كثير منا يتجاهل أمر الصدقة، ربما نسي أن يخرجها، لكن كيف له أن ينسى فضلها؟، ألم يعلم أن بالصدقة تفتح أبواب كثيرة لا حصر لها؟.. ألم يقرأ قوله تعالى: «وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ».. أيضًا ألم يعلم بقصة أبي ضمضم؟..
أحب ما كان يحبه أبو ضمضم في حياته، هو التقرب إلى الله تعالى بالعمل الصالح، لم يكن سواه يشغل باله، فقد قدر عليه رزقه، ولم يرزق إلا الكفاف، إلا أنه كان يحب أن يتصدق، فكان يخرج من بيته مبكرا دوما في وقت السحَر، لطلب الرزق، ورغم ضآلة ما كان يتحصل عليه، إلا أنه قرر التصدق بما يقدر عليه، فكان يعفو عمن ظلمه، ولا يعيب من عابه، ولا يرى شتيمة من شتمه، بل يترفع ويسمو بنفسه، لذا كان مضرب المثل عند خير الآنام صلى الله عليه وسلم، فعن سيدنا أنس رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أتعجزون أن تكونوا مثل أبي ضمضم ؟ قالوا : وما أبو ضمضم ؟ قال : رجل فيمن كان قبلنا أو قبلكم ، كان إذا أصبح ، قال : اللهم أتصدق بعرضي على من ظلمني».
سباق الصالحين
الصدقة هي سباق الصالحين العارفين بالله لاشك، ولما لا وهم يدركون جيدًا فضلها العظيم، فمن فوائدها الدنيوية أنها سبب لنماء المال وبركته، ومنها أنها تدفع البلاء عن صاحبها بإذن الله تعالى، وهي من صنائع المعروف التي تقي مصارع السوء، كما ورد في الحديث الذي رواه الطبراني وهو قوله صلى الله عليه وسلم: «صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر»، أما فضلها في الآخرة فحدث ولا حرج، فالأجر يضاعف أضعافاً كثيرة، وقد صح في الحديث أن صاحب صدقة السر من الذين يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله، كما ورد في الأحاديث بأن المرء في ظل صدقته يوم القيامة».
اقرأ أيضا:
هل يمكن أن يكلمني النبي في المنام ويأمرني بأشياء.. وما فوائد ذلك؟عبادة عظيمة
إذن الصدقة تعود على صاحبها بالنفع الكامل، وكما كان يفعل أبي ضمضم فإن هناك صدقة التطوع، وهي لاشك عبادة عظيمة الثواب ثبت الترغيب فيها، ومن ذلك ما جاء في صحيح البخاري، وغيره، من حديث أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب، ولا يصعد إلى الله إلا الطيب، فإن الله يتقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبه، كما يربي أحدكم فلوه، حتى تكون مثل الجبل».