للحصول على أنوثة طاغية.. تتنافس دور الأزياء والموضة في شتى أنحاء العالم، لتجلب إلى المرأة كل ما لا يمكن تخيله، والهدف هو الوصول بالمرأة إلى الجمال غير المحدود، لكن هل أصبحت المرأة جميلة بالشكل الذي يجذب الرجل؟

بداية علينا أن نفرق بني الانجذاب بالشهوة، لأن ذلك قد لا يحتاج إلى جمال، مادام الإنسان (دنيء)، لن يفرق معه الأمر كثيرًا، لكن إذا تحدثنا عن الانجذاب بالحب والتقدير، مؤكد الأمر لا يتوقف عند حدود الجمال فقط.. فأي امرأة تتصور أنها بجمالها وبالمزيد من (الميك آب) ستنال غرضها فهي مخطئة.

 فها هي امرأة العزيز لم تستطع أن تصل إلى نبي الله يوسف عليه السلام بإغرائها، بينما استطاعت ابنة نبي الله شعيب عليه السلام أن تتزوج نبي الله موسى عليه السلام بحيائها.. إذن الأنوثة حياء، وليست أزياء.

دلائل الجمال

للجمال دلائل بالتأكيد، لكن كثير من النساء يغفلن عنها، ويتصورن أن الجمال الحقيقي إنما في تقليد فلانة أو علانة، من مشاهير القوم، لكن الله خلق لكل امرأة جمالها الطبيعي المعهود، الذي لا يراه إلا من دقق فيه بروية.. جمال الروح.. ثم جمال الصوت الخافض.. ثم جمال الذوق.. ثم جمال الاحتشام.. ثم جمال الحياء.. فترى هذه المرأة لا يضاهيها جمال، أوتدري لماذا؟.. لأنها إنسانة خلقت لتتعامل، وليست (مانيكان) لا ينطق، خلقت للفرجة والمشاهدة.


فالمرأة الجميلة هي التي علمت أن الله حيي كريم، وأن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم كان أشد حياءً من العذراء في خدرها، وأن الملائكة الكرام كانت تستحي من سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه، وأن الحياء شعبة من الإيمان، فتمسكت بحيائها، وعاشت به، وماتت عليه.

اقرأ أيضا:

4 خطوات لتحقيق تقدير الذات في العمل بدون نرجسية

دلال المرأة

للمرأة أن تتدلل.. ولكن إن كانت مازالت بكرًا، فتتدلل على أبيها، وإن كانت متزوجة فتتدلل على زوجها، ويحق لها ذلك، بل أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، كان يدلل زوجاته، ويروى أنه صلى الله عليه وسلم، كان يخرج لسباق أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في البساتين، فيسبقها مرة وتسبقه مرة، ويقول لها: هذه بتلك.. بل يروى أنها كانت رضي الله عنها تقفز على كتفيه الشريفتين لتشاهد إحياء بعض أهالي المدينة لأحد احتفالاتهم.

إذن تدللي عزيزتي المرأة، فهذا حقك.. لكن إياكي أن تتصوري أن جمالك إنما يأتي بالمزيد من (الألوان) في وجهك وفقط.. فهناك بداخلك إنسانًا يجب أن يتقدم على (برواز التماثيل).. فأنتِ روح خلقها الله.. وما أجمل روحك.. وما أجمل ابتسامتك الخفيفة البسيطة.. وما أجمل صوتك الذي يخرج من شفاه كأنها لا تتحرك.. صورك الله وأبدعك.. فلست بحاجة لإثبات ذلك بالألوان وغيرها.