كنت في المسجد أصلي الجمعة، وسمعت بالصدفة سيدتين إحداهما تطلب من الأخرى عروسًا لابنها، ومواصفته مناسبة جدًا لابنتي، فهل يمكن أن أعرض ابنتي علي والدة العريس، وبمعنى آخر: هل يجوز أن أخطب لابنتي وليس العكس، أم هذا مكروه لأنه ليس متعارف عليه مجتمعيًا؟

(ع. ط)

لم يرفض الإسلام أو يعارض فكرة تقدم الفتاة لخطبة الرجل الذي يناسبها، شريطة ألا يسيء لحيائها ومكانتها وكرامتها، على أن يتم الأمر عن طريق غير مباشر، فمثلًا يمكنك أن تخبري والدة الشاب أو أهله بالرغبة في تزويجه، وفي حالة القبول التقدم لخطبتها بما لا يشعر ابنتك بالحرج.

 قصة زواج سيدنا موسى

وهناك قصة معروفة، عندما تقدم سيدنا شعيب عليه الصلاة والسلام لخطبة سيدنا موسى - عليه الصلاة والسلام- بعد أن أعجب بخلقه ورأي فيه القوة والأمانة، وخلقه الطيب، "قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ"، وعندما رأي الأب رغبة ابنته تقدم لخطبة سيدنا موسى، وقال له "قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ".

اقرأ أيضا:

مستوى أهلي المرتفع ماديًا يجعل العرسان يهربون.. ما العمل؟

 تقدم السيدة خديجة للزواج من الرسول الكريم

وتقدمت أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها لخطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأت منه الصدق والأمانة وعلامات النبوة، فقامت بإرسال الخادمة وفتحت مع النبي صلى الله عليه وسلم الأمر وقالت له "يا محمد ما الذي يمنعك من الزواج ؟ فقال الرسول ليس عندي من المال ما أتزوج به فقالت له : فان دعيت إلى المال والجمال والكفاءة ألا تجيب؟ فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم ومن هي فقالت له :إنها خديجة ذات الشرف والمال والجمال؟ فقبل".

أهم صفات الزوج الصالح

الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه زوجوه"، فمن وجهة نظري يجب العمل بهذا الحديث في حال إذا تقدم الشاب أم لا، فلا مانع من المبادرة والبحث عن من له دين وخلق، لأنهم للأسف أصبحوا قلائل في هذه الأيام.