أخبار

هل الحجامة الجافة مفطرة للصائم؟

على رأسها الصيام.. 3 تغييرات تساعدك على العيش لفترة أطول

بالفيديو.. عمرو خالد: طريقة ربانية تغيرك من داخلك وتصلح عيوبك في العشرة الأواخر (الفهم عن الله - 2)

شيخ الأزهر يكشف سر اقتران اسم الله الكبير بالعلي والمتعال

ماذا تفعل "حسبنا الله ونعم الوكيل" إذا كنت مظلومًا؟

"الزرع في الجنة"..أعرابي يضحك النبي

لا تدعها تفوتك.. هكذا تحصل على البركة في مالك وحياتك

قصة مبكية.. كيف تاب "مالك بن دينار" من شرب الخمر؟

دعاء اليوم الـ 18 من رمضان

رؤيا السواك فى المنام لها تأويلات رائعة تعرف عليها

أخطر ساعة في حياة الإنسان.. ماذا ينتظره بها وما يرى فيها؟.. شهادات من أطباء وأقارب الموتى

بقلم | خالد يونس | الثلاثاء 15 يونيو 2021 - 09:37 م

هي أخطر ساعة يمر بها الإنسان في حياته وهي آخر ساعة تتردد فيها أنفاسه وينقطع تواصل حواسه مع المخلوقات في الحياة الدنيا إلا حاسة السمع، إنها ساعة الاحتضار، هي تلك الساعة التي يكون فيها الإنسان بين الموت والحياة، هذه الساعة إذا جاءت فإن الإنسان يَعلم يقينًا أنه سيَموت، فليس في هذه الساعة كذب، ولا فيها إحساس بإمكان الهروب.

وقد أثبت العلم الحديث أن الانسان يوجد على عينيه حاجز، حيث يرى بمدى محدود ووظيفة هذا الحاجز انه يمنعنا من ان نرى الجن والملائكة

يقول الشيخ محيي الدين محمد عطية في "الألوكة" وعندما تأتي ساعة الاحتضار يتم رفع هذا الحاجب ويرى الانسان الملائكة وبعد ذلك يصبح عنده تشويش في الدماغ مما راه حيث لا يمكن أن يتحدث عما يراه وتتبلد الاطراف ويحدث هبوط في القلب ويتم نزع الروح من القدم حتى لا يهرب الانسان من ألم خروجها يقول الله تعالى: {والتفت الساق بالساق}.

 إن الإنسان بما يَراه وما يُكشف له من الحجب في هذه الساعة، يعرف يقينًا أن آخرته قد جاءت؛ لأن الله يكشف عنه غطاء الدنيا، فيرى عالمًا جديدًا، هذا العالم موجود، ولكنه كان محجوبًا عنه، فيَعرِف أن كل ما أخبَرَه به الله مِن غيب هو حقيقة واقعة وموجودة؛ قال تعالى: ﴿ لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ﴾ [ق: 22].

رؤية الأموات السابقين


الكاتب فهد عامر الأحمدي يروي في مقال بصحيفة "الرياض" شهادته عما يراه المحتضر في ساعة الوفاة أو قبلها: توفيت جدتي قبل ثلاثة أعوام وقد بلغت الثمانين. وفي آخر أيامها انسلخت عن الواقع ودخلت في عالم مختلف تماماً. كانت ترى أشخاصاً لا نراهم وتنادي أناسا توفوا منذ زمن بعيد.. ذات يوم نادتني "تعال يا مبروك" وحين سألت والدتي "من مبروك هذا؟" قالت "شقيقها الأكبر توفي قبل ولادتي بوقت طويل". وفي أكثر من مرة كانت والدتي تدخل عليها وهي في وضعية المرضع فتسألها بلطف "ماذا تفعلين!؟" فتقول: أرضع فلاناً وفلاناً وفلاناً ألا ترينهم!؟ (وتسرد أسماء أطفال لها ماتوا منذ ستين عاماً أو تزيد)..

ويضيف الكاتب: حينها بدأت أقتنع أنها تعيش مع أقرباء وأحباء توفوا لها منذ زمن بعيد. وكنت أود أن أنسب حالتها إلى "خرف الشيخوخة" ولكنني لم أستطع تجاهل الحقائق الصحيحة...!!

من يومها بدأت أهتم بهذه الظاهرة وأسمع حكايات مشابهة عن أناس شاهدوا قبل وفاتهم أعزاء لهم. وما يبدو لي أن هذه الرؤى تختلف - من حيث الأسبقية - عن رؤية المحتضر لنزول الملائكة.. فقد ثبت في القرآن والسنة أن المحتضر يشاهد الملائكة قبل وفاته وقد يتحدث معهم وأهله لا يبصرون - وهذا مصداقا لقوله تعالى {فلولا إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذن تنظرون ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون}.. كما جاء في حديث طويل عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم "إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزلت إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسون منه مد البصر.."!

والفرق بين الحالتين أن رؤية الملائكة تأتي عند (الرمق الأخير) في حين أن رؤية الأقرباء المتوفين تحصل قبل (فترة طويلة) نسبياً.. فمن الحديث السابق نفهم أن هناك حالة قبل الوفاة يكون فيها المرء بين الدنيا والآخرة. وحين يتقدم إلى مرحلة أقرب للآخرة منه للدنيا تتنزل الملائكة - كما نفهم من (إذا) الشرطية في قوله "إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزلت إليه ملائكة من السماء"!!.

ولا فرق هنا بين ديانات وثقافات المتوفين، فكلا الحالتين معروفتين حول العالم وتتضمنان عناصر مشتركة.. بل إن في الغرب من حاول إخضاع الظاهرة للدراسة العلمية والخروج بتفسير مقبول، وأول محاولة من هذا النوع قام بها ويليام باريت - من الكلية الملكية باسكتلندا - ونشر أبحاثه عام 1926في كتاب بعنوان "رؤى على فراش الموت" (Death Bed Visions).. ومما قاله أن من يدخلون في غيبوبة الموت لا يرون سوى المتوفين من أصدقائهم وأقربائهم، أما الأطفال فكثيرا ما عبروا عن استغرابهم لرؤية الملائكة (بلا أجنحة)!!

في ساعة الموت


يتابع الكاتب فهد عامر الأحمدي قائلًا: أما أوسع دراسة فقام بها الدكتور كارليز اوسيس عضو الجمعية النفسية الأمريكية الذي درس الظاهرة طوال عشرين عاماً. وخلال هذه الفترة سأل أكثر من 1000طبيب في أقسام الطوارئ و 3000ممرضة في أقسام العناية المركزة وآلاف الشهود ممن حضروا وفاة أشخاص يعرفونهم.

وقد نشر في عام 1977كتاباً بعنوان "في ساعة الموت" (At the Hour of Death) قال فيه أن معظم المحتضرين يرون أولاً أقرباء توفوا لهم ثم ملائكة أو شخصيات دينية. وخلال رؤية القريب المتوفى تتملك المحتضر حالة فرح وعدم خوف من الموت. كما اتضح أنهم لا يعانون من الهلوسة (كما كان يعتقد) حيث تشير أجهزة المراقبة إلى حالة مشاهدة حقيقية!.

فتنة الشياطين ساعة الاحتِضار


الشيخ محيي الدين محمد عطية يواصل وصف ما يراه البشر ساعة الاحتضار: وتأتي الشياطين للإنسان ساعة الاحتضار، وفي وقت لا حيلة له، ولا قوة، ولا سيطرة؛ ليَفتِنوه في دينه، ويُبعدوه عن كلمة التوحيد، ويُخرجوه من الدنيا على غير الإسلام، حتى يَموت على الكفر والعياذ بالله، فقد رُوي أن الشيطان أشد ما يكون على ابن ادم حين الموت؛ يقول لأعوانه: دونكم هذا؛ فإنه إن فاتكم لن تظفروا به أبدًا، لكنَّ التثبيت يأتي من عند الله سبحانه وتعالى، فيَثِق المؤمن أن له إلهًا لن يَخذله في مواجَهة تلك الظروف، فلا يتعرَّض لزيغ القلب، ولا يتزعزع عن الحق، قال تعالى: ﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾ [آل عمران: 8].

يقول ابن القيم رحمه الله: فمَن كان مشغولًا بالله وبذكرِه ومحبَّته في حياته، وجَد ذلك أحوج ما هو إليه عند خروج روحه إلى الله، ومن كان مشغولًا بغيره في حياته وصحَّته، فيَعسُر عليه اشتغاله بالله، وحضوره معه عند الموت، ولا يَثبت إلا أهلُ الطاعة الصادقون الصابرون، الذين هم في صلاتهم خاشعون، وعلى صلواتهم يُحافظون، فهؤلاء لا تزيغ قلوبهم ساعة الاحتضار، ولا تنال منهم الشياطين شيئًا.

بشرى الملائكة للمؤمنين


قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ﴾ [فصلت: 30، 31]، قال ابن عباس ومجاهد وعكرمة وزيد بن أسلم: إن الذين قالوا ربنا الله، واستقاموا على شهادة أن لا إله إلا الله، وعلى أداء فرائض الله، تتنزَّل عليهم الملائكة عند الموت: أن لا تخافوا مما تُقدِمون عليه من أمر الآخرة، ولا تحزنوا على ما خلَّفتموه من أمر الدنيا، وأبشِروا بالجنة التي كنتم تُوعدون، فيبشِّرونهم بذهاب الشر وحصول الخير[5]، وقال زيد بن أسلم: يبشِّرونه عند موته، وفي قبرِه، وحين يُبعَث، وهذا القول يجمع الأقوال كلها، وهو حسن جدًّا، وهو الواقع، وقوله: ﴿ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ﴾ [فصلت: 31]؛ أي: تقول الملائكة للمؤمنين عند الاحتضار: كنا أولياءكم؛ أي: قرناءكم في الحياة الدنيا، نُسدِّدكم، ونُوفِّقكم، ونحفظكم بأمر الله، وكذلك نكون معكم في الآخرة؛ نُؤنس منكم الوحشة في القبور، وعند النفخة في الصور، ونؤمِّنكم يوم البعث والنشور، ونُجاوز بكم الصراط المستقيم، ونوصِّلكم إلى جنات النعيم، ﴿ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ ﴾ [فصلت: 31]، مما تشتهيه النفوس، وتقرُّ به العيون، ﴿ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ﴾ [فصلت: 31]؛ أي: مهما طلبتم وجدتم، وحضر بين أيديكم كما اخترتم، ﴿ نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ﴾ [فصلت: 32]؛ أي: ضيافةً وعطاءً، وإنعامًا مِن غفور لذنوبكم، رحيم رؤوف؛ حيث غفَر وستَر، ورحم ولطف.

وهكذا نعلم أن المؤمنين أصحاب العمل الصالح ساعة الاحتضار - يَرون ملائكة الرحمة، وتكون أول بشارة لهم بالجنة، فتَنفرج أساريرهم، ويَفرحون فرحًا شديدًا، حتى تكاد نفوسهم تَنخلِع شوقًا إلى الجنة، ويَبتسِمون فَرِحين؛ لأنَّهم ذاهبون إلى خير مما كانوا فيه، إذا نظرت إلى وجوهِهم بعد الوفاة، تراها ساكنة مطمئنة لما رأتْ من وعد الله الذي لا يُخلفه.

الملائكة تضرب الكفار

 

قال تعالى: ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴾ [الأنفال: 50].

فكما يرى المؤمن مصيره ومقعده في الجنَّة وهو يُحتضَر ويُبشَّر به، يرى الكافر مصيره ومقعدَه في النار وهو يُحتضَر، بل إن ملائكة العذاب يُهينون الكافر جزاءً على كُفرِه ساعة الاحتضار، فيَضرِبونه على وجهه وظهره ضربًا مُؤلمًا، لو كُشف الحجاب عن الإنسان، لرأى أمرًا عظيمًا فظيعًا؛ يقول ابن كثير رحمه الله: يقول تعالى: ولو عاينت يا محمد حال توفِّي الملائكة أرواحَ الكفار، لرأيت أمرًا عظيمًا، هائلًا، فظيعًا، مُنكَرًا؛ إذ يضربون وجوههم وأدبارهم، ويقولون لهم: ذوقوا عذاب الحريق.

فتقول له الملائكة: هأنت ذا ترى ما كنتَ تُكذِّب به في الحياة الدنيا، وترى العذاب الذي يَنتظرُك، فإن كان لك قوة أو قدرة، فأَخرِجْ نفسك من هذا، اهرُب إن كنتَ تَستطيع، ولكنك لا تستطيع، غرَّتك قدرتك في الدنيا، فبغَيت، وظلمْتَ، وعصَيت، وقلتَ على الله غير الحق، واستكبرت في الأرض، والآن انتهى كلُّ ما ألفتَه في حياتك الدنيوية، فآلهتُكَ التي كنت تعبدها من دون الله هربَت واختفت؛ لأنها زيف، وأصدقاؤك الذين كانوا يعينونك على الباطل وعلى المعصية لا يَملكون لك ولا حتى لأنفسهم نفعًا ولا ضرًّا، وكل مَن نصرك في الدنيا بغير حق، أصبح الآن عاجزًا عن أن يَحميك، فيتمنى في هذه الحالة لو لم يُولد.

ملائكة الموت تنزل لقبض الروح


بعد أن يتلقى ملك الموت وأعوانه الأوامر الإلهية بقبض الروح، ينزل إلى المؤمن من السماء ملائكة بيضُ الوجوه كأن وجوههم الشمس، معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط[10] من حنوط الجنَّة[11]، فيجلس ملك الموت عند رأسه، وتحفُّ به الملائكة، ويبسط له الحرير الأبيض والمسك الأذفر[12] تحت ذقنِه، ويُفتح له باب إلى الجنة، فإذا نظر إليهم إبليس، وضع يده على رأسه ثم صرخ، فيقول له جنوده: ما لك يا سيدنا؟! فيقول: أما ترون ما أُعطي هذا العبد من الكرامة، أين كنتم من هذا؟ قالوا: جهدنا به فكان معصومًا.

أما إذا كان الرجل كافرًا، نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه، معهم المسوح، ومعهم سياط من نار ونحاس، وجمر من جمر جهنَّم، تبسطه الملائكة تحت ذقنه، ويَضربه ملك الموت بذلك السفود ضربة يغيب كل أصل شوكة من ذلك السفود في أصل كل شعرة وعرْق وظفر؛ قال تعالى: ﴿ يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا ﴾ [الفرقان: 22]، فإذا رأت ذلك جنود إبليس، انطلقوا إليه يُبشِّرونه بأنهم قد أَوردوا عبدًا من ولد آدم النار.

خروج الروح


يقف الآن حول الميت ملك الموت، ومعه أعوانه ومُساعدوه من الملائكة، فإذا اجتمعت روح المؤمن تريد الخروج، يَجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه، فيقول: أيتها النفس الطيبة، اخرُجي إلى مغفرة من الله ورضوان، اخرجي إلى رَوح وريحان، وربٍّ غير غضبان، فتخرج كأطيب رائحة مسك جعلها أحدكم بأنفه، وتسيل كما تسيل القطرة من فِي السقاء، وتُسلُّ كما تُسلُّ الشعرة من العجين، فيأخذها، فإذا أخذها لم يدعْها الملائكة في يده طرفة عين، حتى يأخذوها ويجعلوها في ذلك الكفن وذلك الحنوط؛ قال تعالى: ﴿ فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ * وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ * فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ * وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ ﴾ [الواقعة: 88 - 95].

يقول ابن كثير رحمه الله: فإنَّ مَن مات مقرَّبًا، فله رحمة وراحة واستراحة، وفرح وسرور، ورزق حسن، وأما إن كان المُحتضَر من أصحاب اليمين، فتُبشِّرهم الملائكة، وتقول لأحدهم: سلام لك؛ أي: لا بأس عليك، أنت إلى سلامة، أنت من أصحاب اليمين.

أما الكافر، فإذا اجتمعت روحه تُريد الخروج، يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه، فيقول: أيتها النفس الخبيثة، اخرجي إلى سخط من الله وغضب، اخرجي إلى سموم وحميم، وظلٍّ مِن يحموم، اخرجي إلى هوان الله وعذابه، فساء ما قدمتِ لنفسِك، فتأبى الخروج، وتتفرق في الجسد، فيَنتزعها كما يُنتزع السفود من الصوف المبلَّل، فتخرج كأنتن ريح وجدت على وجه الأرض، فيأخذها، فإذا أخذها لم يدعها الملائكة في يده طرفة عين حتى يَجعلوها في تلك المسوح..

 الملائكة تصعد بالروح  إلى السماء


بعد أن تخرج روح المؤمن، ويأخذها الملائكة، ويصعدون بها إلى السماء، فلا يمرُّون على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الطيب الذي جاء من الأرض؟ فيقولون: فلان بن فلان، بأحسن الأسماء التي كانوا يُسمُّونه بها في الدنيا، حتى ينتهوا به إلى سماء الدنيا، فيَستفتحون له فيُفتح له، فيشيعه من كل سماء مقرَّبوها إلى السماء التي تليها، فلا يمرُّ بباب إلا فتح، ولا ملك إلا صلى عليه، حتى ينتهي إلى السماء السابعة، فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتاب عبدي في عليِّين، وأعيدوا عبدي إلى الأرض؛ فإني منها خلقتهم، وفيها أعيدهم، ومنها أخرجهم تارة أخرى[21]،فيأتون به أرواح المؤمنين، فَلَهُم أشد فرحًا من أحدكم بغائبه إذا قدم، فيسألونه: ماذا فعل فلان؟ ماذا فعل فلان؟ فيقول بعضهم لبعض: دعوه يستريح؛ فإنه كان في غمِّ الدنيا، فإذا قال لهم: قد مات، أما أتاكم؟ قالوا: ذُهِبَ به إلى أمِّه الهاوية، ثم يُدعى ميكائيل من قِبَل الله سبحانه وتعالى، فيُقال له: اجعل هذه النسمة مع أنفُسِ المؤمنين، حتى أسألك عنها يوم القيامة، فيُؤمر بقبرِه، فيوسَّع له، طوله سبعون، وعرضه سبعون، ويُنبذ فيه الريحان، ويُبسط له فيه الحرير، وإن كان معه شيء من القرآن نوَّره، وإلا جُعل له نور مثل نور الشمس، فيُفتح له بابٌ إلى الجنة، فينظر إلى مقعده في الجنة بكرة وعشيًّا.

 أما أرواح الكفار، فيَصعد بها الملائكة، فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الخبيث؟ فيقولون: فلان بن فلان، بأقبح أسمائه التي كان يُسمَّى بها في الدنيا، حتى يُنتهى به إلى السماء الدنيا، فيُستفتح له فلا يُفتح له؛ لقوله تعالى: ﴿ لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ ﴾ [الأعراف: 40]، فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتابه في سجِّين في الأرض السفلى، وهو مكان سحيق تَأوي إليه أرواح الفجار، وقد أنزل الله سبحانه عليه سخطَه وغضَبَه، فتُطرح رُوحه طرحًا في المكان الذي يَستحقُّه بعمله؛ قال تعالى: ﴿ حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ﴾ [الحج: 31].

اقرأ أيضا:

لا تدعها تفوتك.. هكذا تحصل على البركة في مالك وحياتك

اقرأ أيضا:

5طاعات اغتنمها لتكون من أحباب رسول الله وتفوق في الأجر صحابة النبي .. داوم عليها لتفوز بالجائزة الكبري

الكلمات المفتاحية

آخر ساعة في العمر الاحتضار الموت الملائكة الشياطين الأموات السابقين خروج الروح

موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled هي أخطر ساعة يمر بها الإنسان في حياته وهي آخر ساعة تتردد فيها أنفاسه وينقطع تواصل حواسه مع المخلوقات في الحياة الدنيا إلا حاسة السمع، إنها ساعة الاحتض