أخبار

بركة الطعام لاتحرم نفسك منها.. ماذا تفعل لو نسيت "التسمية" عند الإفطار؟

من جدري الماء إلى الحصبة.. أبرز 8 أمراض يصاب بها الأطفال

كيف أجعل بيتي جنة في رمضان رغم ضيق الحال وكثرة الأعباء؟

بالفيديو.. عمرو خالد: أفضل طريقة تزيل خوفك وقلقك على مستقبلك (الفهم عن الله - 2)

بالفيديو ..د. عمرو خالد: احذر أن يسرق منك رمضان ..أيامه تنقضي سريعًا فاستغل كل لحظة فيه بالتقرب إلى الله

نصائح لمريض السكري في رمضان.. متى يضطر للإفطار؟

رمضان فرصة عظيمة لمحاسبة النفس وتهذيبها.. كيف ذلك؟

سنة نبوية رمضانية مهجورة.. من أحياها سقاه الله جرعة ماء من حوضه يوم القيامة ..وكان له مثل أجر الصائم

عادات غذائية غير صحية تضر بقدرتك على الصيام.. تجنبها في رمضان

ما حكم الاحتلام وممارسة العادة السرية في نهار رمضان؟ (الإفتاء تجيب)

الإسلام دين الإنسانية.. انظر كيف حافظ على مصالح البشر

بقلم | محمد جمال حليم | الاربعاء 27 سبتمبر 2023 - 09:06 م
 
لم يجئ دين بمثل ما جاء به دين الإسلام من تشريعات ناضجة صالحة للتطبيق في كل زمان ومكان بما يلائمه، فهو دين السماء الذي ارتضاه الله لأهل الأرض، ومن ثم فتشريعاته حكيمة جاءت لتحقق مصالح العباد.
كيف  حافظ على مصالح البشر؟
وبالنظر لما دونه علماؤنا في الفقه والشريعة نجدهم أجمعوا على مقاصد الشريعة، والتي منها: حفظ الأنفس، وحفظ الدماء:
1.     ولقد اهتمَّ الإسلامُ منذ أول لحظة بدأ فيها رسول الله تبليغ الدّعوة، اهتمّ بالإنسان وأكّد على حريته وكرامته وقيمته مهما كان نوعه أو جنسه أو توجّهه، وأنشأ النبي دارًا لتربية الإنسان والاهتمام به، بل بالغ الإسلام يوم أن جعل دماء الإنسان أقدس من هدم الكعبة حجرًا حجرًا، بل جعل زوال الدنيا أهون عند الله من قتل إنسان: ففي الحديث: «لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ» فبناء الإنسان والحفاظ على بنيانه أهمّ من بناء الحجارة والعمران، وفي الحديث: (ما أطيبك وما أطيب ريحك، ما أعظمك وما أعظم حرمتك، والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم حرمة عند الله حرمة منك ماله ودمه....)..
2.     ومن مظاهر التكريم الإلهي للإنسان في خلقه: أنّ الله خلقه في أحسن تقويم: {لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَـٰنَ فِى أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} ونفخ فيه من روحه: {ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ}. {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِى فَقَعُواْ لَهُ سَـٰجِدِينَ} وأمر الملائكة بالسجود لآدم:  {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَـٰئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَٱسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلْكَـٰفِرِينَ}. وتعليم آدم الأسماء كلها: {وَعَلَّمَ ءادَمَ ٱلأسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى ٱلْمَلَـٰئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِى بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ . قَالُواْ سُبْحَـٰنَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْحَكِيمُ} وجعل الإنسان خليفة في الأرض: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَـٰئِكَةِ إِنّي جَاعِلٌ فِى ٱلأرْضِ خَلِيفَةً} وتفضيل الإنسان على كثير من المخلوقات: {....وَفَضَّلْنَـٰهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} ثم تسخير المخلوقات للإنسان: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَّا في ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَمَا في ٱلأَرْضِ جَمِيعاً مّنْهُ إِنَّ في ذَلِكَ لآيَـٰتٍ لّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.
3.     وقد جعل الله تعالى الحياةَ هبة ربانية وليست عطية بشرية ومن ثمّ فلا يقضي بانتهائها إلا خالقها: فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا اسْتَيْقَظَ يقول: «الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي فِي جَسَدِي، وَرَدَّ عَلَيَّ رُوحِي وَأَذِنَ لِي بِذِكْرِهِ» يَشْكر الله على ردّ روحِه إليه؛ لأنّ الحياة هبة من الله وملك الله وليست حتى ملك الإنسان نفسه.
4.     أكّد الإسلام على حرمة إيذاء الإنسان عمومًا ولو ببث الشائعات عنه، وحمّل الإسلام من يؤذيه -بغير حق- الإثم الظاهر والعذاب الأليم؛ قال تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} [الأحزاب: 58]. مع تغليظ وتشديد الجُرْم على كل ما يؤدّي إلى ترويعه وإرهابه وإرعابه بأي وسيلة، ولو برفع حديدة في وجهه.
5.     التأكيد على حرمة دم الإنسان، وعدم إزهاق روحه بلا ذنب، وتعظيم عقوبة فاعل ذلك، فوردت في سبيل ذلك الآيات والأحاديث.. وهناك تفصيلات أخرى فيما يتعلّق على وجه الخصوص بحرمة الدم البشري وَرَدَت به النصوص على النّحو التالي:
ثانيًا: تأكيدات القرآن والسنة على حُرْمة الدماء البشرية ولو كانت لغير مسلِم:
1.     من بين مقاصد الشريعة الإسلامية: حفظ النفس، ومن حفظ النفس، حفظ الدماء من أن تهدر وتسفك بغير حق. لذلك كان العنف والترهيب والقتل والترويع والتنكيل، كل ذلك محرما في شريعة السماء، من لدن آدم إلى خاتم الأنبياء والمرسلين عليه الصلاة والسلام، لا فرق في ذلك بين نفس مؤمنة ونفس كافرة. ولا موجب لقتل النفس المحرمة إلا بالحق، والحق كما هو محدد في قواعد القصاص في شرع الله..
2.     ورد في القرآن تأكيد في حق المؤمن ألا يُقْتَل، فقال تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} [النساء: 93]. إنها عقوبات خمس لمن تورّط في قتل نفس إنسان وإزهاق روحه، جهنم، والخلود فيها، ونيل غضب الله، وطرده من رحمته سبحانه، والعذاب العظيم الذي لا يعلم مداه إلا الله تعالى.
3.     وقال عزّ وجلّ بصيغة العموم -في حقّ كل الأنفس البشرية-: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا} [الفرقان: 68، 69]. ففي هذه الآية الكريمة توعّد الله تعالى من تعوّد إزهاق الأرواح بغير وجه حقّ بمضاعفة العذاب له، والخلود في نار جهنّم حيث شاء الله.. فمن يتحمّل عذاب النار؟ ومن يصبر على حرِّها وشرّها؟!!
4.     ويقول الله تعالى بعد أن ذكر لنا قصة أول قتل في الوجود البشري، قصة القتل بين ولدي آدم –عليه السلام-، فقال سبحانه: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ} [المائدة: 32]. يقول ابن حجر -رحمه الله تعالى-: ((وجعل قتل النفس الواحدة كقتل جميع الناس مبالغة في تعظيم أمر القتل الظلم وتفخيما لشأنه أي كما أن قتل جميع الناس أمر عظيم القبح عند كل أحد فكذلك قتل الواحد يجب أن يكون كذلك فالمراد مشاركتهما في أصل الاستعظام)).
تشريعات  نبوية على كرامة الإسلام للإنسان:
وبالنظر لما جاءت به السنة من أحاديث نبوية ومواقف فعلها الرسول مع صحابته نجده عامرة بما يدلل على مراعاة الإسلام لمفهوم الإنسانية ومصالح العباد، ومن هذا ما يلي:
1.     يؤكّد النبي عليه الصلاة والسّلام على جُرْم القتل، وأنه أحد وأخطر الموبقات المهلكات؛ ففي الصحيحين من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: «الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلاَتِ».
2.     وانظروا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يؤسس لنا قواعد حقوق الإنسان في الإسلام في هذا الحديث العظيم والخطبة النبوية الجامعة في حجة الوداع؛ حيث حرَّم الدماء والأموال والأعراض، على ملأ من المسلمين، حيث يسمعه عشرات الألوف، في هذه البلد الحرام، وفي اليوم الحرام، فقال لهم -كما في الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما-: «إِنَّ دِمَاءَكُمْ، وَأَمْوَالَكُمْ، وَأَعْرَاضَكُمْ، بَيْنَكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغَائِبَ، فَإِنَّ الشَّاهِدَ عَسَى أَنْ يُبَلِّغَ مَنْ هُوَ أَوْعَى لَهُ مِنْهُ»
3.     وفي نفس الموقف يحكي لنا سيدنا جَرِير أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ فِي حَجَّةِ الوَدَاعِ: «اسْتَنْصِتِ النَّاسَ» فَقَالَ: «لاَ تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ»..
4.     وفي صحيح البخاري أيضًا تأكيد نبوي آخر على حُرْمة الدم، والتحذير من التورّط فيه، فعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَنْ يَزَالَ المُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ، مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا»
5.     وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ -كما في الصحيح-، قَالَ: «إِنَّ مِنْ وَرَطَاتِ الأُمُورِ، الَّتِي لاَ مَخْرَجَ لِمَنْ أَوْقَعَ نَفْسَهُ فِيهَا، سَفْكَ الدَّمِ الحَرَامِ بِغَيْرِ حِلِّهِ».
6.     وفي الحديث الصحيح الذي رواه أبو داود والنسائي وأحمد: عن أُمّ الدَّرْدَاءِ قالت: سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «كُلُّ ذَنْبٍ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَغْفِرَهُ، إِلَّا مَنْ مَاتَ مُشْرِكًا، أَوْ مُؤْمِنٌ قَتَلَ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا»
7.     وفي الحديث الموقوف عن ابن عمر رضي الله عنهما –كما عند النسائي في سننه-: قَالَ: «قَتْلُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ زَوَالِ الدُّنْيَا».
8.     الدماء أول ما يقضى فيها بين العباد يوم القيامة: ففي صحيح البخاري وصحيح مسلم عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الدِّمَاءِ».. ولا تعارض بين هذا الحديث والحديث القائل بأنّ أول ما يحاسَب عليه العبد يوم القيامة الصلاة!! وذلك لأن المقصود أن أول ما يقضى في حق الله: الصلاة، وأول ما يقضى في حق العباد: الدماء...
9.     تشديد العقوبة على من شارك في قتل النفس ولو بكلمة أو بإشارة: ففي سنن الترمذي وقال حديث حسن غريب وصححه الألباني، فعن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ، وَأَبي هُرَيْرَةَ يَذْكُرَانِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ اشْتَرَكُوا فِي دَمِ مُؤْمِنٍ لَأَكَبَّهُمُ اللَّهُ فِي النَّارِ» فانظروا -رحمني الله وإياكم- كم كان للدماء قيمة وللنفس البشرية –عمومًا- قدر عند رب العالمين..
10.   كما أنّ المعاهَدين وأهل الذمّة لهم حقهم البشري كاملاً وعصمة دمائهم والحفاظ عليها... ففي صحيح البخاري من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا»..
11.   بيان حال المقتول ظلمًا يوم القيامة؛ على سبيل التخويف للقاتل: ففي سنن النسائي –والحديث صحيح-: «يَجِيءُ الْمَقْتُولُ بِقَاتِلِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ: سَلْ هَذَا فِيمَ قَتَلَنِي، فَيَقُولُ: قَتَلْتُهُ عَلَى مُلْكِ فُلَانٍ».
12.   اختلاف العلماء في حكم من تاب بعد أن تورّط في القتل وسفْك الدماء:  فمنهم من قال له توبة ولا يستطيع أحد أن يغلق الباب في وجهه، يقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا * وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا} [الفرقان: 68 - 71]. وفي الحديث الصحيح المشهور –كما في الصحيحين عن أبي سعيد-: (أن قاتل المائة تاب الله عليه).. وللعلماء رأي آخر في من تجرّأ على الدماء، وتورّط فيها، وتعوّد القتل وسفك الدماء فلا توبة له وفقًا لرأي ابن عبّاس رضي الله عنهما..
التأكيد الإسلامي على حقّ الأسرى؛ فالأصْل في الإنسان الحرية لا الأسْر، لكن إذا وقَع في الأسْر فله حقوقه ولا يمكن منعها عنه: وقد أوصى النبي  أصحابه بحُسن معاملة الأسرى  فقال  -كما عند الطبراني وقال عنه الهيثمي: إسناده حسن- [اسْتَوْصُوا بِالأَسْرَى خَيْرًا]. كما نهى النبي  عن تعذيب وامتهان الأسرى، فقد رأى  أسرى يهود بني قُرَيْظة موقوفين في العراء في ظهيرة يوم قائظ، فقال مخاطِبًا المسلمين المكلَّفين بحراستهم: «لاَ تَجْمَعُوا عَلَيْهِمْ حَرَّ الشَّمْسِ وَحَرَّ السّلاَحِ، وَقَيِّلُوهُمْ وَاسْقُوهُمْ حَتَّى يَبْرُدُوا». فمن حقوق الأسير: حقه في الطعام والشراب، حقه في الكسوة الحسنَة، حريته الدينية والتعبدية، حقه في الاتصال بأهله، ألا يكون غرضًا لقتل أو رمي أو تدريب بالسلاح، بالإضافة إلى عدم إهانته نفسيًّا؛ فيكفيه السجن والأسْر... فإذا كان المسلم مأموراً أن يطعم، وأن يسقي، وأن يكسو، وأن يكرم، وأن يحسن إلى الأسير، فأن يعذبه محرم أشد التحريم، من باب أولى.
 وبهذا يتجلى بعض صور تكريم الإسلام للإنسان عامة وأتباعه خاصة وهو ما تميز به ديننا الحنيف وجعله الدين القويم الذي من خرج عنه ضل، ومن ابتعد عنه ذل. 

الكلمات المفتاحية

كيف حافظ على مصالح البشر؟ حقوق الإنسان في الإسلام صور تكريم اللإسلام للإنسان كرامة الإنسان

موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled لم يجئ دين بمثل ما جاء به دين الإسلام من تشريعات ناضجة صالحة للتطبيق في كل زمان ومكان بما يلائمه، فهو دين السماء الذي ارتضاه الله لأهل الأرض، ومن ثم ف