طرح  الداعية الإسلامية الدكتور عمرو خالد فكرة وصفها بالجميلة بعنوان  "مت فارغا" وتتمثل في أن يقابل العبد المؤمن ربه ولا- يحمل فوق ظهره شيئا أي انه أنهي كل صور العبادة المطلوب منه أن ينجزها وقابل ربه وقد افرغ من على كاهله كل شئ  عبر الوفاء بكل أشكال العبادات والطاعات المطلوبة منه انجازها في دينه ودنياه أي أنه يبدع في عبادة ربه وكل شئون حياته ويخرج كل شئ طيب.

وضرب الداعية الإسلامي مثلا، في بثه المباشر علي صفحته الرسمية علي شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك"،  بأحد أصدقائه عندما تحدث معه عن رغبته في  تأليف كتاب ولكنه يخشي إلا يقرأه أحد أو ينشره أحد ولكنه رد عليه بالقول أخرج كل ما في جعبتك من الأفكار الطيبة والأشياء الجميلة حتي تقابل ربك وأنت فارغ فأنت لا تعرف متى ستقابل ربك ومن ثم عليك أن تبدع في دينك ودنياك حتي تقابل ربك فارغا مستريحا وأن تصل لفكرة الإحسان في الحياة "وإحسنوا إن الله يحب المحسنين".

مت فارغا وأصول الإسلام الثلاثة:

واستدرك الداعية  الإسلامي قائلا رغم أن مؤلف"مت فارغا" غربي الإ أن الأهم  هو أن فكرة مت فارغا هي أصل من أصول الإسلام الثلاثة " الإسلام ـ الإيمان ـ والإحسان، لافتا إلى أن على العبد المؤمن تنفيذ كل الأفكار الطيبة التي تراوده سواء عبر تأليف كتاب أو زيارة قريب أو صلة رحم وعليه أن يعبد الله طوال العام ولا يركز فقط في شهر رمضان باعتباره أن تقصيره في كل شهور العام لا يجعله يصل إلى مرحلة أن يموت فارغا.

ومضي الدكتور خالد بالقول : "عليك أن تؤدي كل صور الحب لله والإحساس به ومعرفته فأنت حضرت للحياة حتى تنجر هذه المهمة المتمثلة في معرفة الله فهل يمكن أن تغادر الدنيا وأنت لم تعرف الله حق معرفته ولم تخرج كل ما عندك لتصل إلى معرفة الله والإحساس بالله ومعرفة أسمائه الحسني وحتي تصل إلى مرحلة تتفاعل معك السماوات والأرض مصداقا لقوله تعالي "فما بكت عليهم الدنيا" فعندما نزلت هذه الآية سئل ابن عباس هل تبكي السماوات والأرض فرد بالإيجاب فإن الإنسان إذ ما مات بكي عليه مصلاه والمكان الذي كان يعبد الله فيه ويذكره.

اظهار أخبار متعلقة

وطرح الدكتور خالد في هذا السياق عديدا من التساؤلات منها هل هناك علاقة بين الجماد والروحانيات وهل هناك تفاعل بين الجماد والإنسان وقد رد بالإيجاب مستدلا بقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم "أحد جبل نحبه ويحبنا" بل وهناك أحاسيس بين المخلوقات بعضها البعض وهل هناك شبكة علاقات بين الكائنات وجاء الرد أيضا بالإيجاب أيضا فنحن على يقين من وجود علاقة كذلك بين الأحياء والأموات كما رد الرسول المصطفى على الصحابة عندما كان يناجي الأموات حيث خاطبه متسائلين: (أتكلمهم يا رسول الله وهم أموات فرد صلي الله عليه وسلم ما انتم باسم علي منهم)

مضي الدكتور خالد للقول : نحن لدينا يقين كذلك بين المد والجزر والقمر وبل هناك شبكة علاقات بين الكون وإلا ما كانت هناك شبكة اتصالات وهواتف تربط الملايين في جميع أنحاء الأرض عبر شبكة كهرومغناطيسية بل أن الله تعالي قدم في آيات سورة الزلزلة دليلا علي هذه العلاقة كما جاء  في قوله تعالي "إذا زلزلت الأرض زلزلها وأخرجت الأرض أثقالها وقال الإنسان مالها، يؤمئذ تحدث اخبارها" فالأرض تخبر بملايين مشوا عليها فما بكت عليهم السماوات الأرض.

العبد المؤمن وتفاعل السماوات والأر ض

الدكتور عمرو خالد أضاف كل عبد مؤمن له باب يصعد بعمله إلى السماء فإذا أغلق هذا الباب بموته بكى هذا الباب خصوصا إذ كان عمله صالحا مشددا على أن المكان الذي كنت تصلي عليه والذي تذكر الله وتسبحه يبكي عليك بعد موتك بشكل يدعوك لتعرف الطريقة المثلي للتفاعل مع السماوات والأرض وتتناغم مع الحياة ولا تسير عكس الكون.

وعاد الداعية الإسلامي للفكرة الرئيسية للبث المتمثلة  كيف تموت فارغا بعبادة  الله على أحسن وجه والإبداع في الحياة وتقديم كل فعل طيبة وفكر مبدع أنعم الله بها عليك والإكثار من ذكر الله حتى تصل إلة مرحلة الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه.

اقرأ أيضا:

وأوصي الداعية الإسلامي رواد صفحته على شبكات التواصل الاجتماعي بذكر الله وقراءة كتاب حياة الذاكرين فهو ليس كتاب ألفه فحسب بل هو مسيرة وتجربة حياة فهو طريقة عملية تربط بين الروحانيات وبين علم النفس الإيجابي ترشد الإنسان إلى  كيفية أن يخرج أفضل ما بداخله ويربط كذلك بين الروحانيات والعلم الحديث.

واعتبر الدكتور خالد أن  يوم وليلة الجمعة يقدمان فرصة ذهبية كي يموت العبد فارغا ويخرج أفضل ما عنده عبر الصلاة والإكثار من الذكر –والتفاعل مع السماوات والأرض حتى لا تقول {رب ارجعون لعلي اعمل صالحا} ومن ثم عليك أن تحافظ على ذكر الله وتحرص على إحياء ليلة الجمعة وتبدع في الحياة حتى تقابل ربك فارغا في هذا اليوم المبارك.