مرحبًا بك يا صديقتي..
قرار العمل يعتبر من القرارات المصيرية، كالزواج، والطلاق، مع الفارق، بالطبع، إلا أنه مثلهم يتطلب حكمة، وتريث، وتفكير عميق، شامل، وجلوس مع النفس، ومكاشفة، ووضوح.
النقطة المضيئة في رسالتك والتي تعتبريها أنت مصدر ضيق، وعبرت عنها بالغربة وسطهم، هو أنك استطعت إجبار الزملاء الرجال على إلتزام هذه الحدود معك، ونجوت من اختراقها، وبالتالي المزيد من الضيق والتعب النفسي، وهذا مكسب أرجو أن تنتبهي إليه.
ابق كما أنت، ما دام هذا يريحك، ومادمت تعتقدين أن هذا هو الأقرب للصواب في التعاملات، ولا تتغيري من أجل أحد أو لمجاراة وضع لا يرضيك، وابحثي عن صحبة، ودائرة، بل دوائر أخرى لا تشعري وسطهم بهذه الغربة، وتحصلين على هذا الانسجام والود.
ليس شرطًا أن نعمل في مكان نشعر فيه بالاندماج مع الزملاء، أتفهم أن الاندماج والانسجام أفضل، ولكن الحياة يا عزيزتي لا تمنحنا كل شيء، وعلينا أن نسعد بالممنوح، ونتجاهل الممنوع، ولا نركز على عدم وجوده، وفقده، فتتكدر حياتنا، وأنفسنا، فلا نحن شعرنا بالهناءة بالممنوح، ولا حصلنا على الممنوع.
الحل في تغيير طريقة تفكيرك تجاه الأمر، وترتيب أولوياتك، وأعتقد أنها مرتبة لديك، فالحفاظ على أقدميتك في المكان وراتبك، مكسب مهم، وأولوية، والعمل في تخصصك الذي تحبيه في هذا المكان أولوية، وبعد هذا كله، العلاقات مع الزملاء والزميلات، وهذه هي المفقودة بالشكل الذي تتمنيه، ومن الجيد للتعامل مع هذه المشكلة ولأنها خارج إطار سيطرتك، بتغيير استجابتك للأمر، وطريقة تفكيرك فيه، وفهمك لطبيعة الدنيا، والامتنان لما بين يديك.اقرأ أيضا:
اقتربت من الله في رمضان ولازال قلبي منقبضًا وأشعر بالكآبة.. ما الحل؟اقرأ أيضا:
هرمون السعادة يكون في أعلى درجاته لصائم رمضان.. تعرف على ذلك