أخبار

لهذا السبب.. أدمغة البشر أصبحت أكبر من السابق

مفاجأة حول الاستحمام يوميًا.. ليس له أي فائدة صحية حقيقية!

مظلوم في البيت والعمل ومع الناس؟.. روشتة نبوية تدخلك الجنة

الزم المروءة لنجاتك في الدنيا والتقوى للنجاة في الآخرة

هل يؤاخذنا الله بما استقر في النفوس؟ ولم نترجمه إلى أفعال؟ (الشعراوي يجيب)

3حقوق لو فعلتها لوجدت الله عندك يفتح لك أبواب كل شيء

ما هي حقوق الزوج بعد اكتشافه مرض زوجته؟

مسح الرسول على وجهه.. فكان يضيء في البيت المظلم

حسن الظن بالله سفينة النجاة في بحر الظلمات.. تعرف على صوره

هل الإنسان ظلم نفسه بتحمل الأمانة من الله؟.. تعرف على المفهوم الصحيح للآية

حلوة خضرة فلا تجعلها تخدعك وتضيع عليك رمضان

بقلم | أنس محمد | السبت 25 مارس 2023 - 03:57 ص



عرف النبي صلى الله عليه وسلم الدنيا بأنها حلوة خضرة، من شأنها أنها تخدع الإنسان بزينتها وزخرفها، وقد تضيع عليه أفضل لحظات حياته حينما يشعر بلذة الطاعة، وميزان التقوى في قلبه، إلا أنه سرعان ما تقلب عليه تقواه إلى فتنة يسعى خلالها إلى متاع الدنيا القليل.

فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:((إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ, وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا, فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ؟ فَاتَّقُوا الدُّنْيَا, وَاتَّقُوا النِّسَاءَ, فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ, كَانَتْ فِي النِّسَاءِ)).

يصل الإنسان في رمضان خلال الأيام الأولى من الشهر الكريم إلى ذروة التقوى، والعمل الصالح، لكن سرعان ما تستطيع امرأة جميلة خلال النظر إليها ثواني قليلة أن تفتنك عن تقواك، وتضيع عليك صيامك في نهار رمضان.

فالنبي صلى الله عليه وسلم يتحدث هنا عن واقعية الحدث الذي ربما يمر به الإنسان، ويتعرض له خلال الدنيا التي يحيا بها ووصفها النبي بأنها "حلوة خضرة"، فلو أن الإنسان في شباب, وصحة, وعافية, وذو مال وفير, وله أهل يروقون له، ولـه بيت واسع، وبإمكانه أن يمضي أوقاته كلها في المتع, والمباهج, والحفلات, والسهرات, والنزهات, والرحلات, والسياحات، ويأكل ما لذّ وطاب، ويلتقي مع أصدقائه مختلطين رجالا وإناثا، فينظر إلى تلك، وعينه على تلك، ولسانه مع تلك، ومزاحه مع تلك، فهذه الدنيا خضرة نظرة، فيها طعام نفيس، وفيها بيوت جميلة, وفيها سيارات فارهة، فيها مقاصف جميلة جدا، فيها سلطة ووجاهة، فيها شأن، فيها مكانة، هكذا الدنيا، النبي عليه الصلاة والسلام واقعي.

اقرأ أيضا:

مظلوم في البيت والعمل ومع الناس؟.. روشتة نبوية تدخلك الجنة

فلم يكن النبي ليخدعنا ولكن كان واقعيا لنحذر حقيقة الدنيا، فلم يقل لنا صلى الله عليه وسلم إن الدنيا كريهة، من قال لك: إنها كريهة؟ هذا كلام غير واقعي، ولكن وصفها وصفا دقيقا، ((إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ))، لكن المشكلة أن هذه الحلاوة مؤقتة، فاحضروا حلاوة رضاعها، ومرارة فطامها، فيها انقطاع.

أحيانا يكون الإنسان نائما في فراشه, في أيام الشتاء، وفوقه غطاء نظيف، والغرفة دافئة، مرتاح، يؤذن الفجر، يقول الله عز وجل:﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً﴾[سورة السجدة الآية: 16].

فالمؤمن يؤثر مرضاة الله عز وجل، يقوم من متعة النوم والدفئ ليلبي نداء ربه، ولكن قليل ما هم ، فقد لا يتخلى الكثير من الناس عن دفئه مقابل القيام للصلاة.

كذلك في نهار رمضان، ربما نجد صائما في نهار رمضان يجد امرأة جميلة أمامه فيغض بصره سريعا، وربما نجد أخر لا يستطيع أن يغض بصره فيطيل النظر، ويسرح بخياله في شهوته، فتضيع تقواه.

اقرأ أيضا:

3حقوق لو فعلتها لوجدت الله عندك يفتح لك أبواب كل شيء

فما أيسر أن ينظر الإنسان تحت قدمه، ولا ينظر إلى بعيد، يرضى بالحياة الفانية ولا ينظر لحياة البرزخ في الأخرة،

لذلك ورد عن عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: جَاءَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَنَحْنُ نَحْفِرُ الْخَنْدَقَ, وَنَنْقُلُ التُّرَابَ عَلَى أَكْتَافِنَا, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:((اللَّهُمَّ لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الْآخِرَةِ, فَاغْفِرْ لِلْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ))[أخرجه مسلم في الصحيح].

ويقول الله سبحانه وتعالى في حديث قدسي:((أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ, مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ, وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ, وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ, فَاقْرَؤوا إِنْ شِئْتُمْ, فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ))[أخرجه البخاري في صحيحه].

فاحذر أيها الصائم، فإنك تُمتحن في اليوم آلاف المرات، في اليوم الواحد تُمتحن بالمال، تمتحن بالزوجة، تمتحن بالولد، فأحيانا تأتي واحدة, تجلس إلى جنبك في العمل، تقيم علاقات معها ربما تبدأ بالتعارف وتنتهي بالحرام.

فالدنيا حلوة وخضرة، لكن إذا كان عقل الإنسان واسعًا, فهو دائما ينظر إلى ما سيكون، لا إلى ما هو كائن، فينقل اهتماماته من الدنيا، وبعد ذلك هي دنيا دنية، أي درجة ثانية، دنية في مستوى متعها، ودنية في وقتها، وقتها قصير، وخطرها حقير، والآخرة أبدية وأسعد، قال تعالى:﴿قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * إِنَّا آَمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾[سورة طه الآية: 72-73].

اقرأ أيضا:

حسن الظن بالله سفينة النجاة في بحر الظلمات.. تعرف على صوره


والمال مادة الشهوات، الإنسان من أجل المال, يمكن أن يخالف أمراً شرعياً، من أجل المال يخالف قناعاته، ومن أجل المال يضحي بدينه، ومن أجل المال يضحي بمبادئه،

اعتبر نفسك كل يوم تحت المراقبة، وعندك كل يوم آلاف الامتحانات، يمتحنك في الطريق، تمر امرأة على جانب من الجمال, تحفظ عينك أول مرة, وثاني مرة، صار هناك تقصير، من ملأ عينيه من الحرام، ملأهما الله من جمر جهنم، الأولى لك, والثانية عليك، من غض بصره عن محارم الله, أورثه الله حلاوة في قلبه إلى يوم يلقاه، النظرة سهم مسموم من سهام إبليس.

المال، والنساء معروفة، فمراكز الضعف في الإنسان المال والنساء، إذا كان حصّن نفسه من جهة المال, ومن جهة النساء, فقد فاز برضوان الله عز وجل، إذا حصن نفسه من جهة المال, من هنا صار غض البصر ضروريًا، لا يكن هناك اختلاط ضروري، لا يكون هناك منفذ للشيطان، النساء حبائل الشيطان، إن إبليس طلاّع رصّاد، وما هو بفخوخه بأوثق لصيده من النساء.

الشيطان عنده خمسون فخًا للإنسان، فخ المال، فخ الشبهات، فخ العقيدة الزائغة، فخ العلو في الأرض، فخ النساء، وقال عليه الصلاة والسلام:((النساء حبائل الشيطان....)).

((فَاتَّقُوا الدُّنْيَا, وَاتَّقُوا النِّسَاءَ, فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ, كَانَتْ فِي النِّسَاءِ))


الكلمات المفتاحية

شهر رمضان الدنيا حلوة خضرة التقوى والعمل الصالح

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled عرف النبي صلى الله عليه وسلم الدنيا بأنها حلوة خضرة، من شأنها أنها تخدع الإنسان بزينتها وزخرفها، وقد تضيع عليه أفضل لحظات حياته حينما يشعر بلذة الطاعة