أخبار

أسماء الله الحسنى.. كنوز من الفضائل من أعظمها دخول الجنة وإجابة الدعاء وتفريج الكروب

أستغفر ولا أقلع عن المعصية.. هل هناك دعاء يساعدني على التوبة؟

خطيب أختي تجاوز معها جنسيًا وفسخت الخطوبة لكنها حزينة.. ما الحل؟

هذا وقت قراءة سورة الكهف يوم الجمعة وليلتها.. أسرار وانوار وفضائل وبركات

إذا أردت الخلوة بربك تناجيه وتشكو له حالك وتطهر نفسك وتهذبها فعليك بهذه العبادة.. قيام الليل

اجعل الساعتين لله.. هذا هو المقصود الحقيقي من "ساعة وساعة"!

سنة نبوية مهجورة .. داوم عليها بعد تلاوة القرآن يجزل الله لك العطاء الوفير

"العظماء الخمسة".. قرّاء أبدعوا في تلاوة القرآن وأعجزوا مَن بَعدَهُم

قانون قرآني يحارب شح الإنفاق ويزيد من رصيد مالك (الشعراوي)

"لقمان الحكيم" يخلّص سيده من رهان بهذه الحيلة

لهذه الأسباب.. الإيمان سبب في رقي المجتمعات والأمم

بقلم | محمد جمال حليم | الاربعاء 24 فبراير 2021 - 06:40 م
لا يمكن تصور مجتمع سوي متفاهم متناغم دون إيمان ؛ فالإيمان هو حياة الأمم والمجتمعات به تحيا ومنه تستمد قوتها وتتآلف وحداتها.
فبالإيمان تزهو المجتمعات وتتكامل لأن أفراد المجتمع يصبغهم الإيمان بالورع والحب والتعاون والتنافس في الخير فلا يرون إلا الآخرة ولا يتنافسون إلى على إرضاء الله تعالى وبهذا صار الإيمان هو سر حياة الشعوب والأمم وبقاء المجتمعات آمنة.
وقد أشار إلى هذا المعنى العظيم د.عادل هندي الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف مبينا أثر الإيمان في حياة الإنسان الذي هو وحدة بناء الكون.

ثمرات الإيمان على الفرد والمجتمعات:

وأضاف أنه إذا استقر الإيمان في قلب الإنسان أثمر ثمرات قلّما تجده مع غيره؛ ومن بين ما يثمره الإيمان ما يأتي، مبينا أن من أعظم ثمرات الإيمان على الإنسان ما يلي:

الشعور بالكرامة الإنسانية وعدم القبول بالإهانة؛ فالإنسان مكرّم لأنه منسوب إلى الله، نُفخ فيه من روح مولاه، قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي  آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ  الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} [الإسراء: 70]. ومع شعور المؤمن بكرامته ونسبته إلى الخالق U ازْدَادَ حبُّهُ لربه -وتلك ثمرة أخرى من ثمراته-.

الإيمان يثمر الرضا النفسي بقضاء الله وقدره؛ فعجبا لأمر المؤمن كما قال الرسول e: (عَجَبًا  لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ  إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ،  وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ) صحيح مسلم (4/ 2295).

الإيمان يثمر السعادة الذاتية والأمان النفسي؛ فبدون الإيمان يغزو القلق مجتمعاتنا ويُذهب الراحة من فاقد الإيمان ولو كان يمتلك الدنيا بزخارفها وزينتها. وقد قال الله تعالى مشيرًا إلى حدوث الأمن والأمان النفسي كأحد ثمرات الإيمان-: {الَّذِينَ  آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ  وَهُمْ مُهْتَدُونَ} [الأنعام: 82].

الإيمان يثمر الثبات عند الشدائد والبلايا، فيسترجع العبد عند المصيبة، ويثبت عند الابتلاء والفتنة ولا يتزحزح؛ قال تعالى في وصف فريق من الناس: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ  خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ  خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} [الحج: 11].

الإيمان يثمر الأخلاق الفاضلة، وقد ربط النبي الحبيب e بين الإيمان والعمل السلوكي، ولم لا؟!! وسيرته وهديه يقوم على الأخلاق، بل وبعثته كانت من أجل إتمام الأخلاق ومكارمها، ففي الحديث: (بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ حُسْنَ  الْأَخْلَاقِ) موطأ مالك (2/ 904). وفي حديث تفصيلي شريف يبين عظيم الرابطة بين الإيمان والأخلاق والسلوكيات الحسنة مع الناس، يقول الرسول e: (مَنْ  كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يُؤْذِ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ  يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ  يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ) صحيح البخاري (8/ 11). بل ونفى الإسلام الإيمان عمّن آذى جارًا له، فقال -صلى الله عليه وسلّم- كما عند البخاري في صحيحه: (وَاللهِ لاَ  يُؤْمِنُ، وَاللهِ لاَ يُؤْمِنُ، وَاللهِ لاَ يُؤْمِنُ» قِيلَ: وَمَنْ يَا رَسُولَ  اللهِ؟ قَالَ: (الَّذِي لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَايِقَهُ) وفي رواية أحمد في المسند: (بوائقه) أي: شروره. كما أنه أمين في تعاملاته وإن خانه الناس، وفي الحديث: «لا  إِيمَانَ لِمَنْ لا أَمَانَةَ لَهُ، وَلا دِينَ لِمَنْ لا عَهْدَ لَهُ».

الإيمان يثمر العمل والجدية في الإنتاج؛ فالمؤمن يساق بإيمانه إلى العمل الجادّ، وليس خوفًا من سوط جلاد أو مراقِب من البشر، يستحضر قول ربه: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ  عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} [التوبة:  105]. ولم لا، يعمل ويجد ويجتهد وهو يوقن أنّ الباذلين العاملين قد أُعدّت لهم جنة الله ورحماته وليست للكسالى والخاملين مسكنًا، قال تعالى -جل شأنُه-: {وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي  أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الزخرف: 72]، وفي القرآن المجيد أيضًا: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ  أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: 17]. وفي الحديث: (إن الله يحب من أحدكم إذا عمل عملًا أن يتقنه). فالمؤمن الحق هو الذي يعمل إلى آخر لحظة من حياته، ولا يتوقف عن البذل لله تعالى، فليس عنده إجازة أو راحة في عمله لدى ربّه: «إن  قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها».

الإيمان يثمر الأمل والتفاؤل؛ فالمؤمن موقن فيما وعد الله به، فكلما ضاقت كلما جعله الإيمان أكثر أملًا وتفاؤلًا: {لَا تَحْزَنْ إِنَّ  اللهَ مَعَنَا} [التوبة: 40] {كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الشعراء: 62] {عَسَى  رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ  كَيْفَ تَعْمَلُونَ} [الأعراف: 129]. فالبشرى لأهل الإيمان كما أوحى الله إلى موسى وأخيه -عليهما السلام-: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ  لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا  الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [يونس:  87]. فالمؤمنون حقًّا: يَعُدّون كل شيء وكل أحد عسلًا مصفّى وإن كان سُمًّا زُعافًا، ويقابلون من يأتيهم حاقدًا ناقمًا بالبسمات، ويصدّون أشد الجيوش عداوة بسلاح الحب والأمل الذي لا يُهزَم أبدًا.

الإيمان يثمر خدمة الناس وبناء المجتمع؛ فالمؤمن يحب غيره كما يحب نفسه، ويسعى لنشر الأمل والبسمات على شفاه المحرومين منها كما يحب لنفسه ذلك، قال صلى الله عليه وسلّم: (لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا  يُحِبُّ لِنَفْسِهِ) صحيح البخاري (1/ 12). وفي الحديث عند  النَّسَائي من حديث أنس t: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا  يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ مِنَ  الْخَيْر». فالمؤمن الحقّ -في ذوء ذلك- هو من لا ينام آخر الليل في بيته، وعنده كفاية من طعامه وشرابه وملبسه وولده، وله جار أو قريب عار أو مريض أو يتيم أو فقير يحتاج لإعانة مادية ومعنوية..

الإيمان الحق يثمر قول الحق ويجعل المؤمن المتمسك بدينه  وإيمانه غير مستسلم للفتنة في الدين والمعتقد؛ وقد حكى لنا المولى جل جلاله عن مؤمنٍ قال الحق ونطق به يومًا في وجه الطغيان والظلم:  «وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ  إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ  بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ  يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي مَنْ  هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي  الأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللهِ إِنْ جَاءَنَا».

الإيمان يثمر الألفة بين المؤمنين ويدفع في نفوسهم  الإحساس بالآخرين والعمل على نصرتهم متى ظُلِموا، ومساندتهم متى حُرِموا، ففي الحديث: «مثل  المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى  له سائر الجسد بالسهر والحمى» فالمؤمن الحق: ليس أنانيًّا وإنما يحبّ الخير لأمّته وللمؤمنين معه.

الإيمان  الحق يثمر في حياة المؤمن عصمة للناس من أذيته، ماديًّا كان هذا الإيذاء أو معنويًّا، ففي الحديث -كما عند الترمذي-: (المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ  وَيَدِهِ، وَالمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ).

الكلمات المفتاحية

ثمرات الإيمان بالله أهمية الإيمان الإيمان وحدة بناء الكون الإيمان سر الحياة الآمنة

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled لا يمكن تصور مجتمع سوي متفاهم متناغم دون إيمان ؛ فالإيمان هو حياة الأمم والمجتمعات به تحيا ومنه تستمد قوتها وتتآلف وحداتها.