أخبار

الاستغفار حياة جديدة تعرف على فوائده على الروح والبدن

القنوط من رحمة الله بداية السقوط الحقيقي.. احذر أن تقع فيه

لا تستّخف بالغيبة والنميمة.. تمنع سقوط الغيث من السماء

أخي الصغير يتلصص علينا ونحن نبدل ملابسنا.. ما الحل؟

ما هي العلامة التي يعرف بها العبد انه يحب الله أكثر من أي شيء؟

لا يوجد مستحيل مع اسم الله المجيب.. هذه هي المعاني والأسرار

كيف تحدث الأحلام؟ ولماذا يحلم البعض ولا يحلم آخرون؟

لو عايز ربنا يحبك وتأتيك الدنيا تحت قدمك.. تعمل مع الدنيا بهذه الطريقة

من كرامات "ابن حنبل".. خوف الجن من نعله واستجابة الدعاء بالاستغفار

حينما يكون التغافل لإبقاء الكرامة وحفظ ماء الوجه

الســــلام مفهوم يسع الكون بما فيه .. كيف نحققه؟

بقلم | محمد جمال حليم | الخميس 25 فبراير 2021 - 06:40 م
 لا يمكن فهم الإسلام بعيدا عن مدلول اسمه فهو دين الأمن والسلام والأمان الذي يحفظ على المسلم دينه ووطنه ومجتمعه ويجعله سالمًا من الوقوع فيما يغضب الله تعالى.
 ولأن الإسلام دين الشمولية ويدعو أتباعه إلى امتثال أوامر الله في كل جانب، ويعمل على ضمانة الحياة الطيبة المطمئنة، فها هو يجعل من السلام ركنًا رئيسًا لعلاقة المسلم مع الجميع، بداية من السلام مع الله تعالى، وذلك على النحو التالي:
السلام مع الله تعالى:
ولقد عالج القرآن الكريم مفهوم السلام وفق معنى الإسلام الذي يقوم على ضرورة الخضوع التام والمطلق لخالق الإنسان، من حيث القبول والتسليم بما يُوجبه الله، وتكييف السلوك وفق مقتضيات ذلك.
وأول ملامح السلام التي يطلبها الإسلام من المسلمين، السلام مع الله تعالى، فصلاح حال المرء في الحياة يبدأ بصلاح حاله مع الله تعالى، ومن أسس تحقيق السّلام مع الله ما يأتي:
1.     الائتمار بما أمر الله به، والانتهاء عمّا نهى عنه.
2.     تلمّس مواطن رضاه، والابتعاد عن مواطن غضبه.
3.     مراقبة الله تعالى على كلّ حال (سرًّا وعلانيةً).
4.     اتقاء الشبهات والبعد عن المحرّمات.
5.     الصدق مع الله تعالى، وعدم الكذب أو الخداع.
6.     التقرب إلى الله بما يحب لا بما يبغض، قربا بالعبادة فرضا ونفلاً، وما تقّب إليّ عبدي بشيءٍ أحبّ إليّ مما افترضته عليه..
7.     أن يراك الله حيث أمرك، وأن يفتقدك حيث نهاك.
8.     التوبة والعودة إلى الله والاعتراف بالذنب بين يديه، والتعرّف عليه سبحانه في وقت الرخاء قبل وقت الشدّة.
يقول الله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53].وقوله:{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} [المجادلة: 7].
وعندما يدرك المسلم هذه المعاني ويتقرّب إلى ربّه فقد حقق السلام مع الله، وأمِن مكرَ الله تعالى وغضبه، وسعِد بتوبة الله عليه، كما حدث في قصة قاتل المائة، الذي قرّر الصلح مع الله تعالى والتصالح مع طاعته والتوبة إليه، فحقق الله له فوق ما يرجو فغفر الله له ومن أجله غيّر نواميس الكون بتقارب أرض وتباعد أخرى.
السلام مع النّفس والذات:
من جهته، بيّن الدكتور عادل هندي أستاذ الدعوة والثقافة بجامعة الأزهر أنه قد كثر في الآونة الأخيرة شكاوى النّاس من العقد والحيل والضغوط النفسية، وما نرى ذلك إلا للبعد عن الغذاء الروحي مع الله، وفقد طرق إصلاح النفس وتحقيق السلام النفسي، ومن وسائل تحقيق هذا السلام النفسيّ ما يأتي:
1.     تحديد الغاية والهدف من الحياة.
2.     تذكر أن السعادة الحقيقية تبدأ من الداخل.
3.     اليقين بأنه لا مفرّ من قدّر الله وقضائه، ومن ثمّ الامتثال لأمره.
4.     الصدق مع النّفس، وتعرّف على نفسك أيها الإنسان، واعرف عيوبها ومثابها، واعمل على تصحيحها.
5.     اصرف نفسك عما يغويها من الكبر والغرور والبخل والعُجْب والكذب.
السّلام مع النّاس:
ويضيف: لقد جاء الإسلام ليجمع القلب إلى القلب، ويضم الصف إلى الصف، مستهدفا إقامة كيان موحد، ومتقيا عوامل الفرقة والضعف، وأسباب الفشل والهزيمة، ليكون لهذا الكيان الموحد القدرة على تحقيق الغايات السامية، والمقاصد النبيلة، والأهداف الصالحة التي جاءت بها رسالته العظمى.
ويتمثل هذا في أن يسلم الناس من أذى الإنسان، باختلاف أنواع الإيذاء، سواء أكان أذى مسموعًا أم مشمومًا أم مرئيًّا، ومن السلام مع الناس ما يأتي:
-      أن يأمن الجار من جاره فلا يقع من الجار أذى على جاره، قال صلى الله عليه وسلّم "لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه".
-      ومن صور السلام مع الناس أيضًا: أن يسلم المسلمون من لسان المسلم، وأن يسلم الناس على أعراضهم وغيبتهم من ألسنة الآخرين، قال صلى الله عليه وسلم: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"
-      وفي صحيح البخاري عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ» والمقصود أنّ المسلم لا يقع منه أذى على أخيه المسلم، هذا هو السلام الذي يريده الإسلام؛ حتى لا تمتلأ الصدور غلا أو حقدًا أو ضغينة..
-      ومن السّلام مع الناس الوفاء بالعهد وعدم الغدر أو الخيانة: ففي الحديث عند البخاري، من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "قَالَ اللَّهُ: ثَلاَثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ: رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ، وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ، وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُعْطِ أَجْرَهُ".
-      فلسانك لا تؤذ به إنسانًا، فللناس ألسن، والمعاملة الصادقة الحكيمة المخلصة، الرفق وما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما كان العنف في شيءٍ إلا شانه، وليس الشديد بالصرعة، ولكنّ الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب، وعامل الناس بما تحب أن يعاملوك به، والصالحون تجار قلوب وأفئدة.
السّلام مع الكون:
إن مطالبة الإسلام أتباعه بالسلام لا يعني اقتصار هذا مع بني جنسه بل يعم؛ فالكائنات التي تحيا حولنا حق علينا من سلام وسلم حقيقي، بعدم إيذائها أو التعرض لها بأذى أو أن نشقّ عليها ونحملها ما لا تطيق، أو أن نشوه صورتها، كمثل النباتات والجمادات والحيوانات، فلكلٍّ حقه، وسَنُسْأَل عن ذلكَ أمام الله تعالى.
ومن الصورة العملية التي تدل على هذا من حياة الرسول صلى الله عليه وسلّم؛ فعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَانْطَلَقَ لِحَاجَتِهِ فَرَأَيْنَا حُمَرَةً مَعَهَا فَرْخَانِ فَأَخَذْنَا فَرْخَيْهَا، فَجَاءَتِ الْحُمَرَةُ فَجَعَلَتْ تَفْرِشُ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَنْ فَجَعَ هَذِهِ بِوَلَدِهَا؟ رُدُّوا وَلَدَهَا إِلَيْهَا». -هذه صورة عملية لإشاعة السلام مع الكائنات من حولنا- وَرَأَى قَرْيَةَ نَمْلٍ قَدْ حَرَّقْنَاهَا فَقَالَ: «مَنْ حَرَّقَ هَذِهِ؟» قُلْنَا: نَحْنُ. قَالَ: «إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يُعَذِّبَ بِالنَّارِ إِلَّا رَبُّ النَّارِ». [رواه أبو داود في سننه، وقال الألباني: صحيح].
التربية الأسرية وعلاقتها بمفهوم السلام:
وتعدّ الأسرة من أهمّ المسئولين عن إشاعة السلام بديلا عن العنف، وإشاعة المحبة بديلا عن الكراهية، وذلك من خلال تربية الأبناء والبنات على حب الخير للناس، والسعي في بذل الخير للغير، وذلك من خلال تنمية مواهبهم وتوظيف طاقاتهم في مساعدة الآخرين والوقوف بجوارهم.
أ‌.      عدم إرسال رسائل سلبية عن الأشخاص والأفكار.
ب‌.    تنمية روح السلام بداخلهم مع من يحبهم ولا يبغضهم، والعمل على البوْح بالحب لهم.
ت‌.    التركيز على أنّ السلام المفروض على الأمّة سلام القوة والعزّة لا سلام الضعف والذلّة.، وأنّ السلام لا يعني الاستسلام للظالم والفاجر، فالذين يقتلون المسلمين في غزّة وغيرها، لا سلام معهم، ولا حديث معهم إلا بالسلاح، كما قال تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ} [الأنفال: 60]. فالإعداد للقتال والجهاد مطلوب، طالما أنّهم يقاتلوننا في ديننا.
أثر شيوع السلام على المجتمعات:
وشيوع السلام في المجتمعات يبعث على الطمأنينة النفسية والعقلية، يتحقق الرخاء الاقتصادي الذي تريده الأمم لبلادها، ويبعث شيوع السلام على انتشار المحبة والمودة والألفة والإخاء والتعاون بين الناس، كما أنه يعمل على تنمية الإبداع وتفكير المفكرين والمبدعين.
فالسّلام يعمل على زراعة الألفة بين القلوب مع المسلم وغير المسلم؛ طالما أنه لا يقاتل المسلمين ولا يفتنهم في دينهم، كما أنّ السّلام يدفع إلى الإنتاج وحبّ الأوطان والعمل على رقيها، والسّلام يأمن معه النّاس على أموالهم وأعراضهم وأفكارهم.
ودرونا جميعًا أن نعمل على شيوع السلام وإفشائه لفظًا وعملاً وتطبيقًا، ورحم الله رجلاً سمحًا في كل حال من أحول حياته، بيعًا وشراءً ومعاملة وسمتًا وسلوكًا، وحكمًا ومسئولية.
وبهذا يتضح أن السلامَ هو الأمان النفسي والمادي؛ ولهذا أمر الله عباده المؤمنين أن يمارسوا قول السلام وفعله في الدنيا لتحقيق السلام الاجتماعي.


الكلمات المفتاحية

السّلام مع الكون السّلام مع النّاس السلام مع النّفس والذات السلام مع الله تعالى

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled لا يمكن فهم الإسلام بعيدا عن مدلول اسمه فهو دين الأمن والسلام والأمان الذي يحفظ على المسلم دينه ووطنه ومجتمعه ويجعله سالمًا من الوقوع فيما يغضب الله ت