أخبار

هل سنتذكر في الجنة ما مر بنا في الدنيا من مواقف حزينة ومؤلمة؟

ملعقة من بذور الكتان تحميك من خطر الإصابة بأمراض القلب

مع الارتفاع المتزايد لدرجات الحرارة.. كيف تقي نفسك ضربة الشمس؟

مع ارتفاع درجة الحرارة احرص على هذه العبادة الرائعة.. سقي الماء

ما الذي يسبب حصوات الكلى وهل تحتاج لعملية جراحية؟

دعاء عظيم في زمن الفتن والحروب

أنا فتاة متدينة وفعلت جرمًا عظيمًا ثم أصبت بمرض شديد.. هل هذه عقوبة من الله؟

اللاءات التسعة في سورة ”الكهف.. تعرف عليها لتصحيح منهج حياتك والفوز بالجنة

الدعاء عندما يشتد بك البلاء وتقع عليك المصيبة

"وعلى ربهم يتوكلون".. اجعلها ذخرًا لك حتى الموت

إدمان المخدرات يدمر العقل ويفسد الدين.. كيف نتجنبه؟

بقلم | محمد جمال حليم | السبت 13 فبراير 2021 - 06:40 م
لقد بلغ الإنسان في الإسلام مرتبة عظيمة فهو ليس كغيره من الكائنات ولذا كلفه الله تعالى وزكاه وامره ونهاه ووعده عن أحسن الفوز وإن عصاه بالهلاك، قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} [الإسراء: 70].
ومن جملة ما أوصى الله به عباده المحافظة على نعمة العقل الذي هو مناط التكليف فغير العاقل غير مخاطب بالتكاليف ففي الحديث الشريف: «رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ: عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ، وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ». فتميّز الإنسان على سائر المخلوقات بالعقل، أداة التكريم.
ومن يتأمل فيما شرع الله  يجد أن الشريعة الإسلامية أكدت في أكثر من موضع في القرآن والسنة الشريفة- على ضرورة حفظ العقل، والحذر من تعريضه لأذى سواء أكان إيذاءً ماديًّا أم معنويًّا، بل إنها اعتبرت أن من يضيع هذه النعمة بما يفسده معاقب إذ حفظ العقل من الضرورات الخمس.

كيف يحفظ الإنسان عقله؟
ولم تدع الشريعة الغراء لكل إنسان أن يجتهد في كل أموره لكنها ضبطته ضبطا رائعا حين أبانت كيف يحفظ الإنسان عقله حتى لا يتصور حدنا أن العقل ملكه يتصرف فيه كيف يشاء وان هذا من كمال حريته.. ومن الأمور التي يحفظ بها الإنسان عقله ما يلي: حفظ العقل من الشِّرْكِيَّات والخرافات، حفظ العقل من الشبهات والشائعات، حفظ العقل من المسكرات والمخدرات.
فإن تجاهل المسلم نداء الفطرة وراح يعبث بهذه النعمة فقد ورط نفسه فيما لا ينفعه بل يضره مثل الذين يتعاطون المسكرات والمخدرات ومن يدمنون الكحوليات فهؤلاء جحدوا نعمة الله عليهم.. فكم جرت هذه الأشياء الوباء على أصحابها من تدمير للأسر والعائلات، شتات واغتصاب وقتل الآباء، والاحتيال والنصب، حوادث الطرق، كلها تنطلق من الإدمان والمخدرات.
إن الخمر وكما هو معلوم في الدين أم الخبائث وقد حرمها الله تعالى بوصفها أيا كان اسمها المتعارف عليه فقال:«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ»، وقال أنس -رضي الله عنه-: لعن رسول الله  في الخمر عشرة: عاصرها ومعتصرها وشاربها وحاملها والمحمولة إليه وساقيها وبائعها وآكل ثمنها والمشتري لها والمشتراة له.

لماذا تنتشر المخدرات في المجتمع؟
إن وراء اتشر هذ المفسدات في مجتمع أسبابا فهي لا تنتشر بذاتها بل يخطط لها لمصلحة اعداء الدين بل إعداء الإنسانية، ومن أسباب انتشارها  الخواء الروحيّ، وغياب الرقابة للمولى المتعال. الفــراغ والترف الشرس.
تزييف الوعي من خلال صحبة السوء بأن ذلك يحقق لذّةً أو منفعةً وضعف السيطرة الأمنية أو غيابها، أو التيسير الأمني لانتشارها. كثرة الانشغال الأسري عن الشباب والبنات، وغياب الدور التربوي: يقول النبي -صلى الله عليه وسلّم-: «ما من مولود يولد إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه. كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء؟” ثم تلا أبو هريرة -رضي الله عنه- وهو راوي الحديث قوله تعالى:{فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ}،تغييب دور المسجد والداعي إلى الله تعالى عن علاج علل المجتمع، نغمة التقليد للآخرين، ولو في الحرام. (الممنوع مرغوب) مثلٌ له أصله الواقعيّ؛ لأن كثيرًا من الشباب يحبّ الولوج والاقتحام في الممنوعات، يبدأ على سبيل التجربة، ثم يتحوّل إلى الإدمان.
فكل هذه الأسباب وغيرها جعلت هذه المخدرات التي تفتك  بالعقل منتشرة للحد الذي لا يتصور فيه البعض العيش بدونها!

وسائل علاج المخدرات:
1. عوْدة الدور التربوي الحقيقي لحياة الأُسَر والعائلات. [ألا كلكم راعٍ وكلكم مسئولٌ عن رعيته].
2. الاحتواء للشباب والبنات في سنّ البلوغ والمصاحبة والاستقلالية؛ فالصداقة لهم من قِبَل الآباء والأُمّهَات.
3. استرجاع دور المسجد في الموعظة والتذكير وتنشيط الدور الدعوي والتوعوي من خلال بيوت الله تعالى؛ لا سيّما وقد غاب دور الإعلام الحقيقي عن التربية والتوجيه والتقويم.
4. ذبح الفراغ بسكين العمل: فإن الفارغ من عمل وقيمة حقيقية للحياة لا قيمة له، وعرَّض -بالتأكيد- للوقوع فريسة في شباك شياطين الإنس والجنّ، والوقت هو حياة الإنسان وعمره، فليحرص على ملأ الفراغ بالعمل، وفي الحديث: (لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وماذا عمل فيما علم).
5. عقوبة من سهّل بيع المخدرات من المواطنين أو من رجال الأمن المفَرِّطين في عملهم، والذين استحلّوا أموالا حرامًا بغير وجه حق، فماذا سيقولون لربهم غدًا عن شباب ضاعوا، وجرائم ارتكبت؛ بسبب الإهمال الأمنيّ.
6. التنسيق بين كل أدوار التربية في المجتمع (أسرة ومدرسة وإعلام ومسجد.... إلخ)؛ فلا يُعقل أن يخطب الخطيب خطبته عن معالجة الإدمان والمخدرات، وبيان خطرهما على الفرد والمجتمع، قم تفاجأ بالإعلام يعمل على ترميز المتعاطين، والحوار معهم، والإعلاء من شأنهم في المجالس.


الكلمات المفتاحية

وسائل علاج المخدرات لماذا تنتشر المخدرات في المجتمع؟ كيف يحفظ الإنسان عقله؟ اهمية العقل

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled لقد بلغ الإنسان في الإسلام مرتبة عظيمة فهو ليس كغيره من الكائنات ولذا كلفه الله تعالى وزكاه وامره ونهاه ووعده عن أحسن الفوز وإن عصاه بالهلاك، قال تعال