ورد سؤال إلى موقع amrkhaled.net من سائل يقول: "في صلاة الجماعة رأيت أحد الأشخاص يتمايل، فهل هذا صحيح، وصلته صحيحة؟".

تقول دار الإفتاء في رد على مسألة مشابهة، إن التمايل في الصلاة من المكروهات في الصلاة، لما روى النجاد، بإسناده، عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قال: «إذا قام أحدكم في صلاته؛ فليسكن أطرافه، ولا يتمايل مثل اليهود»، ومثله قول صاحب الجوهرة النيرة في كتب الحنفية: ويكره أن يتمايل على يمناه، أو يسراه، والمكروه من الأفعال عند جمهور العلماء لا تبطل به الصلاة، إلا إذا كثر على التفصيل الآتي، بعد في الفتوى المحال عليها، إذ يقول الإمام ابن قدامة بعد سرده لمكروهات الصلاة: ولا تبطل الصلاة بجميع ذلك، إلا ما كان منها فعلا، كالعبث، وفرقعة الأصابع، إذا كثر متواليا، فإنه يبطل الصلاة، فإذا كان شأن هذا الإمام أن يقوم بهذا التمايل على الوجه المبطل، فلا تصح إمامته؛ لبطلان صلاته هو.

الخشوع في الصلاة

كثير من الناس هذه الأيام يعاني من عدم التركيز في الصلاة، بل وكثير منهم تراه يخرج من صلاته لعدم التركيز، أو ينسى ركعة، أو يزيد، وهكذا، فكيف إذن يكون الخشوع في الصلاة؟

الخشوع في الصلاة يكون باستحضار عظمة الله عز وجل في القلوب، وأنك واقف بين يديه سبحانه، عليك أن تخشاه وتهابه، وأهم ما يعين على ذلك هو الاستعانة بالله تعالى والتوكل عليه والاجتهاد في دعائه، فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء، وإذا علم الله منك الصدق في الإقبال عليه وطلب إصلاح قلبك وتحقيق الخشوع في الصلاة فإنه سيعينك على ذلك ويسهله عليك، كما قال تعالى: «وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ» ( العنكبوت: 69 ).

اقرأ أيضا:

هل يدخل الجنة من مات طفلا؟

النوم عن الصلاة

لكن من رحمة الله عز وجل علينا أنه لا يعتبر النوم عن الصلاة من الذنوب العظيمة، إذا أنه لا حرج على النائم حتى يصحى، ويقول العلماء: إن النوم عن الصلاة فلا إثم فيه، فمن رحمة الله بعباده أنه لم يؤاخذهم بذلك، وإنما الواجب عليك إذا نسيت الصلاة أو نمت عنها أن تصليها وقت استيقاظك أو ذكرك لها، فهذا كفارتها، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، «من نام عن الصلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك»، فإذا نام الإنسان عن الفجر صلاها إذا استيقظ، ولو في الضحى ولو الظهر متى استيقظ صلاها، أو شغل عنها نسيها، صار مشغولًا بأشياء ونسي الظهر أو العصر، متى انتبه وذكر بادر بالصلاة، ولو مضى على ذلك يوم، أو يومان أو أكثر، متى ذكر وجب عليه البدار بالصلاة.