اسم الله ( العليم ).. هو ذلك الاسم الذي قد لا يعلم الكثيرون حقيقته، يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم: ( وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى ).. لكن ما هو (السر )؟ وما معنى (أخفى) ؟

السر.. هو كل ما بداخلك وتحاول أن تداريه وتخبيه حتى لو تحاول أن تظهر عكسه ..

أخفى .. يعني الأخفى من السر الذي أنت بنفسك لا تعرفه ولا تعلمه عن نفسك !.. وذلك من أفكار وعقل باطن ومشاعر وتغيرات وتقلبات وتركيبات .. تفاصيل ولا كأنك تعرف عنها أي شيء !!

أحياناً من كثرة تكرار الأسماء والمعاني في حياتنا بشكل عام .. فالعقل يحفظها أكثر من أنه يدركها .. مثل: من كثرة تكرارك لسورة الفاتحة .. لم تعد تتوقف أمام معانيها !

إدراكنا لاسم الله  ( العليم )

لكن علينا أن نعلم أن إدراكنا لاسم الله العليم، هو الذي يستطيع أن يحولك لإنسان مختلف تمامًا !.. العلماء قالوا: إن هذا الاسم من أكثر مسببات الاستقامة عند الإنسان لو استحوذ العقل على معانيه وأبعاده ..

له أبعاد كثيرة :

١- الذنب

إدراكك أن ربك عليم بكل أفكارك وأفعالك ومشاعرك وإحساسك في السر والعلن .. فإن هذا سيجعلك تفكر كثيرًا قبل أن تقع في الذنب ..  و بعد الذنب سيكون هذا من أهم أسباب ندمك واستغفارك .. و بالتالي سيجعلك طوال الوقت متصالح مع نفسك لو أذنبت لأنك مطمئن أن الله عالم بضعفك ..عالم بمحاولاتك .. عالم بتوبتك ..

٢- الظلم 

هذا الإدراك سيهون عليك الكثير .. أبرزها أنك لا تحتاج لأن تشتكي !.. ستدرك أن الله عز وجل عالم بأدق التفاصيل التي عشتها و مهما تأخر عليك النصر فهو عالم و سينصرك بطريقته (وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا )

٣- الاحتياج

ستدرك أن الله عز وجل عالم قدراتك التي حتى لا تعرفها أنت عن نفسك .. وبالتالي سيرزقك بما يناسبك في كل رزق وليس بالذي تتمناه وفقط ..

٤- البشر

ستدرك أن الله عز وجل عالم من هو أنسب شخص يكون حولك وبجانبك، ولما قد يقترب أو يبتعد

٥- التخطيط

أنت تخطط لنفسك الآن .. لكن الله عليم بكل خططك وما سيأتي عليها رغم أي تطورات نفسية قد تحدث، ولمختلف الظروف من حولك.. وللمحيطين بك !

٦-الوجع

ستدرك أن الله عز وجل عالم بالذي تستطيع أن ترويه وتحكيه والذي لا تستطيع حتى الحديث عنه .. فهو عالم بما وراء ضحكتك و سعيك في عز وجعك .. عالم أنك غير قادر لكنك تعافر .. لو أدركت فقط أنه عالم ..

لطف الله

لو أدركت كل ما فات، ستتأكد يومًا أنه عليم، وحينها فقط تستشعر لطفه !.. قال تعالى يوضح ذلك: (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ )

ورقة شجر و حبة في ظلمات الأرض  !.. أنت بهذا الاسم لا تحتاج إلى أن تشتكي .. أو تشعر بالقهر .. أو تشعر بأي ضياع .. لأن اسم الله العليم كفيل لأن تريح فيه عقلك وقلبك و لا تحمل أي هم وستعيش مطمئن .. لأنه بالفعل هو مصدر حقيقي للسكينة !.. وفي ذلك عز وجل: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً ).

اظهار أخبار متعلقة