أخبار

ضعف الشخصية أول طريق الغواية والحرام.. كيف توطن نفسك؟

تخيرتها جميلة ففوجئت بقبحها.. كيف نخدع أنفسنا ونفشل في الاختيار؟

إنجاز الوعد من أخلاق الكبار.. هل سمعت بهذا؟

تقدم مذهل.. العلماء يبتكرون طريقة علاج جديدة لسرطان الدم

6ثمرات يجنيها العبد المؤمن إذ صبر علي هموم الدنيا .. فرّج الله همّه، ودفع عنه الضر ورفع درجته في مقدمتها

بعد معاناة استمرت 613 يومًا.. وفاة أطول مريض في العالم بفيروس كورونا

الثبات على المبدأ.. متى تتأكد من هويتك وتثبت لنفسك أنك على الحق؟

الإخلاص كلمة السر فى قبول الأعمال.. كيف نحققه؟

سر صمت "يونس" بعد خروجه من بطن الحوت

خطيبي يسألني عن مرتبي ومشاركتي في مصروفات البيت وأنا تضايقت ولذت بالصمت.. ما العمل؟

بطون الفقراء أولى من تبذيرك.. رمضان فرصة لإدراك المحرومين وحفظ النعم

بقلم | أنس محمد | الاحد 26 مارس 2023 - 04:57 ص


جعل الله سبحانه وتعالى الحكمة من الصيام هي شعور المسلمين بحاجة الضعفاء والمساكين، وليس المزيد من الإسراف والتبذير فيما لا فائدة منه؛ لذا فإنَّ الاهتمام بالمأكولات والمشروبات أمر يهدِّد استفادة المسلمين من حِكمة الصيام، فقد فرض الله صيام رمضان ليتعوَّد المسلم على الصَّبر وقوَّة التحمُّل؛ حتى يكون ضابطًا لنفسه، قامعًا لشهوته، متَّقيًا لربِّه.

في حين ومع بداية شهر رمضان كل عام، يشعر أغلبنا بالضيق والحاجة نتيجة حالة النهم والحرص والإقبال على شراء المزيد من الطعام والشراب، الأمر الذي يكهل جيوبهم، ويزيد أعباءهم، ويحيد برمضان عن مقاصده الحقيقية من الإحساس بالفقير، إلى غيظ الفقير بشكل أكثر استفزازا، ومن الاستعداد لرمضان بالعبادة والقرآن إلى الاستعداد له بالمطابخ ووجبات الإفطار والسحور والموائد العريضة والخيم الرمضانية والسهر على المقاهي.

فشهر رمضان ضيف كريم يجب أن نستقبله استقبالا يليق به ويليق بالذي فرض صيامه، وليس بالتكلف والإسراف، فجعلوه بسوء تقديرهم شاهدا عليهم وقد شرعه الله ليكون شاهدا لهم.

وبالرغم من نصائح القرآن الكريم : ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف: 31]، وما ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم: ((نحن قوم لا نأكل حتى نَجوع، وإذا أكلنا لا نَشبع))، إلا أن الكثير من المسلمين يجعلون من شهر رمضان شهر إسراف وتبذير على غير العادة.

ومع قدوم شهر رمضان، يعد الإسراف والتبذير أحد أهم زلات المسلمين في الشهر الكريم، من خلال الإكثار من شراء الطعام وإهداره في صناديق القمامة، بالشكل الذي يؤثر على حصة الفقراء، ويؤدي لارتفاع سعر الغذاء في وجه فقراء المسلمين.

ومن أكثر الظواهر التي أكد على حرمتها الشرع الشريف، هو الإسراف في الطعام، وإهانته، فالطعام نعمة أوصلها الله – عز وجل – إلينا، فيجب علينا شكر هذه النعمة، ومن تمام الشكر عدم إهانة الطعام أو ذمه إذا لم يجد الإنسان ميلاً إليه في نفسه.

وقد كان هذا من سنة النبي صلى الله عليه وسلم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه: قَالَ: «مَا عَابَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَعَامًا قَطُّ، إِنِ اشْتَهَاهُ أَكَلَهُ، وَإِنْ كَرِهَهُ تَرَكَهُ» .


دليل ضعف 


وحاجة الإنسان إلى الطعام دليل على ضعفه وأسره، وحاجته إلى غيره، ونعمة الطعام من أعظم النعم التي تحفظ الجنس البشري من الانقراض، فلا حياة للإنسان بلا طعام، لذلك أكدت الشريعة الإسلامية على تقديس هذه النعمة، واحترامها، وتقديمها بالطريقة التي تليق بها، وشكر الله عليها.

وزوال النعم مرتهن بالكفر، وقد عالجت سورة الأنعام هذه القضية مع ذكر الطعام، ففيها ﴿ كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ [الأنعام:142] فالنهي عن اتباع خطوات الشيطان بعد ذكر الأكل مشعر بأن اتباع خطواته كفر لنعمة الأكل، والشيطان يدعو لكل سوء، ويزين للعبد كل معصية. فيزين الكفر والجحود والنفاق والعصيان، ويزين الإسراف في المآكل والمشارب والحفلات والولائم.

 وهو ما جاء النهي عنه في موضع آخر من سورة الأنعام مقرونا بالأكل أيضا وبذكر الثمار والحبوب التي هي من ضرورات الأكل؛ فأغلب ما يأكل الناس الحبوب: ﴿ كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأنعام: 141].

على الجانب الأخر، إن بقاء النعم مرتهن بإكرامها، وعدم الاستهانة بقليلها ولو كان حبات أَرُزٍّ، أو كسرة خبز، أو قليل حساء، أو حبة تمر.. فمن استهان بقليل النعمة استهان بكثيرها، ومن ألقى كسرة خبز، وأهان حبيبات أَرُزٍّ، هانت النعمة في نفسه فألقى الكثير من الطعام.

ومن ينظر في أطعمتنا اليومية، وولائمنا الموسمية، خاصة في شهر رمضان، شهر الصيام، ثم قارن ذلك بمفهوم النعمة وإكرامها علم أننا نهين النعم ولا نكرمها، ونكفرها ولا نشكرها، ونتسبب في زوالها لا استدامتها.

 ولا ينظر الإنسان إلى أن الله يحاسبه على مثقال الذرة التي يضيعها من هذا الطعام، "إِنَّ اللهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ" [النساء:40] ، فيتساهل الإنسان في بقايا الخبز وموائدنا اليومية مما يسقط من الطعام ويلقى به في القمامة، ولو جُمع لأشبع إنسانا أو أكثر.


وفي السنة النبوية اعتبار للتمرة الواحدة، واللقمة الواحدة، ولذا استخدمها النبي عليه الصلاة والسلام مرات عدة في حديثه؛ فأخبر أن الرجل حين يطعم زوجته لقمة فهي له صدقة، وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ المِسْكِينُ الَّذِي يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ تَرُدُّهُ اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ، وَالتَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ... الحديث» فاعتبر عليه الصلاة والسلام التمرة واللقمة، ولم يحتقرها.

وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "رُدُّوا السَّائِلَ وَلَوْ بِظِلْفٍ مُحْرَقٍ" رواه أحمد، والظلف: خف الشاة، وفي كونه محرقا مبالغة في غاية ما يعطى من القلة.

 وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَتَى أَحَدَكُمْ خَادِمُهُ بِطَعَامِهِ، فَإِنْ لَمْ يُجْلِسْهُ مَعَهُ، فَلْيُنَاوِلْهُ أُكْلَةً أَوْ أُكْلَتَيْنِ، أَوْ لُقْمَةً أَوْ لُقْمَتَيْنِ، فَإِنَّهُ وَلِيَ حَرَّهُ وَعِلاَجَهُ» متفق عليه.

شق تمرة تقيك من النار


بل اعتبر بعض التمرة ولم يحقرها لقلتها، فقال عليه الصلاة والسلام «اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ...» فمن يطرأ عليه أن يكرم بعض تمرة فيرفعها إن كانت ساقطة، ويأكلها أو يتصدق بها؛ فإنَّ شق التمرة قد يقيك من النار، وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ: جَاءَتْنِي مِسْكِينَةٌ تَحْمِلُ ابْنَتَيْنِ لَهَا، فَأَطْعَمْتُهَا ثَلَاثَ تَمَرَاتٍ، فَأَعْطَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا تَمْرَةً، وَرَفَعَتْ إِلَى فِيهَا تَمْرَةً لِتَأْكُلَهَا، فَاسْتَطْعَمَتْهَا ابْنَتَاهَا، فَشَقَّتِ التَّمْرَةَ، الَّتِي كَانَتْ تُرِيدُ أَنْ تَأْكُلَهَا بَيْنَهُمَا، فَأَعْجَبَنِي شَأْنُهَا، فَذَكَرْتُ الَّذِي صَنَعَتْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ قَدْ أَوْجَبَ لَهَا بِهَا الْجَنَّةَ، أَوْ أَعْتَقَهَا بِهَا مِنَ النَّارِ» رواه مسلم.

وقد يدخل النار عبد في تمرة أو خبزة ألقاها ولم يأبه بها، أو يسلب ما بين يديه من النعم بسببها.

وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا وَقَعَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ فَلْيَأْخُذْهَا، فَلْيُمِطْ مَا كَانَ بِهَا مِنْ أَذًى وَلْيَأْكُلْهَا، وَلَا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ، وَلَا يَمْسَحْ يَدَهُ بِالْمِنْدِيلِ حَتَّى يَلْعَقَ أَصَابِعَهُ...» رواه مسلم.

وكان الصحابة رضي الله عنهم لا يحتقرون قليل الطعام أن يرفعوه أو يقدموه صدقة، لا يحتقرون تمرة ولا عنبة ولا حبة رمان؛ لعلمهم أن الله تعالى يعاملهم بمثاقيل الذر؛ ولعلمهم أن إهانة الطعام كفر للنعمة، وأن كفر النعمة يزيلها ولا يبقيها. ﴿ كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى * وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ﴾ [طه: 81، 82].







الكلمات المفتاحية

شهر رمضان شق تمرة تقيك من النار إطعام المحتاجين في رمضان

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled جعل الله سبحانه وتعالى الحكمة من الصيام هي شعور المسلمين بحاجة الضعفاء والمساكين، وليس المزيد من الإسراف والتبذير فيما لا فائدة منه؛ لذا فإنَّ الاهتما