ذا الكفل هو علي أرجح الروايات نبي ورد ذكره في القرآن الكريم مرتين هو ابن سيدنا أيوب عليه السلام  ونسبه هو نسب أيوب واسمه في الأصل حزقيل وقد بعثه الله بعد أيوب إلى أهل دمشق وما حولها ووسمي  ذا الكفل لأنه تكفل ببعض الطاعات فوفى بها. اجتبی الله تعالی ذا الكفل من بين أعداد كبيرة من الأنبياء  علیهم السلام أجمعین ذکر الله أسماءهم في القرآن قال تعالى:

 وقدورد ذكر نبي الله ذا الكفل  في القرآن الكريم في قوله تعالي وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ " الأنبياء الأية 85 وكذلك ورد ذكره في سورة ص "وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيَارِ".

من هو نبي الله ذا الكفل ؟

ومع هذا فقد اختلف بعض كتاب السير والعلماء  فيما بينهم على نبوته، فقالوا بل مجرد رجل صالح من بني إسرائيل، ولكن ابن كثير رجّح نبوته لأن الله تعالى ذكره مع الأنبياء كما جاء في الآية الكريمة السابقة.

فيما ورد عن بعض العلماء أنه عاش خمسة وسبعين عاما  في قرية تسمى كفل بالعراق ويروى أنه كان متكفلا لبني قومه وكان يقضي بينهم بالعدل فسمي ذا الكفل وكذلك ورد عن ذا الكفل عليه السلام أنه لا ينامُ الليل تعبداً لله عز وجل وكان يقضي في الناس حتى الظهر، ثُم يأتي بعد ذلك ليأخذ قيلولة في منزله ، ثُم يعود ليقضي بين  الناس إلى الليل وهكذا كانت حياته.

اظهار أخبار متعلقة

وكان ذا الكفل عليه السلام يتميز بصفة نادرة جدا وهي عدم الغضب فأراد إبليس أن يوقعه في الغضب، فأمر الشياطين قائلاً : عليكم بـ ذا الكِفل ، أوقعوه في الغضب لكنهم عجزوا عن ذلك .فقال لهم إبليس : دعونـــــــــــــــــي واياه..

فجاءهُ إبليس في صورة شيخٍ عجوز فقير وطرق بابه ساعة قيلولتهوهنا فتح ذا الكِفل الباب  وسأل من أنت ؟..فقال إبليس : أنا عجوزُ كبير في السن وأتيتك في حاجة  وبدأ يستمع إلى الشيخ و هو يحدثه عن خصومة بينه و بين قومه الذين ظلموه وأخذ يماطلُ كثيراً في الحديث ، حتى فات وقت قيلولته وراحته ولم ينم فقال ذا الكِفل : عندما أذهب إلى مجلس القضاء تعال إلي  وأنا آخذ لك حقك .

ذا الكفل وهكذا صرع الشيطان

وبعذ ذلك انطلق  إبليس مُنصرفاً ، فذهب ذا الكِفل إلى مجلسه يقضي بين الناس وينتظر العجوز حتى يرد له حقه فلم يجده وعندما عاد ذا الكِفل إلى منزله ليأخذ القيلولة جاء الشيطان في صورة شيخ مرة أخرى وأخذ يطرق الباب بقوة حتى يحرمه من النوم ....فقال له ذا الكِفل : ألم أقل لك أن تأتني في مجلس القضاء ؟..فقال له إبليس : إنهم قومُ خبثاء وإن عرفوا أنك جالسفي مجلسك لن يأتوا فقال له ذا الكِفل : أحضر لي هؤلاء الناس  لأعطيك حقك

ظل ذا الكفل  ينتظر العجوز ولكنه لم يأت مرة أخرى ، فشعر ذا الكفل بالنعاس الشديد لأنه لم يعرف طعم النوم لثلاث ليالي متتالية وكل هذا كان بسبب إبليس لعنة الله عليه......فوضع ذا الكفل رجلا عند باب بيته وأمره ألا يسمح لأحد أن يقرب الباب  حتى ينام قليلا فقد شق عليه النعاس وأخذ ذا الكِفل مضجعهُ لينام ، فأتى إبليس في صورة  الشيخ فمنعهُ الرجل من الدخول ..

اظهار أخبار متعلقة

وهنا لم يجد أبليس إلا القول : لقد أتيته أمس وذكرت له أمري وإني أريده الآن فقال له الرجل : لقد أمرنا أن لا ندع أحداً يقرب الباب ....فلما زاد عناد الرجل وتصميه على أن لا يدعه يدخل، نظر إبليس فوجد ثُقباً فى المنزل فدخل منه ، و دق الباب من الداخل فإستيقظ ذو الكِفل وقال للرجل : ألم آمرك أن لاتدع أحداً يدخل علي أو يقترب من الباب حتى أنام .

وقد رد الشيخ علي نبي الله ذا الكفل عليه السلام  : والله لم ندع أحداً يقترب فأنظر من أين دخل ؟....فقام ذو الكفل فوجد الباب مغلقاً كما اغلقه، ولم يكن هناك أى منفذ لدخول الرجل إلى المنزل فعرف حينها أنه إبليس فقال ذا الكفل :  ما أنتَ إلا عدو الله إبليس

- فقال إبليس :  نعــــــــــــم فسأله ذا الكِفل عن سبب فعله كل هذا؟فقال إبليس : لقد سلطت عليك الشياطين لتوقعك في الغضب فلم تقدر عليك ، فأردتُ  أن أثير غضبك واجعل صبرك ينفذ فتقع في الخطأ...فلم أستطع تغير أي شيءٍ من صفاتك سوى إغضابك وقد نجحت في ذلك.

ذا الكفل والكفل

من المهم هنا الإشارة إلي أن نبي الله ذا الكفل  الذي ورد ذكره في القرآن مرتين يختلف جملة وتفصيلا عن الكفل الذي ذكر في الحديث الشريف ونص الحديث كما رواه الإمام أحمد عن ابن عمر ما قال: "كان الكفل من بني إسرائيل لا يتورع عن ذنب عمله فأتته امرأة فأعطاها ستين دينار على أن يطأها فلما قعد منها مقعد الرجل من امرأته ارتعدت وبكت فقال لها ما يبكيك ؟ أكرهتك ؟ قالت : لا ولكن هذا عمل لم أعمله قط وإنما حملتني عليه الحاجة.

فهنا قال الكفل : فتفعلين هذا ولم تفعليه قط ؟ ثم نزل فقال أذهبي بالدنانير لك، ثم قال: والله لا يعصي الله الكفل أبدا فمات من ليلته فأصبح مكتوبا على بابه: قد غفر الله للكفل"

اظهار أخبار متعلق

 وقال ابن كثير: ورواه الترمذي وقال: حديث حسن وروي موقوفا على ابن عمر وفي إسناده نظر فإن كان محفوظا فليس هو ذا الكفل وإنما لفظ الحديث الكفل من غير إضافة فهو إذا رجل آخر غير المذكور في القرآن.

وبعدأن عاش ذا الكفل عليه السلام 75عاما   توفي في بلاد الشام ويقال أن له قبرا في جبل هناك يشرف على دمشق يسمى"قاسيون".