أخبار

ضعف الشخصية أول طريق الغواية والحرام.. كيف توطن نفسك؟

تخيرتها جميلة ففوجئت بقبحها.. كيف نخدع أنفسنا ونفشل في الاختيار؟

إنجاز الوعد من أخلاق الكبار.. هل سمعت بهذا؟

تقدم مذهل.. العلماء يبتكرون طريقة علاج جديدة لسرطان الدم

6ثمرات يجنيها العبد المؤمن إذ صبر علي هموم الدنيا .. فرّج الله همّه، ودفع عنه الضر ورفع درجته في مقدمتها

بعد معاناة استمرت 613 يومًا.. وفاة أطول مريض في العالم بفيروس كورونا

الثبات على المبدأ.. متى تتأكد من هويتك وتثبت لنفسك أنك على الحق؟

الإخلاص كلمة السر فى قبول الأعمال.. كيف نحققه؟

سر صمت "يونس" بعد خروجه من بطن الحوت

خطيبي يسألني عن مرتبي ومشاركتي في مصروفات البيت وأنا تضايقت ولذت بالصمت.. ما العمل؟

الملتفت لا يصل.. فرق كبير بين ما يعنيك و ما لا يعنيك

بقلم | أنس محمد | الثلاثاء 22 يونيو 2021 - 09:13 ص


لا يصل إنسان لما يحقق له السعادة في الدارين الدنيا والأخرة، إذا انشغل بما لا يعنيه عما يعنيه، فالكثير من الناس ينشغل بما في أيدي غيره من الرزق والبركة والمال والنساء، وللأسف ينسى أن ينشغل بنفسه وبما يوفر لها من السعادة وراحة البال، ومن المعلوم أن الانشغال عن الهدف الأساس في الحياة لا يؤدي بالمرء إلا إلى العثرات والتخلف عن القصد الأسمى، فكيف تصل لما يفيدك وأنت تلتف عنه بما يدخل عليك الحسرة حسدا لغيرك.

فكثير من الناس شغلوا أنفسهم بالترهات ودخلوا في ما لا خير فيه مما لا يعنيهم من القول أو الفعل، وتراهم يُقحمون أنفسهم في ما لا شأن لهم فيه ويعصون الله تعالى ويُفسدون من حيث ظنوا الإصلاح، وربنا تعالى يقول في سورة البقرة: ((وإذا قيل لهم لا تُفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مُصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون)) .

فاقد الشيء لا يعطيه


ومن أكبر المصائب أن يعتقد الجاهلُ الباطلَ هدى فيَهْلِك ويُهلك غيره، ثم يُقحم نفسه فيما لا علم ولا شأن له فيه بدعوى المعاونة على الخير والنصيحة وهو لا يميز بين ما يضره وما ينفعه، ففاقد الشيئ لا يعطيه.

فهل من الأفضل أن تنشغل بنفسك وألا تكونوا كمن يهدم مِصرًا ليبني قصرًا، فقد روى البخاري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الدين يُسرٌ ولن يُشادَّ الدين أحدٌ إلا غَلَبَه فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغَدْوةِ والرَّوْحةِ وشيءٍ من الدُّلجة)) وفي الحديث إشارة إلى يسر الدين وأن لا يُحمِّل المرء نفسه ما لا يطيق، وأن يشغل نفسه بهم غيره حسدا له.

فبعض الناس لا يغفل له جفن إلا ويتمنى أن يرى الناس على حالته من الفقر والجوع، ليس ابتلاءً من الله عز وجل بضيق الرزق، ولكن رجاءً أن يصبح الكل على فساده وفقره، فهذا أكثر ما يريح هؤلاء، فقد يريحه ويسعده أن يرى نفسه فقيرا ولكن بشرط ألا يسعد غيره، بالرغم من أن الأفضل أن يكون الكل سعداء، ولكنه قصر النظر وموت العقل وكثرة الغل.

ففي الحديث تعليمٌ وتوجيهٌ للاستعانة على طاعة الله تعالى باغتنام وقت النشاط وفراغ القلوب من علائق الدنيا ومشاغلها. فليُعلم هذا فإن النفس الأمَّارة بالسوء إن لم يشغلها صاحبها بالخير شغلته بالشر، ويمكن القول إن لم يشغلها بما يعنيه شغلته بما لا يعنيه، والعاقل لا يترك ما يعنيه ويسعى فيما لا يعنيه.

اقرأ أيضا:

ضعف الشخصية أول طريق الغواية والحرام.. كيف توطن نفسك؟

اشغل نفسك بما ينفعها


وقد أرشدت نصوص الشرع الشريف إلى أهمية أن ينشغل الإنسان بما يحقق له وللغير النفعَ والخيرَ, وبيَّن الحق سبحانه وتعالى في كتابه الحكيم أنه لا خير في كثير من كلام الناس وحديثهم سرًّا إلا إذا كان ذلك في أحد أمور ثلاث؛ قال تعالى: ﴿لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ [النساء: 114].

ذكرت الآية الكريمة أنه لا خير في كثير مما يتكلم فيه الناس خفيةً إلا ما كان منهم من الترتيب للقيام بأعمال الخير التي تفيد وتنفع؛ كالصدقات لإعانة الفقير والمحتاج.

 والأمر الثاني: فعل الخيرات، وصنع المعروف، وإغاثة الملهوف.

والأمر الثالث: الإصلاح بين الناس عند وقوع الخلاف والنزاع والخصومة بينهم، ولا شك أنه يندرج تحت هذا جميعُ أصناف الخير وأعمال البر على اختلاف أنواعها.

وجاء التوجيه النبوي صراحةً، وبيَّن صلى الله عليه وآله وسلم أن من حسن إسلام الإنسان تركه ما لا يدخل في دائرة عنايته ويستدعي الاهتمام الشديد به من جهة الشرع؛ سواء مما لا فائدة من ورائه في خاصة نفسه، أو ما يكون فيه انشغال بشؤون الآخرين، وكذا ما يكون من فضول الكلام، أو ما يكون فيه إضاعة للأوقات هباء من غير فائدة ولا تحصيل للخير.

 فقد ورد في "سنن الترمذي" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «من حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مالا يَعْنِيهِ».

فترك الإنسان لما لا يعنيه يتضمن توجيهًا له بأن يحرص على ما ينفعه، وهذا من علامات المؤمن القوي كما بيَّن رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم؛ فقد جاء في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إلى اللهِ من الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وفي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ على ما يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللهِ ولا تَعْجَزْ».

كما أن ترك الإنسان لما لا يعنيه تدريب إجرائي له على إدارة أوقاته، فلا يشغلها إلا بالأشياء النافعة حتى ولو كانت على سبيل الترويح المباح عن النفس؛ حتى لا تمل، بل لتستعيد نشاطها مرة أخرى من أجل القيام بما هو مطلوب منها تجاه خالقها، وتجاه ذاتها، وتجاه غيرها.


الكلمات المفتاحية

اشغل نفسك بما ينفعها فاقد الشيء لا يعطيه الملتفت لا يصل

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled لا يصل إنسان لما يحقق له السعادة في الدارين الدنيا والأخرة، إذا انشغل بما لا يعنيه عما يعنيه، فالكثير من الناس ينشغل بما في أيدي غيره من الرزق والبركة