ذكر الله له درجات وحالات ودلالات عامة يعبر كل منها عن جانب من جوانب التعبد لله عز وجل وتعظيمه وشكره ورجائه.
فذكر الله له درجاتٌ ثلاث، كما قال ابن القيم، وهي:
2. الذكر الخفي: وهو التخلص من القيود، والبقاء مع الشهود، واستمرار المسامرة.
3. الذكر الحقيقي: وهو ذكر الله -سبحانه- للعبد، وما سُمي حقيقيًّا إلّا لنسبته إلى الله -تعالى-.
يقول الشيخ طارف عاطف حجازي في "الألوكة": قال ابن حجر - رحمه الله تعالى: والمراد بالذكر: الإتيان بالألفاظ التي ورد الترغيب في قولها، والإكثار منها، مثل الباقيات الصالحات، وهي: ((سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر)) وما يلتحق بها من الحوقلة والبسملة والحسبلة والاستغفار ونحو ذلك، والدعاء بخيري الذنيا والآخرة، ويطلق ذكر الله أيضاً ويراد به المواظبة على العمل بما أوجبه أو ندب إليه كتلاوة القرآن، وقراءة الحديث، ومدارسة العلم، والتنفل بالصلاة، ثم الذكر يقع تارة باللسان ويؤجر عليه الناطق، ولا يشترط استحضاره لمعناه ولكن يشترط ألا يقصد به غير معناه، وإن انضاف إلى النطق الذكر بالقلب فهو أكمل، فإن انضاف إلى ذلك استحضار معنى الذكر وما اشتمل عليه من تعظيم الله تعالى ونفي النقائض عنه ازداد كمالًا، فإن وقع ذلك في عمل صالح مما فرض من صلاة أو جهد أو غيرهما ازداد كمالًا، فإن صح التوجه وأخلص لله تعالى في ذلك فهو أبلغ الكمال.
وقال الفخر الرازي: المراد بذكر اللسان: الألفاظ الدالة على التسبيح والتحميد والتمجيد.
(والذكر بالقلب): التفكر في أدلة الذات والصفات وفي أدلة التكاليف من الأمر والنهي حتى يطلع على أحكامها، في أسرار مخلوقات الله.
(والذكر بالجوارح): هو أن تصير مستغرقة في الطاعات ومن ثم سَمَّى الله الصلاة ذكراً، فقال: ﴿ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ﴾.
ونقل بعضهم، قال: الذكر على سبعة أنحاء: فذكر العينين بالبكاء، وذكر الأذنين بالإصغاء، وذكر اللسان بالثناء، وذكر اليدين بالعطاء، وذكر البدن بالوفاء، وذكر القلب بالخوف والرجاء، وذكر الروح بالتسليم والرضاء.
وقال ابن القيم - رحمه الله: وذكر الله يتضمن ذكر أسمائه وصفاته وذكر أمره ونهيه وذكره بكلامه، وذلك يستلزم معرفته والإيمان به وبصفات كماله ونعوت جلاله والثناء عليه بأنواع المدح، وذلك لا يتم إلا بتوحيده.
فذكره الحقيقي يستلزم ذلك كله يستلزم ذكر نعمه وآلائه وإحسانه إلى خلقه.
وقال أبو الفرج ابن الجوزي: (الذكر يقال على وجهين):
(أحدهما): الذكر بالقلب، و(الثاني): الذكر باللسان، وهو في الموضعين حقيقي، ويستعار في مواضع تدل عليها القرينة.
اقرأ أيضا:
أفضل ما تدعو به وأنت ذاهب لصلاة الجمعةاقرأ أيضا:
سنن وآداب وأدعية يوم الجمعة