تحولت الشابة "ندى حسن" إلى حديث وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في مصر مؤخرًا، بعد أن تحلت بالشجاعة لإنقاذ روح امرأة وجنينها، إثر تخلى جيرانها عنها، فما كان من الزوج الذي يعمل بعيدًا عنها إلا أن أطلق نداء استغاثة عبر أحد الجروبات على موقع "فيس بوك"، ليلقى استجابة فورية من الشابة التي سارعت لنقلها إلى المستشفى وإنقاذ حياتها.

وفي تفاصيل القصة التي تداولها مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي، فقد كانت الزوجة (21 عامًا) التي تقيم بمنطقة حدائق الأهرام، حاملاً في الشهور الأخيرة، وأصيبت بنزلة برد، لكن انطلقت شائعة بين جيرانها أنها مصابة بفيروس كورونا، عندما داهمتها آلام الولادة اتصلت بزوجها الذي يعمل في شرم الشيخ، تستغيث به.

لم يكن أمامه سوى الحديث إلى رئيس اتحاد ملاك العمارة، من أجل أن يساعد زوجته، لكنه اعتذر له، واكتفى بكتابة منشور على الجروب الذي يضم سكان العقار، لكن لم يهتم أي منهم بذلك، خوفًا من أن تكون مصابة بكورونا كما أشيع.

فأخذ الزوج يحاول عبر أكثر من طريقة مساعدة الزوجة، واتصل بالشرطة والإسعاف دون فائدة، إلى أن كتب منشور استغاثة على جروب على "فيس بوك" قريب من المنطقة، ليجد اهتمامًا سريعًا من إحدى عضواته (ندى حسن) التي انطلقت على الفور ومعها طبيبة لمساعدة الزوجة وإنقاذ حياتها وجنينها.

كان لدى ندى من النخوة والشهامة ما جعلها تتحرك بدون تراخ ولو لحظة، سارعت نحو العقار الذي تقيم فيه الزوجة، لكن كانت المفاجأة الصادمة حين رفض رئيس اتحاد الملاك فتح باب العقار لها، فأخذت تطرق على الباب حتى ينزل أحد من الجيران ويفتح لها، بينما يهددها الرجل باستدعاء الشرطة إن لم تغادر بعيدًا.

لكن ندى أصرت على الدخول، وهشمت زجاج بوابة العقار، وسارعت إلى الشقة التي تقيم فيها الزوجة الحامل، والتي كانت ملقاة على الأرض، لاتستطيع أن تتحرك، أو تفتح الباب، طلب منها الزوج أن تكسر الباب، لكن لم تستطع، خاصة وأنه كان "مصفحًا"، فأخذت تطرق على باب الجيران في نفس الدور، دون أن يستجيب أحد لندائها المتكرر.

هددت الفتاة بأنها ستحطم باب شقة الجيران، إلى أن وجدت امرأة فتحت الباب، فاقتحمت الشقة على الفور، وتوجهت صوب "البلكونة" الملاصقة لشقة الزوجة الحامل، حيث قفزت عبر النافذة إليها، ووجدتها على أرضية الشقة مغمى عليها وإلى جوارها المولودة، بعد أن ولدت لوحدها وأغمى عليها، وكانت بين الحياة والموت.

وسارعت ندى إلى حملها هي وآخرون انتبهوا لما حصل بسبب الأصوات في العقار، وتوجهت بها إلى المستشفى، وحضر زوجها في الصباح، ولم يصدق نفسه أن زوجته، لازالت على قيد الحياة، وقرر إطلاق اسم ندى على اسم المولودة التي أنقذها هى وأمها.

اقرأ أيضا:

مع الارتفاع المتزايد لدرجات الحرارة.. كيف تقي نفسك ضربة الشمس؟

اقرأ أيضا:

من أين جاءت أرقامنا العربية؟ ولماذا تركنا أرقامنا الحقيقية للإنجليزية؟