أخبار

ماذا تفعل "حسبنا الله ونعم الوكيل" إذا كنت مظلومًا؟

"الزرع في الجنة"..أعرابي يضحك النبي

لا تدعها تفوتك.. هكذا تحصل على البركة في مالك وحياتك

قصة مبكية.. كيف تاب "مالك بن دينار" من شرب الخمر؟

دعاء اليوم الـ 18 من رمضان

رؤيا السواك فى المنام لها تأويلات رائعة تعرف عليها

5طاعات اغتنمها لتكون من أحباب رسول الله وتفوق في الأجر صحابة النبي .. داوم عليها لتفوز بالجائزة الكبري

فطائر بحشوة البيض لوجبة سحور شهية غير تقليدية

نفحات العشرة الأواخر.. كيف تكون من أهلها وتتعرض لها؟

ما حكم الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان ومكانه ومدته؟.. الإفتاء ترد

احذر هذا الأمر.. ينسف حسناتك وتصبح هباءً ولو كانت كالجبال

بقلم | خالد يونس | الخميس 17 يونيو 2021 - 08:55 م

روى ابن ماجة عَنْ ثَوْبَانَ -رضي الله عنه- عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا، فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- هَبَاءً مَنْثُورًا. قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا، أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ. قَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِن اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا.

كيف نوفق بين هذا الحديث، وبين قوله -تعالى- في سورة الزلزلة: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8). وحديث أبي هريرة قال: سمعت رسول الله يقول: كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا، ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول: يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه. متفق عليه.

وقوله تعالى: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ.

وأنا أقصد كيف تمحو معاصي السر، حسنات السر، فهي ليست شركا حتى يحبط العمل بالكامل؟

الجواب:


 قال مركز الفتوى بإسلام ويب: إحباط السيئات للحسنات هو إحباط موازنة، كما بينه المحققون من العلماء، فكما تذهب الحسنات السيئات، فكذلك السيئات قد تذهب الحسنات، فهؤلاء القوم لما كثرت معاصيهم في السر، وأظهر ذلك استخفافهم بمشاهدة الله لهم واطلاعه عليهم، كانت سيئاتهم تلك محبطة لحسناتهم، والله -تعالى- حكم عدل لا يظلم الناس شيئا.

ولا تنافي بين هذه النصوص المفيدة لإحباط السيئات لبعض الحسنات، وبين قوله تعالى: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ {الزلزلة:7}. لأنه يراه، ويراه قد حبط بالسيئات التي ارتكبها.

والشرك هو الذي يحبط العمل كله، وأما المعاصي فتحبط ما قابلها من الحسنات، ولا تحبط العمل بكماله.

وأما الحديث المذكور، فلا تعلق له بمسألة إحباط الأعمال والتي هي محل السؤال.

المركز كان قد قال في فتوى سابقة: فالواجب على المسلم أن يحذر كل الحذر من الذنوب والمعاصي، وأن يعلم أنه إن استرسل معها فهو على خطر عظيم، وكما أن الحسنات يذهبن السيئات فإن السيئات قد تحبط الحسنات، فالحسنات والسيئات يتدافعان والحكم للغالب منهم، وقد حذرنا الله تعالى من إحباط طاعاتنا بالمعاصي، فليس الشأن في عمل الطاعة إنما الشأن في المحافظة عليها بعد أدائها أن تحبط وصاحبها لا يشعر، يقول العلامة ابن القيم رحمه الله: ومحبطات الأعمال ومفسداتها أكثر من أن تحصر، وليس الشأن في العمل، إنما الشأن في حفظ العمل مما يفسده ويحبطه، فالرياء وإن دق محبط للعمل، وهو أبواب كثيرة لا تحصر، وكون العمل غير مقيد باتباع السنة أيضاً موجب لكونه باطلاً والمن به على الله تعالى بقلبه مفسد له وكذلك المن بالصدقة والمعروف والبر والإحسان والصلة مفسد لها، كما قال سبحانه وتعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى ـ وأكثر الناس ما عندهم خبر من السيئات التي تحبط الحسنات.

 وقد قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون ـ فحذر المؤمنين من حبوط أعمالهم بالجهر لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما يجهر بعضهم لبعض، وليس هذا بردة، بل معصية تحبط العمل وصاحبها لا يشعر بها، فما الظن بمن قدم على قول الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهدية وطريقه قول غيره وهديه وطريقه؟ أليس هذا قد حبط عمله وهو لا يشعر؟ ومن هذا قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله ـ ومن هذا قول عائشة ـ رضي الله تعالى عنها وعن أبيها ـ لزيد بن أرقم رضي الله عنه لما باع بالعينة: إنه قد أبطل جهاده مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إلا أن يتوب ـ وليس التبايع بالعينة ردة، وإنما غايته أنه معصية، فمعرفة ما يفسد الأعمال في حال وقوعها ويبطلها ويحبطها بعد وقوعها من أهم ما ينبغي أن يفتش عليه العبد ويحرص على علمه ويحذره.

فعلى المسلم أن يجانب المعاصي ويحذرها صغيرها والكبير، ثم يرجو بعد هذا فضل الله ورحمته، ومن كان ارتكب من المعاصي ما يخشى أن يكون محبطا لعمله فباب التوبة مفتوح لا يغلق في وجه أحد، ومن تاب تاب الله عليه فإذا تاب عاد إليه ثواب حسناته التي كانت قد أحبطتها السيئات.

اقرأ أيضا:

ما حكم الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان ومكانه ومدته؟.. الإفتاء ترد

اقرأ أيضا:

يعاني من دوار مزمن فهل يفطر؟


الكلمات المفتاحية

الحسنات المعاصي السيئات انتهاك المحارم في السر محبطات الأعمال

موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled إحباط السيئات للحسنات هو إحباط موازنة، كما بينه المحققون من العلماء، فكما تذهب الحسنات السيئات، فكذلك السيئات قد تذهب الحسنات، فهؤلاء القوم لما كثرت م