تزوجت بشكل تقليدي من سنتين،  برجل أربعيني، خلوق، يكبرني بـ17 سنة،  أعجبني يساره المالي، ونضجه، وحبه للسفر، والمغامرات،   وأنا الآن حامل.

مشكلتي أن زوجي مدمن سوشيال ميديا، ويتحدث مع النساء طول الوقت، ويسعد بإعجاباتهن بشخصيته، ويتمادى مع بعضهن ويتجاوز بأحاديث عاطفية، كما أنني وجدت على جهاز الكمبيوتر الخاص به صور ورسائل بينه وبين هؤلاء النساء،  بعضهن بملابس نوم فاضحة، ومكشوفة.

الطامة الكبرى أنني اكتشفت أنه تزوج من قبلي زيجات عرفية بلا عدد، ووجدت صورة لإحداهن في محفظة نقوده مع صور أهله، ووجدت اسمها كمتصلة عبر عدة مكالمات حديثة على هاتفه النقال.

أخذت رقمها، واتصلت من رقمي الذي لا تعرفه، وسألتها عن زوجها الأستاذ فلان-وذكرت اسم زوجي- فقالت لي أنه غير موجود، وعندما سألتني :"من أنت؟"، أغلقت الهاتف، وأنا مصابة بالصدمة.

واجهته، وتشاجرنا، وأنكر كل شيء عن علاقاته، وأخبرني أن ما رأيته بخصوص هذه السيدة صاحبة الصورة، علاقة قديمة انتهت وأنها هي التي تطارده، وأنه لا يوجد في حياته أي إمرأة أخرى.

ومن وقتها وأنا مصدومة، ومنهارة، وأصبحت مريضة اكتئاب مع حملي ومتاعبه، ولم أعد أثق في أي أحد، ولا أؤمن بأي أخلاقيات ولا مبادئ، فمن كنت أعتقده "خلوق" خدعني، وأصبحت متشككة في نفسي،  وأنني زوجة غير كافية لزوجها لذا يبحث عن أخريات على الإنترنت، ويتزوج بدون علمي ويكذب عليّ .

ماذا أفعل؟

الرد:

مرحبًا بك يا عزيزتي..

قلبي معك.

سأبدأ معك من السطر الأخير، فقد ذكرت أنك أصبحت مريضة اكتئاب، فهل تم تشخيص الأمر من جهة طبيب متخصص، وهل تتلقين علاجًا، أم ماذا؟!

لو أنك مع طبيب معالج للإكتئاب يا عزيزتي، فالعلاج يكون غالبًا مدمج ما بين الدواء والعلاج السلوكي الجدلي/ أو المعرفي، أو غيره مما يقرره الطبيب بحسب حالتك وما تحتاجه، وهذا كفيل بتحسنك، والتدرج في التعافي من آثار الصدمة ومراحلها، وهذا هو ما تحتاجينه.

لذا، فإن كنت ذهبت بالفعل لطبيب وتم التشخيص وأنت الآن في ظل تواصل معه وخطة علاجية، فاستمري، ولا تنقطعي، وإن لم تكوني فعلت،  وبادرت لطلب المساعدة النفسية من طبيب أو معالج، فبادري ولا تنتظري.

لم هذا الكلام؟!

لأن هذا واجب الوقت يا عزيزتي، أن تتعافي ويتم الحفاظ على صحتك النفسية والجسدية، وجنينك.

وهناك بالطبع درس قاسي في قصتك، فزوجك غالبًا، متعدد علاقات، والمشكلة أن هذا النوع من الشخصيات إذا لم يعترف بحالته، وأنه محتاج للعلاج، يظل هكذا سلوكه تجاه النساء بقية عمره، لا يردعه مرحلة عمرية، ولا حالة اقتصادية، وربما لا تردعه أيضًا حالة صحية غير صالحة ولا مناسبة لإقامة علاقات مع النساء، سواء تم هذا بزواج، أو غيره.

وهو غالبًا لم يصبح هكذا بين عشية وضحاها، أو مع زواجه منك، بل هو هكذا منذ زمن، ربما بدأ مبكرًا جدًا مع مراهقته، وربما متأخرًا بقليل.

النضوج يا عزيزتي عند هذا النوع من الشخصيات لا يمس مساحة"النساء"، بل التهور، والاندفاع!

ومؤسف أن تكون معايير قبولك لشريك حياتك تعتمد على اليسر المادي وحب السفر والمغامرات!

أنت بحاجة للنضج، ويبدو أن حكمة الله قضت أن تنضجي عبر هذه التجربة المؤلمة، النضج والكبران النفسي هو المطلوب منك الآن، لا التشكك في نفسك، فمتعدد العلاقات لا يمكن أن تكفيه امرأة مهما كانت بارعة الجمال، أو تحبه ويحبها، العيب ليس فيك، ومن أبرز أضرار الارتباط بمتعدد علاقات هو اهتزاز الثقة في النفس.

هذه أهم فائدة يمكنك الحصول عليها الآن، وفي قادم عمرك.

لديك الآن أكثر من "ضرة"، انترنت يعج بالنساء، وربما زوجة أيضًا – هذا في حال صدق هذه المرأة- وأنت على أبواب "أمومة"، لذا وجب الحسم، فالصورة غير واضحة، وهناك مراوغات ومناورات يجيدها غالبًا متعددو العلاقات مثل زوجك،  لذا لابد من تدخل حكماء من أهلك،  وعقد اتفاقات تضمن قيامه بدوره بمسئولية وجدية تجاه علاقتكم الزوجية، ويتعهد بهذا، وبدون ذلك ستظل حياتك معه عبارة عن سلسلة من الشكوك، والتوجس، والأمراض النفسجسدية،  والانهيارات النفسية التي سيكون الاكتئاب على قسوته، أقلها!

ودمت بكل خير ووعي وسكينة.

اظهار أخبار متعلقة

اظهار أخبار متعلقة