أخبار

ضعف الشخصية أول طريق الغواية والحرام.. كيف توطن نفسك؟

تخيرتها جميلة ففوجئت بقبحها.. كيف نخدع أنفسنا ونفشل في الاختيار؟

إنجاز الوعد من أخلاق الكبار.. هل سمعت بهذا؟

تقدم مذهل.. العلماء يبتكرون طريقة علاج جديدة لسرطان الدم

6ثمرات يجنيها العبد المؤمن إذ صبر علي هموم الدنيا .. فرّج الله همّه، ودفع عنه الضر ورفع درجته في مقدمتها

بعد معاناة استمرت 613 يومًا.. وفاة أطول مريض في العالم بفيروس كورونا

الثبات على المبدأ.. متى تتأكد من هويتك وتثبت لنفسك أنك على الحق؟

الإخلاص كلمة السر فى قبول الأعمال.. كيف نحققه؟

سر صمت "يونس" بعد خروجه من بطن الحوت

خطيبي يسألني عن مرتبي ومشاركتي في مصروفات البيت وأنا تضايقت ولذت بالصمت.. ما العمل؟

رمضان شهر السباق إلى الجنان ... فكن أول الفائزين

بقلم | محمد جمال حليم | الاحد 26 مارس 2023 - 05:18 ص
رمضان شهر السباق إلى الجنة والعتق من النيران لا يمكن إنكار هذه الحقيقة، ومن ثم كان الصحابة والتابعون رضوان الله تعالى عليهم أجمعين يتسابقون في هذا الشهر ويتنافسون في العبادة لا تشغلهم الدنيا ويتهيأون له قبل قدومه فإن أتى كانوا أشد الناي حرصا على طاعة مولاهم. حول هذه المعاني السامية يحدثنا الدكتور محمد السقا عيد الباحث في الإعجاز العلمي فيقول:
سبحان مقلب الليل والنهار... انطوت الساعات والأيام كلمح البصر بعد شهر مضى من رمضان العام الماضي الذي ودعناه بدموع اللهفة والشوق في آخر أيامه، وهاهو يعود مرة أخرى بمصابيح القربات والطاعات... يا الله ... ما أسرع عجلة الزمن.
ويضيف: فلله الحمد والمنة والفضل على كرمه وإحسانه لنا ، بأن أطال لنا في العمر كي نتعرض لنفحات الله في شهر البر والخير. لعل العين دمعت ، والنفس ابتهجت ، لأن هذا الشهر يمتاز بألوان من الطاعات والقربات التي فضل الله أن تكون في هذا الشهر العظيم ، فخلّد في النفس حب هذا الشهر الذي يفجر بركان الشياطين في النفوس ، لكي يعيد لها الأنفاس في السباق نحو الجنان.
ويذكر ما قاله ابن قدامة عليه رحمه الله كما في منهاج القاصدين : ( إنّ في الصوم خصيصةً ليست في غيرِهِ ، وهي إضافتُهُ إلى الله - عز وجل - حيث يقول سبحانه :- ( الصومُ لي وأنا أجزي به) وكفى بهذه الإضافة شرفاً.
عود علي بدء
عاد شهر رمضان يحمل لنا باقات الدعاء والتسبيحات والخير يحمل لنا الغفران والعفو.
عاد رمضان على أبناء الأمة التي مزقتها وشتتها المحن والخطوب، وتخاطفتها أعداء الدين، عاد رمضان لهذه الأمة علها تستجيب لنداء ربها العظيم.
عاد رمضان في زمن قلّ فيه الصابرون، وانعدمت فيه المصابرة.
عاد رمضان في زمن فرط أهله في خصال الخير – إلا من رحم ربي – وابتعدوا عن أحسن الأخلاق وأقومها؛ فعاد رمضان ليذكرهم بأهمية الخلق الحسن وليتأدبوا بأدب أحسن الناس خلقاً، وأكملهم وقدوتهم محمد صلي الله عليه وسلم، الذي امتدحه ربه بقوله: ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) سورة القلم الآية4.
عاد رمضان على قلوب قد اشتدت وقست، وأعين قد تحجرت، عاد ليلين بروحانيته تلك القلوب، عاد عسى أن يكون عليه سحائب تجد من تلك الأجفان مخرجاً.
عاد رمضان ، وماذا عساه أن يقول؟ 
فيا من ضيع عمره في غير الطاعة!   
                           يا من فرط في شهره، بل في دهره وأضاعه!
يا من بضاعته التسويف والتفريــــــــــــــــط
                                 وبئست البضــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاعة،
 يا من جعل خصمه القرآن وشهر رمضان،
                           كيف ترجو ممن جعلته خصمك الشفاعة؟!                                                       
إن رمضان سيرحل كما رحل كل عام ، وليس ثمة شك في عودته ، وإنما الشك في بقائنا للقياه ، فكما أننا لا نملك الرؤية الواضحة في عودته مرة أخرى علينا يمكن أن نستغله قبل أن يرحل ، ونكتب من خلال لقائه هذا العام صورة من صور تشبثّ الأنفس بأمنياتها العظيمة ، وقد وعد الله تعالى من يجاهد فيه بالهداية إلى طرق الخير والفلاح ، قال تعالى :
 ( والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا ) سورة العنكبوت الآية 69.

هل من مشمرٍ لرمضان ؟
كم نحن بحاجة إلى نقلة نوعية في أنفسنا نتجاوز بها أمنيات الماضي الحزين ، ونكتب من خلالها أسطراً جديدة في حياتنا نبرهن بها على صدق اللقاء . إن رمضان فرصة عظيمة لإحداث التغيير المنشود من خلاله ، لقد غيّر رمضان بطبيعته روتين الحياة ككل ، وأضفى على حياة الواحد منا برنامجاً جديداً ، فكثير من الناس قد لا يتصوّر أن يصوماً يوماً واحداً في حياته كلها ، بل قد يرى أن هذا الصوم حلماً قد عجز عن تحقيقه ، وربما حاول وهو يسمع حديث النبي صلى الله عليه وسلم : من صام يوماً في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً ، لكنه لم يستطع تطبيق ذلك على مستوى يوم واحد ، فجاء رمضان فقلب هذه النفس ، وطمس معالم الرهبة فيها ، وجعلها لا تراهن على يوم واحد ، بل على أيام الشهر كلها . 
 وترى ذلك الضعيف في الانتصار على ذاته يوماً واحداً الأمس وقد حطّم ما كان يراه مستحيلاً ، فصام الشهر كله .
بعض الناس من الذين وقعوا أسرى لعادة التدخين مثلاً قد يصعب عليه أن يترك شرب سيجارة واحدة في زمن الساعة والساعتين ، وقد تراه وهِنَ العزيمة لدرجة أنك لا تفلح في إقناعه أن يتنازل بضع دقائق عن هذه العادة السلبية ، يأتي رمضان فيخلق لديه عزيمة صلبة ، وإرادة قوية ، ويبقى يوماً كاملاً لا يحدث نفسه بهذه العادة ناهيك أن يقع فيها .
الحقيقية مع النفس في هذا الشهر أن نلتقط كل فضيلة ، ونحرص على جماع أبواب البر الممكنة في رمضان بدءاً من إجابة المؤذّن ، وانتهاء بإماطة الأذى عن الطريق . 
 إن من لا يمكنه بالأمس ختم القرآن يمكن أن يجرب اليوم ، ومن لم يمكنه أكثر من ختمة واحدة بإمكانه أن يجرّب اليوم مرة أخرى ، شريطة أن يجرّب وعنده النية الصادقة لتحويل أمنيات الأمس إلى تجارب حية في هذا العام . إن بعضنا يقع تحت وطأة العادات السلبية ، ويمكن لو تأملت حياة الواحد منا تجده مجموعة من هذه العادات ، وهو مدعو هذا العام أن يجرّب التخلّص من هذه العادات كلها إن استطاع أو بعضها ، وتحقيق الانتصار في التغلّب على بعض العادات طريق للأمل في التغلّب على كل العادات السلبية . 
 إن النجاح يدعو لنجاح آخر ، والتجربة الإيجابية تزرع طريقاً من التفاؤل للتجارب القادمة عبر الزمن في حياة الواحد منا . شريطة أن نبدأ بإرادة صلبة ، وعزيمة قوية ، ونبدأ ونحن مفعمون بالتفاؤل . فلئن يعيش الواحد منا وهو يناضل في بناء ذاته خير له من أن يرحل وهو مأسور تحت وطأة شهوة عاجلة ، أو عادة ذميمة .
إن رمضان فرصة أن نرمم ذواتنا ، ونشذّب الأخلاق التافهة في حياتنا ، ونخرج قليلاً من التمحور حول الذات إلى بناء علاقات إيجابية مع الآخرين .
وفقني الله وإياكم إلى استثمار الفرصة ، واستغلال الحدث فيما يعود علينا بالنفع في الدنيا ، والفوز في الآخرة . والله يتولاني و يتولاكم برعايته .


الكلمات المفتاحية

هل من مشمرٍ لرمضان ؟ الاستعداد لرمضان حال الصحابة في رمضان حال التابعين في رمضان التناقس في الخير الإعجازالعلمي د. محمد السقا عيد

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled رمضان شهر السباق إلى الجنة والعتق من النيران لا يمكن إنكار هذه الحقيقة، ومن ثم كان الصحابة والتابعون رضوان الله تعالى عليهم أجمعين يتسابقون في هذا الش