أخبار

مزاح زوجي ثقيل ومزاجه كئيب.. ما الحل؟

مطلقة وابني المراهق أتعبني نفسيًا لأنه "بصباص" كما أعمامه.. كيف أتصرف؟

من أسرار حسن الخاتمة.. كيف تسبق إليها؟

الحق ثمنه غال ولا يباع على الأرصفة.. كيف تقتدي بإبراهيم وتكن من أصحابه؟

هل الزواج في شهر شوال مكروه؟

غزوة حنين ..وقعت في شوال فكانت درس عدم الاغترار بالقوة واليقين في نصر الله

لا تكافئ عبادة رمضان بالمعصية في شوال.. كيف تستمر؟

هل يعاقب المسلم على ترك صيام الست البيض من شوال؟

هل هناك تجارة فاشلة مع الله؟!.. توقف عن هذه الأخطاء فورًا في الصلاة قبل أن تحبط عملك!

حتى تكون قريبًا من الله.. تعرف على الطريقة الصحيحة للسجود

تشعر بخيبة أمل وأنها بلا قيمة.. كيف تجدد حياتك وتعالج عيوبك؟

بقلم | عمر نبيل | الاثنين 03 مايو 2021 - 11:22 ص


يشعر الكثير من الناس في ظل موجة اليأس التي تسيطر على كثير من البشر نظرا لاضطراب الحياة، وانتشار الأوبئة، وكثرة البطالة، يشعر بأن حياته أصبحت لا قيمة لها، خاصة وأن لا يوجد أحد منا الآن لا يستطيع أن يحدد وجهته، نتيجة هذا الاضطراب الذي يعيشه المجتمع، إلا أن سيطرة هذا الشعور علينا يجعلنا أكثر عرضة للموت البطيء، وانهيار كل ما نعتقده من الإيمان بالله وأنه هو الرازق، وأنه هو القادر على أن يغير حياتنا من السيئ إلى الأفضل، فشعرة دقيقة بين الإيمان وبين اليأس الذي يؤدي إلى الكفر.

لذلك يجب علينا جميعًا أن نقوم بعملية مراجعات ذاتية لكل مواقفنا، وكل ما يسيطر علينا، كيف كنا وكيف أصبحنا وما هي أوجه الخلل فينا، وفي أي شيء قصرنا، ولماذا انحنت حيتنا إلى هذا المنحى الخطير؟، حتى نقف على الأسباب الرئيسية للمشكلة التي نعيش في ظلها، ونبدأ في تحديد أوجه العلاج.

ينصح الشيخ المجدد الراحل محمد الغزالي، لليائسين أمثالنا في هذه الأيام، خلال كتاب العظيم "كيف تجدد حياتك" بتطوير المسلم لذاته دائما، حتى يستطيع أن يجد حلا لكل مشكلة تواجهه، مبينا أن الإسلام أرسى جميع قواعد علم النفس الحديث وما يكتب في كتب تطوير الذات، بدءا من ترك حالة القلق التي تسيطر علينا، وانتهاءً بالوصول إلى حالة الراحة النفسية والرضا والتصالح مع النفس ومع الغير، حتى نهنأ بالحياة التي وهبنا الله إياها وكرمنا فيها.

استفد بحياتك


ولعل أكثر ما ألح عليه الشيخ الغزالي في كتابه من أجل ثورة التصحيح الذاتية، هو الاستفادة من الوقت، فليس على الإنسان أن ينتظر وقتا محددا أو مساعدة أحد من أجل أن يجدد حياته، فالإنسان إذا ملك نفسه ووقته واحتفظ بحرية الحركة لقاء ما يواجه من شؤون كريهة فوقتها سيقدر على فعل الكثير دون انتظار أيادٍ خارجية تساعده على ما يريد.

يقول الشيخ الغزالي: "كل صباح هو بداية جديدة، ومما يساعد الإنسان على البداية الجديدة قيام الليل لبناء يوم جديد ومستقبلٍ أفضل، ومما يسهل على الإنسان تجديد حياته إتاحة الإسلام له التوبة، فهي تُحيي الأمل من أجل بداية جديدة مع الله، تُب إلى الله بدافع الحب قبل الخوف. وعلى الإنسان محاسبة نفسه الدائمة، وتنظيم داخله مثلما يحرص على تنظيم خارجه فإن عدم تنظيمها يدمرها ويقطع أوصالها".

ونصح الغزالي أيضا بأن يعيش الإنسان حدود يومه، ومن الأخطاء تضييع اليوم من أجل مخاوف المستقبل، فالتفكير الزائد بالمستقبل يجلب الوساوس والأوهام، ولكن عليك أن تعي الفرق بين التخطيط للمستقبل وبين التخوّف منه، وعليك الوعي بأن الله الذي كفاك شر الأمس قادر أن يكفيك شر الغد، تعامل مع مشاكل يومك وستحل معظم مشاكل مستقبلك، وانسَ الماضي بعد أخذ العبر منه، وعليك استقبال كل لحظة بنفسٍ قوية وعزمٍ جديد، والرضى ثم شكره على كل النعم التي لديك يُنزل السكينة عليك.

يقول الغزالي إن الذين يعانون من القلق الزائد عليهم تطبيق هذه الطريقة للتقليل من القلق: اسأل نفسك (ما هو أسوأ ما يمكن أن يحدث لي؟) ثم هيّئ نفسك لقبول أسوأ الاحتمالات؟ ثم اشرع في إنقاذ ما يمكن إنقاذه. ولانتزاع أسباب القلق استخلص الأسباب وثم ضع على الأسباب بطريقةٍ محايدة، بعدها ضع حل هذه الأسباب، اتخذ قرارًا حاسمًا واعمل بمُقتضى هذا القرار.

وعند مواجهتك لأي شدة عليك أن تكون قويًا لتخرج بأقل خسارةٍ ممكنة، ومن مدمرات القوة على مواجهة الشدائد القلق والخوف والتحسّر على الماضي وما وقع فيه، ومما يقوّي الإنسان الصبر عند الشدة، ولكن عليك التفريق بينه وبين تبلد المشاعر الذي هو استخفاف وعدم مبالاة بكل ما يحدث حوله، والمبالغة في الرضى يصنع البلادة والاستسلام.


الإيمان هو سر قوتك 


يقول الغزالي إن الإيمان يقوّي الإنسان ويجعله قادرًا على مواجهة الصعاب لثقته بأن أمره كله خير، وقد علّمنا الرسول الكثير من الأدعية لإزالة الهموم، وعليك فهم ما بعد الموت من أجل إزالة القلق منه والخوف، كذلك على الإنسان بمراقبة نفسه في السر والعلن وإخلاص النية لله تعالى، وحماية نفسه من أن يكون مع تيار الهوس العالمي للسعي نحو المال الذي زرع القلق في كثير من النفوس، مما أدى إلى إصابة الكثيرين بأمراض البدانة، وعليك الوعي بأن مالك هو للإنفاق النافع لحياتك لا للتخزين بلا هدف أو للإسراف المقيت.

و نبّه الإسلام الإنسان بأن لا يجعل الدنيا همّه، ولكن ذلك لا يُفهم بالزهد في الدنيا، وإنما التوازن هو المطلوب وجعل الله القرب منه سبيل لتسهيل نجاح الإنسان وراحته في الدنيا والآخرة، وعلمك بأن رزقك مكتوب يزيح الكثير عن كاهلك لذلك اسعَ للكسب الحلال متوكلًا على الله.

وعلى الإنسان التعلم ثم العمل بما تعلمته من أجل عمارة الأرض وخدمة البشرية واتخاذ الأسباب من أجل التعلم ثم السعي للعمل المتقن الجاد، من أجل قتل آفة الفراغ التي تدمّر الإنسان، كذلك أن تتنبّه لما يفسد عملك فقد تكون تراكمات لعاداتٍ سيئة قد تفسد عملك، كما يفسد تراكم الصغائر الأعمال التي عملتها، وعليك بعد عملك أن تتوكل على الله في النتائج، ولا تنتظر الشكر من أحد لعملٍ قمت به، وحاسب نفسك بين الحين والآخر لتحسّن من عملك وذاتك، ستواجه الكثير من الصعاب في عملك والكثير من النقد ولكن وضعك لرؤيةٍ واضحة لأهدافك وحياتك سيقلل من تأثير الصعاب عليك.

لا تملك من الأمر شيئًا


اعلم جيدا أن الله هو من يملك زمام أمرك وزمام العالم الذي تعيش فيه يفتح في قلبك الطمأنينة ويعينك على العمل مع معرفة بأن الله يحفظك ويرعاك، وذلك يمنعه من الحزن أو القلق الشديد لعلمه بأن الله معه.

لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يحثّنا على التفاؤل، فكن في ذاتك وخصائصك مميزًا ولا تحاول أن تكون صورةً للآخرين.


الكلمات المفتاحية

الإيمان هو سر قوتك كيف تجدد حياتك وتعالج عيوبك؟ كيف تستفيد بحياتك

موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled يشعر الكثير من الناس في ظل موجة اليأس التي تسيطر على كثير من البشر نظرا لاضطراب الحياة، وانتشار الأوبئة، وكثرة البطالة، يشعر بأن حياته أصبحت لا قيمة ل