ينتقل فيروس الورم الحليمي البشري المسبب للسرطان عن طريق الاتصال الجنسي، لكن دراسة حديثة أظهرت أن العديد من الأطفال يولدون حاملين الفيروس في أفواههم.

قالت الباحثة الرئيسية الدكتورة ستينا سيرجانين، رئيسة قسم أمراض الفم وأشعة الفم في معهد طب الأسنان بجامعة توركو في فنلندا: "باختصار، يمكن الإصابة بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري في سن مبكرة أو حتى عند الولادة. هذه الالتهابات بدون أعراض، وفي معظم الحالات غير مرئية في الأغشية المخاطية للفم".

وقال الخبراء إن الأسوأ من ذلك أن الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري تستمر لأشهر أو سنوات لدى جزء كبير من هؤلاء الأطفال حديثي الولادة، مما يزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان أو مشاكل صحية أخرى على المدى الطويل.

وجد الباحثون أن 23 في المائة من 331 طفل ولدوا في فنلندا كانوا مصابين بفيروس الورم الحليمي البشري الفموي عند الولادة، ومن المحتمل أن تكون العدوى انتقلت إليهم من أمهاتهم، وفقًا لدراسة ستنشر في عدد مارس من مجلة الأمراض المعدية الناشئة.

ووجد الباحثون أيضًا استمرار الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري في حوالي 15 في المائة من الأطفال خلال ست سنوات من المتابعة، كما أشار الدكتور شون أوليري، نائب رئيس لجنة الأمراض المعدية التابعة للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال.

وقال أوليري، إن ذلك قد يشكل خطرًا بعيد المدى على صحتهم، على الرغم من أن مدى هذا الخطر غير معروف في الوقت الحالي.

وأضاف: "هؤلاء الأطفال الصغار، وبالتأكيد 15 في المائة منهم لن يستمروا في تطوير السرطان من فيروس الورم الحليمي البشري. البعض منهم سيوضحها. لكننا في الحقيقة ليس لدينا فهم جيد لمن سيحددها ومن لن يفعل."

اظهار أخبار متعلقة

طرق انتقال العدوى

والطريق الأكثر احتمالا للعدوى يكون عبر قناة الولادة أثناء الولادة، لكن سيرجانين أشارت إلى أن جميع الطرق الممكنة "لم يتم إنشاؤها بالكامل بعد"، وفق ما نقلت وكالة "يو بي آي".

وقالت: "تقدم دراستنا دليلاً على أن الأم التي تحمل فيروس الورم الحليمي البشري في فمها يمكن أن تنقل نسلها في سن مبكرة - أي الانتقال الفم إلى الفم. الاحتمال الآخر هو الانتقال أثناء الولادة من منطقة الأعضاء التناسلية للأم إلى حديثي الولادة، وهو الطريق الذي تدعمه عدة دراسات".

وأضافت سيرجانين أنه من المحتمل أيضًا أن ينتقل فيروس الورم الحليمي البشري أثناء الحمل، مع انتقال العدوى من الأم إلى الطفل في الرحم.

وأشار أوليري إلى أن الدراسة الجديدة تقدم حجة قوية أخرى لصالح التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري.

قال إن 80 في المائة على الأقل من البالغين في الولايات المتحدة أصيبوا بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري في مرحلة ما.

وغالبًا كل سرطانات عنق الرحم ناتجة عن عدوى فيروس الورم الحليمي البشري، وكذلك معظم سرطانات الفم والشرج والقضيب، وفقا للمعهد الوطني الأمريكي للسرطان.

وأوضح أوليري أنه لا يوجد علاج مضاد للفيروسات لفيروس الورم الحليمي البشري، ولا يمكن للتطعيم أن يمنع العدوى المستقبلية من سلالة فيروس الورم الحليمي البشري التي تعرض لها الشخص بالفعل.

وأشار إلى أن الأطفال المصابين عند الولادة يجب أن يعتمدوا على جهاز المناعة الخاص بهم لمحاربة فيروس الورم الحليمي البشري، ولن يكونوا قادرين على اكتساب مناعة اللقاح من السلالة التي أصيبوا بها.

وتابع: "أكثر أنواع فيروس الورم الحليمي البشري شيوعًا التي أبلغوا عنها هو فيروس الورم الحليمي البشري -16 ، وهو السبب الأول في الإصابة بالسرطانات المرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري. هذا هو واحد من تلك التي يغطيها اللقاح".

وذكر أوليري أن الأكاديمية توصي بأن يتلقى الأطفال اللقاح الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و 12 عامًا. وقال: "كلما كان ذلك مبكرًا كان ذلك أفضل، بصراحة ، لأنك تحصل على استجابة مناعية أفضل".

قالت سيرجانين إن الأم التي تم تلقيحها ضد فيروس الورم الحليمي البشري لا يمكنها نقل الفيروس إلى طفلها، كما ستوفر للرضيع بعض المناعة الفطرية.

وأضافت: "هناك دليل على أن الأم يمكنها نقل الأجسام المضادة لفيروس الورم الحليمي البشري إلى المولود، مما قد يحمي الرضيع من الالتهابات طويلة الأمد. الرضع الذين يولدون لأمهات تلقين تطعيم فيروس الورم الحليمي البشري لديهم مستويات أعلى من الأجسام المضادة لفيروس الورم الحليمي البشري، مما يوفر مناعة سلبية ضد فيروس الورم الحليمي البشري".