أخبار

ضعف الشخصية أول طريق الغواية والحرام.. كيف توطن نفسك؟

تخيرتها جميلة ففوجئت بقبحها.. كيف نخدع أنفسنا ونفشل في الاختيار؟

إنجاز الوعد من أخلاق الكبار.. هل سمعت بهذا؟

تقدم مذهل.. العلماء يبتكرون طريقة علاج جديدة لسرطان الدم

6ثمرات يجنيها العبد المؤمن إذ صبر علي هموم الدنيا .. فرّج الله همّه، ودفع عنه الضر ورفع درجته في مقدمتها

بعد معاناة استمرت 613 يومًا.. وفاة أطول مريض في العالم بفيروس كورونا

الثبات على المبدأ.. متى تتأكد من هويتك وتثبت لنفسك أنك على الحق؟

الإخلاص كلمة السر فى قبول الأعمال.. كيف نحققه؟

سر صمت "يونس" بعد خروجه من بطن الحوت

خطيبي يسألني عن مرتبي ومشاركتي في مصروفات البيت وأنا تضايقت ولذت بالصمت.. ما العمل؟

كيف كان يربي النبي أصحابه؟.. تعرف على جوانب مضيئة من سيرته

بقلم | محمد جمال حليم | الاربعاء 23 ديسمبر 2020 - 06:00 م

لا تزال سيرته صلى الله عليه وسلم منهاجًا لكل محبيه ومتبعيه ففيها النجاة وبتدارسها نقف على ما يصفي النفس ويطهر الفؤاد ويقوم المعوج.. وفي هذه السطور نقف مع جانب من تربيته صلى الله عليه وسلم لأصحابه وكيف كانت.

تربية النبي للصحابة:

هذا نبينا يدخل عليه عبدالله بن عمر -رضى الله عنهما- وهو في بيت أخته -حفصة-، فيسأل من بالدار؟ فتقول: ابن عمر!! وأراد النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يربيه على حب التعبد، وما زال غلامًا، وإليك القصة بأكملها؛ لترى كيف كانت التربية بالتحفيز والتشجيع والدَّفْع نحو الهمة العالية، بعكس كثير ممن يربون أبناءهم على همة سافلة في الثرى لا في الثريا -كما كان الكرام الأوائل-

فهذا سالم بن عبدالله بن عمر بن الخطاب، يحكي عن أبيه ابن عمر، فيقول: قال أبي: كان الرجل في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، إذا رأى رؤيا قصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتمنيت أن أرى رؤيا، فأقصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنت غلاما شابا، وكنت أنام في المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني، فذهبا بي إلى النار، فإذا هي مطوية كطي البئر وإذا لها قرنان وإذا فيها أناس قد عرفتهم، فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار، قال: فلقينا ملك آخر فقال لي: لم ترع، فقصصتها على حفصة فقصتها حفصة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الرسول: «نعم الرجل عبد الله، لو كان يصلي من الليل» يقول سالم: «فكان بعد لا ينام من الليل إلا قليلا».

فوائد  جليلة:

وقد ذكرت القصة بأكملها -كما رواها البخاري في صحيحه- وذكرت اسم ولد ابن عبدالله بن عمر؛ ليستبين لك الآتي:

-       كيف ربَّى رسول الله ابن عمر بالتحفيز التعبدي؟.

-       كيف ذكر ابن عمر لابنه هذه القصة وحكاها عنه؛ ليُعَوِّد ولدَه كذلك على القيمة التعبدية، التي تربى عليها.

-       معرفة النبي بطبيعة ابن عمر -كغلام صغير- ومعرفة نفسيته، فدعاه إلى ما يتحمله ويتقوى به.

في حاجة إلى نتعلم هذا الدرس جيدًا لأنفسنا ثم نعلمه لأبنائنا؛ ليخرج جيل الأبناء جيلا يقوم بحق ربه عليه، ويحفظ الله فيما أمر ونهى؛ فإن من حفِظَ اللهَ حفظَهُ اللهُ!!.

الرسول يدعو للعلم ويشجع على التنافس في تحصيله:

لقد لخصت أول آية نزلت على رسول الله وهي قوله تعالى: «اقرأ باسم ربك» كلاما كثيرا يقال في أهمية طلب العلم والسعي له في الإسلام، يظهر هذا أيضا في قوله تعالى: «يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات».

ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصا على النصح بطلب العلم والسعي له بل كان يشجع عليه ويرغب فيه، بنماذج قولية وعملية وتطبيقية، لا سيما في تربيته للنشء القادم، وللزهور اليانعة في بيوت المسلمين، من أبناء وبنات المسلمين.

نماذج  عملية في بيان طلب العلم:

- فهذه أم المؤمنين حفصة -زوجته- كان لها معلمة وهى صغيرة في بيت أبيها، فآثر أن تكمل معها رحلة العلم وهي في بيت الزوجية.

-وهؤلاء هم أسرى المشركين فداؤهم يكون بتعليم 10 من المسلمين القراءة والكتابة.

-       وهذا نموذج تربوي للآباء في التربية العلمية، إما بمساعدة في طلب العلم، أو دعاء بالتوفيق في طلبه والسداد والنجاح في طريقه، إنه نموذج قام به الرسول مع ابن عمه وحبيبه ابن عباس -حبر الأمة- يدعو رسول الله لابن عباس: «اللهم علمه الدين وفقهه التأويل»

ونستفيد من المثال السابق، ما يأتي:

-       الاهتمام بالأبناء في تحصيل العلم والثقافة والمعرفة.

-       حكمة الرسول في دعوة ابن عباس للعلم، ومعرفته بطبيعته وحنكته وفطانته؛ مما يؤهله ليكون حاملا للعلم والدين.

-       تحفيز من الرسول بالكلمة الطيبة، وهى بمثابة مكافأة معنوية لابن عباس تجعله يتشجع على تلقي العلم.

-       وإن تعجب فعجب أن تعلم: أن ابن عباس جمع المحكم وهو ابن عشر سنين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

-       ونتعلم مما سبق: أن نحرص على تربية أبنائنا تربية علمية تجعلهم قادرين على التعامل مع الحياة بخبرة الشهادة وبخبرة الحياة؛ فلا تفيد الشهادة العلمية والثقافية وحدها، ما لم ترفق بشهادة الخبرة الحياتية من الأبوين. وكم من متخرج من جامعة الحياة عاش حياة كريمة أفضل ممن حمل شهادة ماجستير ودكتوراه، ولا يعني ذلك -أبدًا- التقليل من حجم تلك الشهادات؛ ولكنها دعوة للحرص على تحصيل الاثنين سويا.

فمن يتتبع سيرة النبي صلى الله عليه وسلم يجد فيها الخير كله وما أحوجنا في أزماننا هذه للعودة لسنته والعمل بها وسط أزمات متلاحقة ومصائب متتالية فباتباع المهج النبوي نحصن انفسنا وأبناءنا من مكاره كثيرة يمكن أن تقع.. وصدق من قال: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا.



الكلمات المفتاحية

تربية النبي للصحابة نماذج عملية في بيان طلب العلم كيف نربي أنفسنا الرسول القدوة

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled لا تزال سيرته صلى الله عليه وسلم منهاجًا لكل محبيه ومتبعيه ففيها النجاة وبتدارسها نقف على ما يصفي النفس ويطهر الفؤاد ويقوم المعوج.. وفي هذه السطور نقف