أخبار

هل يدخل الجنة من مات طفلا؟

الجمعة عيد المسلمين.. ماذا عن" الصدقة" وآداب هذا اليوم؟

فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة.. قصة عجيبة لرجل نجا من النار بسببها

5 أشياء حافظ عليها لإحياء ليلة الجمعة.. يكشفها الدكتور عمرو خالد

تعرف على وقت ساعة الإجابة من يوم الجمعة

من صعوبة النوم إلى تساقط الشعر.. أبرز علامات متلازمة تكيس المبايض

وجبة غداء يستغرق إعدادها 5 دقائق تخفض ضغط الدم وتحمي من أمراض القلب والسرطان

ما الحكمة من موت الفجأة لبعض الناس دون أية مقدمات؟ (الشعراوي يجيب)

ليس كل الكذب مرفوضًا.. تعرف على الكذب المحمود

من هم أهل الحوض الذين سيشربون من يد النبي الشريفة يوم القياية؟ وماذا كانوا يفعلون؟

هل يستحق رمضان أن نخطط له قبل مائة يوم؟.. وكيف تستعد له؟

بقلم | أنس محمد | الخميس 07 يناير 2021 - 09:27 ص

يقول الله تبارك وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].

في هذه الآية الكريمة يكشف لنا الله عز وجل القيمة الحقيقية من الاستعداد لشهر رمضان وعبادة الصيام، وهل يستحق هذا الشهر الكريم أن نستعد له قبل مائة يوم كاملين، بل ستندهش إذا عرفت أن الصحابة كانوا يستعدون لشهر رمضان من العام للعام، بعد أن التمسوا من هذه الآية الكريمة غايات الصيام الكبرى وهي التقوى، من خلال قوله تعالى: " كتب عليكم الصيام" وكشف الله عز وجل السبب في قوله: " لعلكم تتقون".

فاستشعار هذا المقصد العظيم "التقوى" واستصحابه في حركاتنا وسكناتنا، حينما تُتوِّج صيامَك بهذا المقصد العظيم، فهناك ارتباطٌ كبيرٌ بين الصيام والتقوى، فهي أثرٌ من آثار الصيام، وبهذا يتبيَّن الحكمة من الصيام، فتركك للمآكل والمشارب وسائر المفطرات ابتغاء وجه الله تعالى، قطعًا سيكون له أثر إيجابي على جوارحك، فسيتبع هذا الصيام صيام العين عن النظر إلى الحرام، وصيام الأذن عن سماع الحرام، وصيام اليد عن البطش في الحرام، وصيام القدم عن الخطوة إلى الحرام، وصيام اللسان عن الكلام في الحرام.

الهدف من الصيام 


فالصيام له مفهوم هو أعم مما يفهمه بعض الناس، ولهذا قال تعالى مبينًا علة من علل الصيام (لعلكم تتقون)، فمن افتقدها فقد افتقد جزءًا كبيرًا من مقاصد الصيام، وهو "التقوى".

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الصيام جُنة)؛ أي: وقاية من المعاصي؛ لأن الصيام يُميت الشهوات التي تدفع إليها، وعندما تريد هذا المقصد العظيم من الصيام، فاجعل صيامك كاملًا، وذلك بتنزيهه عن القوادح الحسية والمعنوية، فلا يصح أن تَفهم عن الصيام أن تتوقف عن المآكل والمشارب، لكنك تُطلق جوارحك تخوض في محارم الله، فإن هذا الصوم المجرد قد لا يورث التقوى لديك، فالصيام ميدان التسابق إلى تحصيل التقوى، والله تعالى بيَّن للعباد طريق اكتسابهم الخير كثرةً وقلةً.

وقد عرف العلماء التقوى، فقال طلق بن حبيب رضي الله عنه: (هي أن تعمل ما أمر الله على نور من الله ترجو ثوابَ الله، وأن تترك ما نهى الله على نور من الله تخشى عقاب الله)، فلاحظ في هذا التعريف الارتباط بين ثلاثة أمور في الطاعة، وهي (العمل والعلم والرجاء)، وأيضًا ثلاثة أمور في المعصية، وهي (العلم و الترك والخوف)، فحاول استشعارها في كل فعل للطاعة وترك للمعصية، فهذا الاستشعار هو وقود استنهاض التقوى.

سُئل أبو هريرة رضي الله عنه عن التقوى، فقال للسائل: هل أخذت طريقًا ذا شوك؟ قال: نعم، قال: فكيف صنعت؟ قال: إذا رأيت الشوك عدلتُ عنه، وجاوزته أو قصُرت عنه، قال: ذاك التقوى؛ أي: افعل في النواهي كما فعلت مع الشوك، فلا تُقارفها، ونحن تعترضنا أشواك في طريقنا إلى الله تعالى، فلا بد من العدول عنها ومجاوزتها.

، وثمة ارتباط وثيق بين التقوى والمراقبة، فالمتقون دائمًا يراقبون تصرُّفاتهم، فالارتباط بين التقوى والمراقبة وثيق، ويفرح المتقون بمثل هذه المواسم الخيرة كشهر رمضان المبارك، حتى يتزودوا فيه من الخير العظيم، وكذلك من صفات هؤلاء المتقين أعمال الخبايا؛ بحيث لا يعلم بها إلا الله، فهي سر بينهم وبينه، سواء في الصدقات أو الأعمال أو الأذكار.


صفات المتقين


من صفات المتقين، أنهم إذا وقعوا في المعصية فسريعًا ما يفيئون ويرجعون مستغفرين تائبين؛ قال الله تعالى عنهم: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 135]، فالاستغفار وعدم الإصرار من أبرز صفاتهم.

 ومن صفات المتقين المجاهدة على فعل الخير وترك الشر، فإذا رأوا ثِقَلَ العمل، علموا أن معه أجرًا عظيمًا، فجاهدوا أنفسهم على الفعل تحصيلًا لهذا الأجر العظيم، بخلاف غيرهم فقد يرده ثِقَلُ العمل عن عظيم الأجر، فبذل الجهد له مشقة متعبة، لكن صاحبها إذا تذكر أن تلك المشقة ستزول عن قريب، لكن أثرها ونتيجتها باقية تقر بها عينُه وتسعد بها نفسُه دنيا وآخرة، فمثل هذا يجده الصائم والقائم والمعتكف والمعتمر والمتصدق ودائم الذكر والقراءة، فهؤلاء سيزول تعبهم، لكن بقاء أجرهم هو قرةُ أعينهم.

ومن صفات المتقين محاذرة المال الحرام ومحاصرته بأن لا يدخل إلى جيوبهم؛ لأنهم يعلمون أنه سُحت غير مبارك، ومهما كثُر فإنه قليل ممحوق البركة، ومما يتعلق بالمال زكاته والصدقة منه، وهي من أهم أسباب بركته، وحيث إن كثيرًا من الناس يُخرج زكاته في شهر رمضان، فينبغي أن تكون الزكاة في محلها، ولأهلها أيضًا، بخلاف ما يفعله بعض الناس، فيُعطيها شخصًا كان يُعطيها له سنين عديدة، وربما حسُنت حال هذا الفقير، فخرج من كونه من أهل الزكاة، وما زال صاحبنا يدفعها إليه، فليُنتبه لهذا.

كيف تستعد قبل مائة يوم؟


الاستعداد بالحفاظ على الصلاة :


ابدأ من الأن بأن لا يدخل وقت الصلاة إلا وقد استعديت لها . اذهب على أقل تقدير بعد الأذان مباشرة . تعوّد من الأن على المحافظة على السنن الرواتب ، اجعلها كالواجب عليك . ان فاتتك فاقضها . اجتهد أن تكون لك ركعات من الليل . ابدأ بالتدرّج بالمحافظة على صلاة الوتر ، ثمّ زد في الركعات حتى يفتح الله عليك وتكون هذه الصلاة أحبّ إليك من كل مجالسة .

القرآن الكريم :


رمضان شهر القرآن، وتلاوة القرآن فضلها مشهور ، فالأمر بالقراءة كثير في الكتاب والسُنّة . يقول الله تعالى : " {اتل ما أوحي إليك من الكتاب} " ويقول النبي عليه الصلاة والسلام : " «اقرأوا القرآن فإنّه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه» ".

التخلّص من الذنوب والمعاصي:


كل بلاء سببه الذنوب ، وكل حرمان من الطاعات سببه الجرأة على المحرمات ، والتساهل في المعاصي .. والعلاج هو التخلّص منها ، أو التخفيف على أقل تقدير . ليكن كل واحد منّا ناصحاً لنفسه وليبدأ من الأن المعالجة ، ليس لأجل قُرب رمضان بل لأنّ هذا من أوجب الواجبات علينا جميعاً .

 سيأتي رمضان لمن لا يزال مصرّاً على الذنوب ، ستفوته الصلوات ، سيُضيّع التراويح ، سيبقى هاجراً للقرآن ، وسيخرج عليه رمضان وهو صفر اليدين . فابدأ من الأن بالمعالجة فالأمر ليس بالهيّن ، والحرمان ليس بالقليل .


الكلمات المفتاحية

صفات المتقين كيف نستعد لرمضان الهدف من الصيام

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled يقول الله تبارك وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُ