أخبار

ليس كل الكذب مرفوضًا.. تعرف على الكذب المحمود

من هم أهل الحوض الذين سيشربون من يد النبي الشريفة يوم القياية؟ وماذا كانوا يفعلون؟

كيف تعرف خروج الكلام من القلب دون غيره؟

"لا يكلف نفسًا إلا وسعها".. تقصير الأبناء متى لا يكون عقوقًا للوالدين؟

أترضاه لأمك؟.. ماذا نفعل مع شواذ الأخلاق وخوارج الفطرة؟

تعرضت للتحرش 4 مرات في طفولتي ومراهقتي وأكره نفسي وأفكر في الانتحار وقتل رضيعتي.. أرشدوني

العفو من شيم الصالحين.. كيف أتخلق به؟

أتذكر المعصية بعدما تبت منها.. كيف أحفظ خواطري؟

تعرف على منزلة النية وأثرها في قبول الأعمال

نعرف ثواب كفالة اليتيم.. فهل هناك ثواب لكفالة اللقيط أو مجهول النسب؟

من أعلام إذاعة القرآن الكريم.. د. فوزي خليل.. جواهر الكلمات ولآلئ النبرات

بقلم | محمد جمال حليم | الاثنين 08 فبراير 2021 - 06:00 م
تمر في هذه الأثناء ذكرى برامج "القبس".. و"شخصيات".. و"حقائق وشبهات" الإذاعي القدير فوزي خليل صاحب الصوت النقي القوي ذو النبرة الواثقة واللمعة المبهرة والعقل الوقاد المفكر والقلب الطيب المطيب والروح السمحة المتصالحة الجميلة والنفس الزكية السخية والوجه الجاد في احترام وأدب والأستاذية الواهبة المعطاءة والثقافة الثرة الموسوعية.

رضا عبد السلام ود. فوزي خليل:
وقد صاغ زميله الأستاذ رضا عبد السلام الشهير بإذاعة القرآن الكريم له هذه الكلمات وفاء لسيرة الرجل العطرة وذكراه الطيبة: يقول "عبد السلام" اجتمعت في الراحل خصال الخير فقد كان من أنقي وأقوي الأصوات ليس في إذاعة القرآن الكريم وحدها بل إني أزعم أن صوته لم يكن له مثيل في الإذاعة المصرية لأنه كان يحمل الكلام قبل أن ينطق به في ثنايا عقله فيخرج بعد ذلك من أحباله الصوتية عبر لسانه مشبعا بالفهم مفعما بالرؤي مذخورًا بقوة الجذب من آذان مستمعيه فيقع منهم موقع الرضا والقبول وكل من اقترب منه يعلم ذلك حيث كان هادئا رزينا يسمع كثيرا وعندما يتكلم فإن منطقه في الكلام هو منطق من يعمل عقله ويشحذ فكره لا يصادر علي رأي بل يحاور ويناقش وكان يمتلك كل فنون العمل الإذاعي حيث كان مبدعا في نقل المعني بصوته بالكلمات
ويضيف في منشور له على صفحته على "الفيس بوك": كان د. فوزي خليل مبدعا كذلك عندما يمسك بالميكروفون لنقل إذاعة خارجية من أحد المساجد ولا أنسى بل لا ينسي تاريخ الإذاعة المصرية نقله المبدع لصلاتي العشاء والتراويح من أمام الكعبة المشرفة في فناء المسجد العتيق علي مدي سنتين أو أكثر.

برامج مضيئة للدكتور فوزي خليل:
ويستطرد:  كان أستاذًا كبيرًا في حواراته التي كان يحاور فيها علماء مصر والعالالم الإسلامي الكبار بصوت هادئ ونقاش ثري وحجج واضحة ناصعة يخرجها من ضيوفه باختيار السؤال المناسب بالشكل المناسب في الوقت المناسب ولا ننسى محاوراته في برنامجه الشهير "حقائق وشبهات" الذي ذب فيه عن عقائد الإسلام وعن تاريخ المسلمين وعن دحض الشبهات التي يثيرها أعداء هذا الدين العظيم وكارهوه وكان يختار لهذا البرنامج كبار المفكرين والعلماء من أمثال الدكتور محمد عمارة والدكتور عبد الله سمك وغيرهما.
وبرنامجه الحواري الآخر الذي حاور فيه المفكرين والقراء والمبتهلين الكبار وهو برنامج "شخصيات إسلامية وراء الميكروفون" ولا أنسى حواره مع القارئ الشيخ عبد الباسط عبد الصمد والمبتهل الشيخ نصر الدين طوبار حيث نقل للمستمع صورة من خلال الحوار لحياة كل منهما.

علاقةد.فوزي خليل  بزملائه:
ثم يعرج "عبد السلام" عن العلاقة بينه وبين الراحل فيقول: وبالنسبة لي شخصيًا فقد تربيت على صوته وهو يقدم برنامجه الأشهر "قبس من نور النبوة " هذا البرنامج الذي أبدع فيه حيث كان من يكتب له على نفس المستوى من الإبداع وفي رأيي يعد هذا البرنامج من جواهر الكلام كتابة وإلقاء وفائدة وموعظة وبيانا حيث يبدأ بقراءة الحديث بصوته ثم يعرض معناه من خلال كلماته ثم المعني التفصيلي ثم ما يستفاد من هذه الدرة الشريفة من حديث الرسول صلي الله عليه وسلم وقد اتصل بي مستمع من المستمعين ذات مرة وأقسم أنه علي استعداد أن يدفع أي مبلغ من المال مقابل أن يحتفظ بحلقات هذا البرنامج وأينما شرقت أو غربت في أنحاء مصر في رحلاتي الإذاعية أجد المتيمين بهذا البرنامج الذي أخلص فيه صاحبه فكانت هذه هي الثمرة.
ويوضح  أن كل هذا من ثقافته الواسعة حيث تخرج من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وحصل منها علي الماجستير والدكتوراه وقد حضرت في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة مناقشة رسالته للدكتوراه عن "دور أهل الحل والعقد في النموذج الإسلامي لنظام الحكم" 1996م ويقدم فيه تصورا للنموذج الإسلامي لنظام الحكم من خلال المقومات العامة وخصائصها وكان ضمن مناقشيه العلامة الكبير الأستاذ الدكتور محمد سليم العوا وكان مبهرا في ردوده قويا في حججه لمناقشيه
 أما من الناحية الشخصية فقد كان كبيرًا في نفسه مهيبا في شكله وئيدًا في خطواته بثقة لا تجد للصغائر إليه طريقًا أبدًا فهو لا يعرف إلا المعالي من الصفات والخلال والأفكار والرؤي تلحظ فيه أخلاق الكبار فتواضع في غير ضعة واعتزاز في غير كبر وسمو بلا تعال يبذل نفسه لفكرة أو لمبدأ أو لقيمة أو لنفع دائم لكل الناس.

د.فوزي خليل كان قدوة:
كان قدوة في تربيته لأبنائه فقد أنشأهم كما أراد دينا وخلقا وعلما فجهاد وأنس أستاذان في كلية طب الأزهر وأميرة معيدة في كلية اللغات والترجمة وإليه يرجع الفضل في إقناعي بدخول ابني عبد الرحمن التعليم الأزهري والحمد لله صدقت مشورته ونصيحته فعبد الرحمن في السنة الخامسة في كلية طب الأزهر.
لي مواقف كثيرة معه منها عندما كان يجمعنا استديو الهواء حيث كنت ألقط منه كيف ينطق بالكلمة وكيف يجلس أمام الميكروفون وكيف يبدأ وكيف ينتهي فكنت كمن يشرب ماء الحياة الإذاعية من ينبوعها السيال ولا أنسى موقفه معي عندما أعلن بوضوح بحقي في الخروج إلي الإذاعات الخارجية بعدما أراد البعض حرماني منها في بداية رحلتي وكان دائما ما يقول لي أحس عندما تعلن عن شعار الإذاعة على الهواء أنك تكلمني بيني وبينك وهذه قدرة لا يستطيعها كثير ممن يجلسون أمام الميكروفون وكان يأخذ علي أدائي أحيانا الانفعال الزائد بالمادة المذاعة فكنت أناقشه في أدب أنني أفعل ذلك وأنا أريده لأن المادة المذاعة لو لم ينفعل بها قارئها لن تصل بصدقها المطلوب فكان يحترم وجهة نظري دون تعقيب. 
هكذا كان هذا العلم الإذاعي الكبير الدكتور فوزي خليل أدبًا وخلقًا ودينًا وعلمًا وفنًا للكلمة المذاعة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ثمرا دانيا لكل من ألقي السمع لهذا الصوت العبقري الفريد.
فاللهم ارحمه بما قدم عبر الأثير من كلام طيب واجعله له نورًا وضياء وهدى.

الكلمات المفتاحية

د.فوزي خليل كان قدوة علاقةد.فوزي خليل بزملائه برامج مضيئة للدكتور فوزي خليل رضا عبد السلام ود. فوزي خليل إذاعة القرآن الكريم

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled تمر في هذه الأثناء ذكرى برامج "القبس".. و"شخصيات".. و"حقائق وشبهات" الإذاعي القدير فوزي خليل صاحب الصوت النقي القوي ذو النبرة الواثقة واللمعة المبهرة