ويضيف في بث مباشر له على صفحته الرسمية على الفيس أنه وعلى الرغم من فضل الليلة المباركة فإن هناك من يحرم خيرها من يحرم فيها العتق من النيران من لا يتحصل منها على أي خير وهؤلاء هم الخاسرون حقًا، موضحًا أن الله يغفر لكثيرين ويعتق كثيرين في هذه الليلة المباركة بشرط أن تجتهد فيها في العبادة وليس شرطا أن تقوم الليل كله؛ فالله يقول سلام هي حتى مطلع الفجر فصلّ ولو ركعتين بقلب خاشع وتدعو بقلب حاضر بتواضع وتذلل لله تعالى بأن يجعلك من عتقاء هذه الليلة من النيران.

ويذكر د. عمرو أن من يحرم ثواب وفضل هذه الليلة أربعة أصناف من الناس؛  الأول منهم صنف من الناس لا يزالون تائهين لاهية قلوبهم غلبت عليهم شقوتهم لا تفرق معه هذه الليلة بل ولا غيرها من الليالي  والأيام المباركة وهؤلاء هم الغافلون ومثل هؤلاء يحرمون من فضل الليلة لأنهم لم يعلموا لها ولم ينتبهوا لخيرها، مبينًا أن الغفلة داء قاتل؛ قال تعالى: "اقترب للناس حسابهم وهو في غفلة معرضون"، فتراه في الليل منشغلا بمشاهدة المسلسلات واللعب، وفي النهار  يلهو ويلعب فيتعمد تضييع الوقت وإهدار الطاقة ويصرف همه في هذه الأيام والليالي المباركة لتحصيل متع الدنيا.

ويذكر د. عمرو أن علاج هذه الغفلة التي هي بمثابة عائق أمام تحصيل فضل هذه الليلة أن تقوم لله قومة وتجتهد في الطاعة نعم تقوم وسريعا قبل أن ينتهي الشهر فلم يعد هناك متسع فهي ليال وأيام معدودة باقية من هذا الشهر الكريم فقم سريعا كما قال ربنا لنبيه يا أيها المزمل قم اليل إلا قليلا.. يا أيها المدثر قم فأنذر.. يقوم يعني اجتهد وسابق وسارع بالخير لعلك تدرك.

ويستطرد أن د. عمرو بأن الصنف الثاني من الذين يحرمون من فضل ليلة القدر هم الذين يصرون على الوقع في المعاصي وخاصة المعاصي الكبيرة، ناصحًا بأن يجددوا التوبة وليتذكروا التقوى التي من أجلها شرع الله الصوم لعلكم تتقون؛ فالتوبة من الذنوب ضرورية فلا تجعل المعصية توقفك عن العتق من النار وسارع في تحقيق التوبة وابتعد عن الغيبة والنميمة والكذب وكل ما يغضب الله تعالى.   

وأشار د. عمرو إلى أن ثالث صنف يحرم من فضل ليلة القدر ابتعد عن المشاكل والخلافات الآن سامح وتعلم فن التغافل ولا تهم بأسباب الخلاف مع زوجتك او أسرتك أو أصدقائك أو أي إنسان سامح وتجاوز واعف ولا تضيع فضل الليل بسبب الخلافات، مبينًا أن ليلة القدر رفعت ولم تعد معلومة بسبب الخلاف بين اثنين من الصحابة فعن عبادة بن الصامت قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليخبرنا بليلة القدر فتلاحى رجلان من المسلمين فقال خرجت لأخبركم بليلة القدر فتلاحى فلان وفلان فرفعت.. والتلاحي هو الخلاف.. فحاول أن تتجنبه في هذه الأيام.

وعن آخر صنف من الأصناف التي تحرم من ثواب وفضل ليلة القدر يبين د. عمرو أنهم من يستكثرون الطاعة ويتباهون بالعبادة ويظنون أنهم فعلوا شيئا فيذهبون لله بتكبر وهؤلاء يحرمون.

وينصح الداعية الإسلامي هؤلاء بالتواضع والتدريب على التذلل لله وخفض الجنح له والتعامل مع الله بأدب وذلة وانكسار فأنت محتاج لرحمته وفقير لرضاه وبدونه لا شيء وهو الغني عنك سبحانه وتعالى وينصح هؤلاء بمشاهدة برنامجه الرمضاني هذا العام منازل الروح وخاصة الحلقة رقم عشرين والتي تكلم فيها عن منزلة العبودية لله تعالى وكيف نحققها.