أخبار

أجمل ما قيل عن حسن الظن بالله.. لن تتخيل ما قاله "الإمام مالك" ليلة موته

عقوق الأبناء.. قبل أن يتحول إلى عادة مدمرة!

ردد هذا الدعاء وأنت ذاهب للعمل صباحًا

8 أسباب تؤدي إلى تساقط الشعر.. تعرف عليها

أفضل 5 طرق للحماية من الشيخوخة

نتصارع على الدنيا وهي فانية.. كيف النجاة؟

من هم آل ياسين .. هل هم آل سيدنا محمد أم قوم نبي الله إلياس؟ ولهذا مال حبر الأمة عبدالله بن عباس

سيئاتك في الخفاء تنسف حسناتك في الملأ

ماذا تقول عند قراءة آيات الوعد والوعيد في القرآن؟.. آداب لا تفوتك

عمرو خالد: لا تحمل هم الرزق.. طمن روحك وقلبك بوعد الله

قبل أن تتحول نعمتك وتزول عافيتك.. كيف تجلب بيدك النقمة إليك؟

بقلم | أنس محمد | الاثنين 08 فبراير 2021 - 11:01 ص

وأنت تمضي في الطريق حالما بكل خير في يد غيرك، غير مكترث بما بين يديك من النعم التي أنعم الله بها عليك، تجد من العبر والمواعظ ما يفزع لها العاقل، ويشيب لها الولدان، من تحول النعم التي تمردت عليها يوما لتتمنى أن لو يعود بك الزمان لتقدر النعمة حق قدرها، بعد أن زالت من يدك، فكم من إنسان أنعم الله عليه بنعم لا تعد ولا تحصى تبدأ من الصحة والعافية، وتنتهي بملايين النعم التي ننعم بها يوميا ولا نشعر بها إلا بعد زوالها.

لذلك ليس أكثر ألما على الإنسان من زوال النعمة فهي مصيبة من المصائب، كم من إنسان كانت عنده نعم كثيرة ولكنه فقدها لأنه لم يقيدها بالشكر! وكم من إنسان كان في عافية فابتلاه الله -تعالى- بالمرض وحرم خير الدنيا وخير الآخرة؛ لأنه لم يصبر على ذلك البلاء الذي ابتلاه الله -تعالى- به!.

وكم من إنسان تمرد على الله وعصاه وتجبر وتكبر ففاجأه الله -تعالى- بسيف نقمته، وانتقم منه فكان من الخاسرين! وكم من إنسان أغضب الله وتمادى في إغضابه لله، والله حليم، ولكنه تمرد واستمر على تمرده وإغضابه لربه، فسخط الله -تعالى- عليه! أيستوي هو ومن طلب رضا الله؟! (أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللّهِ كَمَن بَاء بِسَخْطٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) [آل عمران:162].

وقد ضرب الله سبحانه وتعالى المثل في القرآن الكريم، بتحول النعمة، وزوال العافية، حينما سخط ربنا عز وجل على قوم فجعل منهم القردة والخنازير وعَبَدَ الطاغوت، والله -تعالى- قص علينا قصصاً كثيرة في ذلك، ونحن في عصر مرت بنا سنوات -وهذه السنوات ليس بعيدة بل هي قريبة- رأينا فيها العجائب ورأينا فيها من زالت نعمته ومن تحولت عافيته ومن انتقم الله -تعالى- منه ومن سخط الله -تعالى- منه! وشهدناه؛ ولم نعتبر.

وقد يكون هنالك عباد صالحون في مجتمع ولكن ذلك المجتمع فاسد لم يقيد نعمة الله -تعالى- بالشكر، فتصيب المصيبة الجميع، كما قال الله -تعالى-: (وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً) [الأنفال:25]، بل تعم الجميع.

اقرأ أيضا:

عقوق الأبناء.. قبل أن يتحول إلى عادة مدمرة!

دعاء النبي

لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من دعائه قوله: (اللَّهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيك وفجأة نقمتك وجميع سخطك).

أي يا اللَّه إني ألتجئ إليك من ذهاب جميع نعمك الظاهرة والباطنة، الدنيوية والأخروية ما علمتها، وما لم أعلمها؛ لأن نعمك لا تُحصى، ولا تُعدُّ،فاستعاذ النبي  صلى الله عليه وسلم من زوال نعمته؛ لأن ذلك لا يكون إلا عند عدم شكرها، فتضمّنت هذه الاستعاذة المباركة التوفيق لشكر النعم، والحفظ من الوقوع في المعاصي؛ لأنها تزيل النعم، قال اللَّه سبحانه وتعالى ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾.

لذلك تحول النعمة لا يأتي إلا بأيدينا وبأفعالنا وفي هذا يقول جل شأنه : ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾([8]).

واستعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من تحول العافية بقوله: (وتحول عافيتك): أي أعوذ بك يا اللَّه من تبدّل العافية التي أعطيتني إياها، وهي السلامة من الأسقام والبلاء والمصائب، إلى الأمراض والبلاء، فتضمّنت أيضاً هذه الاستعاذة سؤال اللَّه دوام العافية وثباتها، والاستعاذة به عز وجل من تحوّل العافية؛ لأن بزوالها تسوء عيشة العبد، فلا يستطيع القيام بأمور دنياه ودينه، وما قد يصاحبه من التسخط وعدم الرضا وغير ذلك .

وتابع النبي  (وفجأة نقمتك): أي أعوذ بك من العقوبة، والانتقام بالعذاب مباغتة، دون توقع وتحسب، وخُصَّ فجاءت النقمة بالاستعاذة؛ لأنها أشد و أصعب من أن تأتي تدريجياً، بحيث لا تكون فرصة للتوبة.

ثم شمل في دعائه الاستعاذة من : (وجميع سخطك): أي ألتجئ وأعتصم إليك أن تعيذني من جميع الأسباب الموجبة لسخطك جلّ شأنك؛ فإنّ من سخطت عليه فقد خاب وخسر، ولو كان في أدنى شيء، وبأيسر سبب؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ((وجميع سخطك))، فهي استعاذة من جميع أسباب سبحانه وتعالى من الأقوال والأفعال والأعمال.

ماهي النعمة العافية؟

يقول الإمام الليث بن سعد -رحمه الله تعالى-: "العافية هي دفاع الله -تعالى- عن عبده"، يدافع الله -تعالى- عنك ويحميك ويحرصك ويكلؤك برعايته وعنايته، فإذا ذهبت العافية فإنه لم يبق شيء! (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ)، أي: إذا كان الإنسان في نعمة وفي عافية فإن الله -سبحانه وتعالى- لا يغير ما به من نعمة أبداً ولا من عافية أبداً حتى يغير هو ما بنفسه، (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) [الرعد:11].

وهكذا قال الله في سورة الأنفال، حينما قال الله -تعالى-: (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ * ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [الأنفال:52-53]. لأنهم غيروا ما بأنفسهم فغير الله -تعالى- ما بهم.

اقرأ أيضا:

نتصارع على الدنيا وهي فانية.. كيف النجاة؟

 



الكلمات المفتاحية

زوال النعمة تحول العافية فجأة النقمة تحول النعمة الحفاظ على النعمة الشكر

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled وأنت تمضي في الطريق حالما بكل خير في يد غيرك، غير مكترث بما بين يديك من النعم التي أنعم الله بها عليك، تجد من العبر والمواعظ ما يفزع لها العاقل، ويشيب