره؟

"لا يكلف نفسًا إلا وسعها".. تقصير الأبناء متى لا يكون عقوقًا للوالدين؟

أترضاه لأمك؟.. ماذا نفعل مع شواذ الأخلاق وخوارج الفطرة؟

تعرضت للتحرش 4 مرات في طفولتي ومراهقتي وأكره نفسي وأفكر في الانتحار وقتل رضيعتي.. أرشدوني

العفو من شيم الصالحين.. كيف أتخلق به؟

أتذكر المعصية بعدما تبت منها.. كيف أحفظ خواطري؟

تعرف على منزلة النية وأثرها في قبول الأعمال

كيف تأخذ بيدي ابنك على طريق "الرجولة"؟

بقلم | ناهد إمام | الثلاثاء 29 يونيو 2021 - 07:00 م

ليس هناك طلب أشد إساءة من هذا الطلب "كن رجلاً"، إنه أسوأ طلب يمكن أن تلقيه على مسامع أحدهم، حيث يحمل هذا الخطاب الكثير من الخزي، والمزيد من خفض القيمة. ورغم ما يحمله هذا الخطاب من معانٍ سلبية إلا أنه خطاب شائع، والكثير من الشباب تشكل جزءٌ هامٌ من حياتهم كرد فعل لهذا الخطاب السلطوي النازع لقيمة القبول والاحترام، إنه يعني بكل وضوح: "أنت لست رجلاً بالقدر الكافي". والواقع أن كل ولد يسعى لتحقيق المعنى الذي يعتقده عن الرجولة.

رحلة نحو الرجولة

ويعتبر كتاب "الرجال من المريخ والنساء من الزهرة" أحد أشهر الكتب التي كان يرجع إليها كل جنس ليتعرف على الجنس الآخر، ولكن الجديد هو تساؤل الفرد عن نفسه، أن يجد الشاب نفسه ناقماً مثلاً على الأنثى لأنها معفاة من تكاليف الحياة وضغوطها في ظنه، أو أن يقف ليتساءل ما معنى أن يكون رجلاً.

وكما يقول ريتشارد كوهين فإن الذكور يقطعون رحلة قدرية من الأنوثة التي ولدوا منها وفيها إلى تحقيق الرجولة، ففي حين أن البنت تولد أنثىً وأمّاً، فإن على الفتيان السعي لتحقيق ذلك، وتشتد صعوبة هذه الرحلة في الأسر التي لا تدرك الفرق بين الرعاية والتربية، الفرق بين توفير المأكل والمشرب والملبس، وبين بناء الفرد وتحقيق الإنسان.

* كيف تُبنى الرجولة؟

خطورة الخطاب الأبوي المبني على "كن رجلاً" أنه يظن أن الرجولة يمكن بناؤها بالتلقين، والواقع أن التلقين لا يمنح سوى شعور العجز والضعف، ولا دور له بحال في بناء الرجولة.

والذي ينبغي فهمه هنا أن الرجولة يمكن بناؤها بطريقتين بغض النظر عن المعنى الذي ستبنى عليه من خلالهما:

- الأولى هي النمذجة Modeling، أو التوحّد Identification حيث يتحد الطفل في مرحلة مبكرة من 2.5 سنة بالوالد أو الرمز الأبوي ثم يتشرب منه قيمة الذكورة ومعنى الرجولة، ويمضي قدماً على خطاه بلا وعي لتحقيق نموذج الرجل الذي يقدمه الوالد.

- والطريقة الثانية التي تبنى من خلالها الرجولة، هي التشارك والتي يلعب فيها الانتماء والتوافق دور اللاعب الرئيس، حيث يستبطن الشاب مفهوم الرجولة الذي تعتنقه رفقة الأصدقاء الذين يقرر أن ينتمي إليهم.


اقرأ أيضا:

تعرضت للتحرش 4 مرات في طفولتي ومراهقتي وأكره نفسي وأفكر في الانتحار وقتل رضيعتي.. أرشدوني

تغير معنى الرجولة بين العصور

هذا عن كيفية البناء؛ أما عن معنى الرجولة فإن العصر الحالي لا يشهد فقط سيولة في مفهوم الرجولة، بل عدم اتفاق حول ماهية الرجولة المطلوبة. وبالنظر للميديا العربية والدولية سنجد أن الزمن الحالي يشهد تقديم صورة مختلفة عن الرجولة عن تلك التي تربى عليه الجيل الماضي، ولعل غياب الإنكار المجتمعي على تقديم نموذج "الأسطورة" كتجسيد لمعنى الرجولة السائد مجتمعيًا يكفي كدليل على هذا التطور في فهم الرجولة، وبعدما كانت الصورة النمطية هي "عنترة العبسي" في صحراء نجد و"القلب الشجاع" هناك في أقسى الشمال البارد. والفارق بين الأسطورة وبين المثالين الآخرين هو فارق في المعنى بالمقام الأول.

* كيف إذاً يحيا الرجال؟

يرى چوزيف نيكولوسي أن الرجال يتواصلون من خلال الفعل، بينما تتواصل النساء بالكلام، فهم يتشاركون الرجولة بينهم عبر التلاحم والتفاعل المادي، لذلك ارتبطت سيرة الرجولة بالحروب. ويرى "چ. الديدچ" في كتابه "برّي القلب Wild at heart" أن الرجولة كمعنى تتلخّص في ثلاثة أهداف، مغامرة يحياها، وهدف يقاتل لأجله، وجمال ليحميه، ربما يختلف البعض معه.

بينما يرى "روبرت أغسطس" أن سبيل بناء الرجولة يكون من خلال تحديات صحية، والتي تتسم بالمخاطرة المحسوبة، وغير الواصمة بالخزي (بمعنى ألا يكون دافعها ولا أمامها خوف من الخزي)، ومتناسبة مع العمر والقدرات، ومشمولة بالحب. خلاف ذلك يفرز لنا رجولة صورية/كاذبة، ربما تعبر عن نفسها في المظهر المنتفخ فقط، كالخبز الذي تعجّل طاهيه فاستوى ظاهره قبل باطنه.

وكما يفترض "إدلر" في كتابه معنى الحياة، أن الشخص الذي ينجح في التوافق مجتمعيًا وذاتيًا هو شخص لديه معنى مقبول للحياة، فإذا كان تحقيق الرجولة يبرهن نفسه باجتياز الشباب لأزمة ربيع العمر، حين تضربهم تساؤلات الكفاءة وهواجس الرفض والفشل الاجتماعي والمهني، هنا يمكن القول أن الشاب الذي استطاع اجتياز أزمة ربيع العمر بشكل صحي وآمن هو قد نجح في أن يكون رجلاً بقدرٍ كافٍ.

ولعله من الحق القول بأن من بلاء هذا العصر أن مسألة بناء الرجولة أصبحت نقطة للمناقشة والتنظير، ولكن في مرحلة ما بعد الحداثة وتحت النظرة التفكيكية الجديدة التي وضعت بصمتها في كل شيء تقريباً، أصبحت قيمة الرجولة محل نظر، وحين يغيب المعنى فستجد التعويض الزائد في صورة المبالغة في الاهتمام بالمظهر الذكوري كمحاولة لتعويض شيء من الرجولة المفقودة في الداخل.

* انتظر.. لم ينته الكلام هنا، خذ معك نصائح قبل أن تمضي:

- افهم.. افهم معنى الأبوّة، ومعنى أنك ستكون مثالاً ونموذجاً، شئت أم أبيت.

- اقبل.. اقبل نفسك كما أنت، لتستطيع أن تقبل الآخر كما هو، هذا الآخر قد يكون ابنك. اقبله من أجله كما هو لينمو من أجلك كما أنت.

- أحب.. أحب طفلك وعبر من خلال لمسك وسلوكك له عن ذلك.

- ادعم.. نمو طفلك وانتقاله عن أمّه إليك، كن متواجدًا مرغوبًا ومرهوبًا. كلاهما الرغبة التي تعني الدفء، والرهبة التي تعني الحزم لا الخوف.

- انطلق.. إذا كنت أنت الباحث عن السؤال، فها أنت عرفت الطريق؛ فانطلق.



د. شهاب الدين الهواري

طبيب ومعالج نفسي

خبرة ٩ سنوات في المشورة النفسية وخبرة ٨ سنوات في العلاج الدينامي والتحليل النفسي..

عضو الجمعية الأمريكة للطب النفسي، والجمعية المصرية للعلاجات الجماعية.

عضو الجمعية المصرية لطب الجنس وجراحاته.


* منقول بتصرف يسير

اقرأ أيضا:

أنا فتاة متدينة وفعلت جرمًا عظيمًا ثم أصبت بمرض شديد.. هل هذه عقوبة من الله؟

اقرأ أيضا:

مستوى أهلي المرتفع ماديًا يجعل العرسان يهربون.. ما العمل؟


الكلمات المفتاحية

الرجولة مشاعر الخزي الذكورة الحزم الدفء القبول الاجتماعي الفشل المهني

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled ليس هناك طلب أشد إساءة من هذا الطلب "كن رجلاً"، إنه أسوأ طلب يمكن أن تلقيه على مسامع أحدهم، حيث يحمل هذا الخطاب الكثير من الخزي، والمزيد من خفض القيمة