ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية يقول: هل يجوز لي أن أحضر مراسم دفن إحدى صديقاتي والتي ستكون في الكنيسة؟
وأجابت دار الإفتاء المصرية بأنه "لا مانع شرعًا من حضور جنازات غير المسلمين، ولا بأس كذلك في التعزية؛ فإنها من الحسنى المأمور بها في قول الله تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ [البقرة: 83]، وداخلة في البر والقسط المشار إليهما في قوله تعالى: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [الممتحنة: 8]؛ فالإسلام يأمر المسلمين بالتعايش بما لا يقدح في ثوابت الدين، وما انتشر الإسلام إلا بالمعاملة الحسنة ومشاركة الناس في أفراحهم وأحزانهم".
اقرأ أيضا:
ما حكم الاحتلام وممارسة العادة السرية في نهار رمضان؟ (الإفتاء تجيب)وفي سؤال سابق ورد إلى دار الإفتاء المصرية تقول صاحبته: "أنا امرأة شابة من اسكندنافيا، وقد أسلمت منذ خمس سنوات، ولا يوجد أحد في عائلتي مسلم، وقد توفيت إحدى قريباتي، فهل يجوز لي أن أحضر مراسم الدفن والتي ستكون في الكنيسة؟".
وأجابت الدار بأنه "لا مانع شرعًا من حضور جنازات غير المسلمين من الأقارب أو الأصدقاء؛ قال الإمام النووي: لا يكره للمسلم اتباع جنازة قريبه غير المسلم، ونص عليه الشافعي في "مختصر المزني". انظر: "المجموع" (5/ 281، ط. مكتبة الإرشاد)".
وأضافت: "كما أن اتباع جنازة القريب ولو كان غير مسلم داخل في صلة الرحم المأمور بها شرعًا، وحسن المعاملة والعشرة ومكارم الأخلاق والوفاء وتذكر الجميل، لا سيما وأن حضور السائلة جنازة قريبها سيكون موقفًا يزيد من احترام الإسلام في نظر أقاربها".
كما أباحت التعزية فيه، قائلة: "وكذلك فإنه لا بأس بالتعزية؛ لأن ذلك من حسن المعاملة والقسط المشار إليه في قوله تعالى: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [الممتحنة: 8]، وهو من الحسنى المأمور بها في قوله تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ [البقرة: 83]".
ونصحت دار الإفتاء السائلة أن تكون سهلة لينة مع أهلها وأقاربها، مع الحفاظ على هويتها الإسلامية، فالإسلام لا يحب من المسلم أن يكون منعزلًا عمن حوله، وإنما انتشر الإسلام بالمعاملة الحسنة ومشاركة الناس في أفراحهم وأحزانهم، ومد يد العون والمساعدة إليهم، والرحمة والشفقة عليهم.