على خلاف ما يعتقد كثير ممن يعانون من مشاكل في النوم، كشفت دراسة حديثة أن الحبوب المنومة لا تعمل كعلاج طويل الأمد للأرق.

وأشارت التجارب السريرية سابقًا إلى أن الأدوية قد تساعد في تخفيف صعوبات النوم لمدة تصل إلى ستة أشهر. لكن الباحثين يقولون إن الأطباء والمرضى يجب أن يعيدوا النظر في استخدامها المطول بعد اكتشاف أنهم لا يحدثون فرقًا بعد عام أو عامين.

وقام الباحثون وفقًا لصحيفة "ديلي ميل" بتقييم البيانات الخاصة بـ 685 امرأة يعانين من مشاكل في النوم، مثل صعوبة النوم، أو الاستيقاظ بشكل متكرر أو الاستيقاظ مبكرًا جدًا.

تم إعطاء 238 حبة نوم، في مقابل 447 لم يتم إعطاؤهم. بعد عام وعامين، لم تسجل أي من المجموعتين أي تحسن ملحوظ في نوعية النوم أو مدته ولم يكن هناك فرق بينهما.

وبلغ متوسط عمر المشاركين في الدراسة، التي قادتها مستشفى بريجهام للنساء في مدينة بوسطن الأمريكية، 49.5 عامًا.

أبلغ الجميع في البداية عن صعوبة النوم ليلة واحدة كل ثلاثة، والاستيقاظ كثيرًا في ليلتين من أصل ثلاث، والاستيقاظ مبكرًا ليلة واحدة كل ثلاث.

اظهار أخبار متعلقة

"أدلة قليلة" على فعالية الحبوب المنومة على المدى الطويل

قال المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور دانيال سولومون، إن هناك "أدلة قليلة" على فعالية الأدوية على المدى الطويل على الرغم من استخدامها على نطاق واسع.

معظم البيانات المتعلقة بفعاليتها مستمدة من دراسات قصيرة المدى (أي 2-12 أسبوعًا)، ولكن يبدو أن العديد من المرضى يستخدمون هذه العوامل على المدى الطويل.

عندما يصف الأطباء أو غيرهم من الأطباء هذه الأدوية، فإنهم غالبًا ما يبدأون بوصفات طبية قصيرة الأجل، لكن العديد من المرضى الذين يتلقون هذه الوصفات يصبحون مستخدمين على المدى الطويل.

في حين أن هناك بيانات جيدة من تجارب المراقبة العشوائية حول أن هذه الأدوية تعمل على تحسين اضطرابات النوم على المدى القصير، فإن استخدام أدوية النوم لم يكن مرتبطًا بتقليل اضطرابات النوم على المدى الطويل.

وقال الأطباء في الدراسة التي نُشرت نتائجها مجلة (BMJ Open )، إنه عندما يبدأ الأطباء في وصف هذه الأدوية، يجب أن يناقشوا مع المرضى أن العديد من المرضى يواصلونها على المدى الطوي، وإن هناك أدلة قليلة تثبت فائدة استخدام هذه الأدوية بعد عدة أشهر.

المشاكل المرتبطة بالنوم 

ويرتبط النوم السيئ باعتلال الصحة، بما في ذلك مرض السكري وارتفاع ضغط الدم والألم والاكتئاب.

يعاني حوالي واحد من كل ثلاثة أشخاص من مشاكل النوم مرة واحدة على الأقل في الأسبوع، ويصف الأطباء مجموعة متنوعة من الأدوية لمساعدة الأشخاص على النوم.

وتشمل هذه الأدوية البنزوديازيبينات، والأدوية Z مثل زولبيديم، وزاليبلون وإزوبيكلون، وغيرها من الأدوية المخصصة للقلق والاكتئاب.

ويقول الباحثون إن الأدوية قد تعمل بشكل جيد لدى "نسبة صغيرة من المرضى" الذين يعانون من اضطرابات النوم على مدى عدة سنوات. لكنهم يقولون إن النتائج التي توصلوا إليها يجب أن تجعل الأطباء والمرضى "يتوقفون عن التفكير" قبل الوصول إلى وصفة طبية.

وتقول هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا إن الأطباء نادرًا ما يصفون الآن الحبوب المنومة لعلاج الأرق بسبب آثارها الجانبية وإمكانية إدمانها.

يتم وصفها عادةً لبضعة أيام أو أسابيع على الأكثر إذا كان الأرق سيئًا للغاية أو لم تنجح العلاجات الأخرى.

أسباب الأرق

أكثر أسباب الأرق شيوعًا هي التوتر أو القلق أو الاكتئاب. الضوضاء؛ غرفة شديدة الحرارة أو البرودة ؛ سرير غير مريح أو الكحول أو الكافيين أو النيكوتين.

قال البروفيسور مارتن مارشال، رئيس الكلية الملكية للأطباء العامين: "يمكن أن يكون لمشاكل النوم تأثير خطير وسلبي على الصحة البدنية والعقلية للمريض ورفاهيته".

وأضاف: "في حين أن أدوية النوم يمكن أن تكون فعالة بالنسبة لبعض المرضى على المدى القصير، إلا أنها لا تخلو من المخاطر، لذلك سيصفها الأطباء العامون للمرضى فقط عند استكشاف خيارات العلاج البديلة".

وتابع: "يمكن أن تساهم عوامل التوتر والقلق ونمط الحياة، مثل شرب الكحول أو الكافيين، في مشاكل النوم ويمكن معالجتها غالبًا بدون دواء. إذا تم وصف الدواء، فسيكون ذلك بعد محادثة صريحة مع المريض حول المخاطر والفوائد المحتملة - وسيصف الأطباء عمومًا أقل دواء ممكن لأقصر وقت ممكن".

وأشار إلى أن "هذه دراسة مثيرة للاهتمام ومن المهم أن تؤخذ في الاعتبار عند تطوير وتحديث الإرشادات السريرية."