أخبار

ما الحكمة من موت الفجأة لبعض الناس دون أية مقدمات؟ (الشعراوي يجيب)

ليس كل الكذب مرفوضًا.. تعرف على الكذب المحمود

من هم أهل الحوض الذين سيشربون من يد النبي الشريفة يوم القياية؟ وماذا كانوا يفعلون؟

كيف تعرف خروج الكلام من القلب دون غيره؟

"لا يكلف نفسًا إلا وسعها".. تقصير الأبناء متى لا يكون عقوقًا للوالدين؟

أترضاه لأمك؟.. ماذا نفعل مع شواذ الأخلاق وخوارج الفطرة؟

تعرضت للتحرش 4 مرات في طفولتي ومراهقتي وأكره نفسي وأفكر في الانتحار وقتل رضيعتي.. أرشدوني

العفو من شيم الصالحين.. كيف أتخلق به؟

أتذكر المعصية بعدما تبت منها.. كيف أحفظ خواطري؟

تعرف على منزلة النية وأثرها في قبول الأعمال

لماذا كان الأنبياء أفضل البشر مع أنهم معصومون من الكبائر؟

بقلم | محمد جمال حليم | الاربعاء 17 فبراير 2021 - 07:40 م
في عقيدتنا الأنبياء معصومون عن الكبائر التي بها أكثر الشهوات التي يقع بها كثير من البشر، ومادام الأمر هكذا، فلماذا أجرهم أعظم من أجر كل البشر؟ أعلم أن الله عادل، ولكني أريد أن افهم .
الجواب:
تبين لجنة الفتوى بــ "سؤال وجواب" أن الأنبياء معصومون من الكبائر كالزنا والسرقة، ومن الصغائر التي تدل على الخسة، وقد يقع منهم الخطأ من الصغائر التي لا تدل على الخسة، لكن لا يقرُّون على ذلك، بل يتداركهم الله تعالى وينبههم عليه فيعودون عنه، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " إن القول بأن الأنبياء معصومون عن الكبائر، دون الصغائر: هو قول أكثر علماء الإسلام، وجميع الطوائف... وهو أيضا قول أكثر أهل التفسير والحديث والفقهاء، بل لم يُنقل عن السلف والأئمة والصحابة والتابعين وتابعيهم إلا ما يوافق هذا القول.
وقال رحمه الله: " وعامة ما يُنقل عن جمهور العلماء: أنهم (أي الأنبياء)، غير معصومين عن الإقرار على الصغائر، ولا يقرون عليها، ولا يقولون إنها لا تقع بحال، وأول من نُقل عنهم من طوائف الأمة القول بالعصمة مطلقاً، وأعظمهم قولاً لذلك: الرافضة، فإنهم يقولون بالعصمة، حتى ما يقع على سبيل النسيان والسهو والتأويل".
وتضيف: إن عصمة الأنبياء لا تعني أن الذنب ممتنع منهم، أو أنهم مجبورون، أو سُلبوا القدرة على المعصية، وإن كان هذا قد ورد في تعريف العصمة للبعض، لكنه ليس صحيحا، فالأنبياء يتركون المعاصي باختيارهم، وهم أكمل الخلق في تحرزهم وتوقيهم من هذه المعاصي، مع إمداد الله لهم وعونه، وتوفيقهم إياهم لذلك وهو المراد بالعصمة.
ولهذا فهم مثابون ممدوحون على عدم الوقوع في المعصية، كما قال تعالى في شأن يوسف عليه السلام: قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ .
وذكرت أن  الأنبياء أكمل الناس في البعد عن الشهوات المتعلقة بالصغائر كثيرة جدا، كالنظر والاستمتاع والخلوة المحرمة ومقدمات الفاحشة، والأنبياء والصالحون: هم أكمل الناس في البعد عن هذه الشهوات المحرمة، وأكثر الناس قد لا يقع في الزنا والسرقة وشرب الخمر والقتل، لكنه يضعف أمام الصغائر من شهوات وغيرها، فظهر بذلك فضل الأنبياء في هذا الجانب، أيضا أما الطاعات، وتبليغ الدين، والجهاد في سبيل الله، وبذل النفس والنفيس في ذلك، فلا مقارنة فيه بين الأنبياء وغيرهم ومقام الدعوة والجهاد، وتحمل الأذى فيهما، لا يعرف قدره ومشقته إلا من ذاق شيئا منه.
وذكرت ما قاله ابن رجب الله: " ولم يكن أكثرُ تطوع النبي صلى الله عليه وسلم وخواص أصحابه بكثرة الصوم والصلاة، بل ببر القلوب وطهارتها وسلامتها وقوة تعلقها بالله خشية له ومحبة وإجلالا وتعظيما ورغبة فيما عنده وزهدا فيما يفنى وفي المسند عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إني أعلمكم بالله، وأتقاكم له قلبا) قال ابن مسعود رضي الله عنه لأصحابه: أنتم أكثر صلاة وصياما من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وهم كانوا خيرا منكم. قالوا: ولم؟ قال: كانوا أزهد منكم في الدنيا، وأرغب في الآخرة.
الحاصل:
وبهذا يعلم أن الأنبياء اختارهم الله تعالى واصطفاهم، وهو أعلم بمن يستحق الاصطفاء والاختيار، وهم قد بلغوا أعلى درجات العبودية، وأسمى مراتب الأخلاق، وأعظم أبواب التضحية، فلا يصل إلى درجتهم أحد؛ ولم يبلغ الأنبياء تلك المقامات لأجل أنهم منعوا من المعاصي، منعا جبريا، بل حباهم الله بعصمته، ولطفه وفضله؛ لأنهم خير الناس، وأتقى الناس، وأعلم الناس بالله، وأعظمهم هيبة وإجلالا له، وأقومهم بأمره، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

الكلمات المفتاحية

الكبائر عصمة الأنبياء الصغائر للأنبياء الأنبياء أفضل البشر

موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled في عقيدتنا الأنبياء معصومون عن الكبائر التي بها أكثر الشهوات التي يقع بها كثير من البشر، ومادام الأمر هكذا، فلماذا أجرهم أعظم من أجر كل البشر؟ أعلم أن