أربعينية، وأعاني من أرق، واضطرابات في النوم، وكوابيس، وصراخ أثناء النوم لدرجة أن أبنائي يستيقظون بسبب صوتي، ويهرعون إلى غرفتي لإيقاظي.

يحدث هذا لي منذ وفاة زوجي قبل 10 سنوات.

ماذا أفعل؟

الرد:

مرحبًا بك يا صديقتي..
تعاطفت لمعاناتك هذه وسكوتك عليها طيلة هذه السنوات غير القليلة أبدًا.

لكل منا يا صديقتي عالم داخلي، "بيت نفسي"،  تكوّن من أحداث حياته، والأشخاص من احتك بهم، والأماكن التي مكث فيها، إلخ، فكل شيء وكل شخص وكل حدث وموقف يترك أثره وبصمته، وعبر هذا كله تتكون مخاوفنا، نقاط الضعف والقوة، رغباتنا، أمنياتنا لأنفسنا، وهذا كله هو ما تعبر عنه الأحلام أثناء النوم.

لذا فالحلم مهم، والحلم المتكرر يتطلب منا الانتباه، والتوقف، والبحث.

لم تذكري تفاصيل عن الكوابيس، ولكنها، ولأنها "كوابيس"، فهي بالطبع مفزعة، تعبر عن الشعور بعدم الأمان.

ولأن الوفاة، وهي حادث صادم، يورث مشاعر الفقد، وهي قاسية، فلابد أنك تعانين من مراحل كرب ما بعد الصدمة.

سيدتي..

لابأس من طلب المساعدة المتخصصة، فالفترة التي أنت بصددها طويلة جدًا، ولابد أن تتحرري من مخاوفك، ومشاعر الصدمة والفقد وعدم الأمان وفق خطة علاجية مع متخصص، ولابد أن تنفتحي على الحياة، فليس في هذا خيانة لذكرى الزوج، ولا فقده.

أدخلي الونس، والدفء، والأمان لحياتك، فهذه كلها احتياجات من المهم اشباعها، افعلي من خلال المتاح من علاقاتك مع الأبناء، الأقارب، الأصدقاء، والتفكير في الزواج من جديد، فما المانع؟!

أرجو أن تفكري في هذا الكلام، وهذه المناقشة من جديد، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.

اقرأ أيضا:

التركيبة النفسية للنصاب .. متشابكة ومعقدة .. أهمها المبالغة في الحديث عن الإخلاص والأمانة!

اقرأ أيضا:

"دخان القريب يعمي".. متى تكتشف خنجر الصديق في ظهرك؟